هل إستغرق خلق الكون ستة أيام, أم مليارات السنين؟ - الحلقة الاولى
صفحة 1 من اصل 1
هل إستغرق خلق الكون ستة أيام, أم مليارات السنين؟ - الحلقة الاولى
هل إستغرق خلق الكون ستة أيام, أم مليارات السنين؟
الحلقة الاولى
هناك تعارض بين الدين والعلم في موضوع المدة التي إستغرقها نشوء الكون, فالعلماء وخاصة مؤيدي التطور, يقولون بأنَّ هذا إستغرق مليارات السنين, وأما الكتاب المقدس فذكر بأنَّ خلق الكون إستغرق ستة أيام من أيامنا التي نعُدها, وبأنَّ الكون قد مَرَّ عليه منذُ نشوئِهِ لغاية وقتنا الحاضر أقَلْ مِنْ سبعة آلاف سنة.
وهناك البعض من رجال الدين والمؤمنين الذين يُحاولون التوفيق بين مليارات السنين التي يَدعيها علماء التطور, وبين الايام الستة التي يذكرها الكتاب المقدس, فهل هناك خطأ في الكتاب المقدس أثبتهُ العلماء؟ أو هل ذكر الكتاب المقدس امورا رمزية وإختصر الخلق بستة ايام فقط؟ فأين تكمن الحقيقة؟ وهنا لا يجب علينا ان نكون توافقيين! فنحنُ في كلمة الله لا نُفسر أحلاماَ أو نبوءة مستقبلية لكي نقول هذا يرمز لكذا وذاك لكذا! فإما كلمة الله خاطئة, وعليه فكل ما بٌنيَّ على باطل فهو باطل, ويجب حذفه وألإبتعاد عنهُ! وأما ألعلماء قد أخطئوا في حساباتهم, إما عن قصد او بدون قصد باحثين عن حقيقة نشوء الكون والبشرية وتطور الخليقة! فما هي الحقائق؟ من دون رتوش ولا بحوث توافقية! فإن كان العلم قد أثبت عدم مصداقية الكلمة في الكتاب المقدس, فدعنا نترك كلمات الكتاب ونبتعد عن الخرافات التي تضلل البشر بإسم الدين او العقيدة ! وإِما علماء ألتطور قد خدعوا البشرية لتمرير كذبتهم لإضعاف إيمان البشر بكلمة الله وإبعاد ألبشرية عن خالقها! فدعنا نبحث عن الحقيقة حتى لو كانت بمرارة العلقم.
ولهذا دعنا اولا نستشهد بما ورد في ألكتاب ألمقدس في سفر التكوين:
التكوين(1-1): فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. (2) وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. (3) وَقَالَ اللهُ: " لِيَكُنْ نُورٌ"، فَكَانَ نُورٌ. (4) وَرَأَى اللهُ النُّورَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. (5) وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَارًا، وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلاً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا وَاحِدًا.
** في البدأ أي في بدأ الزمن, أي إنَّ الله خلق الزمن اولا فإبتدأ اليوم ألأول, وبعد ذلك خلق أللهُ فضاء السماوات ثانيا, ثُمَّ خلق الارض الخربة الخالية المظلمة المغمورة بالماء وجعلها تدورَ حولَ نفسها, ومن ثُمَّ اوجد النور ليفصل بين الليل المظلم وبين النهار المضاء بالنور, أي خلقَ الله مصدرا موقتا غير الشمس ليُضيْ على الارض, وهذا المصدر أُبْعِدَ عن الارض او أُزيل عند خلق المصدر الثابت الخاص بالارض أي الشمس. فخَلق ألأرض إبتدأ في الظلام اي في الليل ثُمَّ تلاه النهار بعد إيجاد النور, وكان ألضباب يُغطي وجه الارض بجملتها في نهاية اليوم الاول للخلق (تكوين2-6).
(6) وَقَالَ اللهُ: "لِيَكُنْ جَلَدٌ فِي وَسَطِ الْمِيَاهِ. وَلْيَكُنْ فَاصِلاً بَيْنَ مِيَاهٍ وَمِيَاهٍ". (7) فَعَمِلَ اللهُ الْجَلَدَ، وَفَصَلَ بَيْنَ الْمِيَاهِ الَّتِي تَحْتَ الْجَلَدِ وَالْمِيَاهِ الَّتِي فَوْقَ الْجَلَدِ. وَكَانَ كَذلِكَ. (8) وَدَعَا اللهُ الْجَلَدَ سَمَاءً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا ثَانِيًا.
** أي وضع ألله ألجلد ليفصل بين ألمياه ألتي تغمر سطح الارض, والضباب ألمغطي لوجهها, اي خلق ألله ألهواء وألغلاف الجوي للأرض, فيتحول الضباب ويُشكل الغيوم في الغلاف الجوي للأرض, وتبدأ الامطار تسقط على سطح الارض ألمغمورة بالماء.
(9) وَقَالَ اللهُ: " لِتَجْتَمِعِ الْمِيَاهُ تَحْتَ السَّمَاءِ إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ، وَلْتَظْهَرِ الْيَابِسَةُ". وَكَانَ كَذلِكَ. (10) وَدَعَا اللهُ الْيَابِسَةَ أَرْضًا، وَمُجْتَمَعَ الْمِيَاهِ دَعَاهُ بِحَارًا. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. (11) وَقَالَ اللهُ: " لِتُنْبِتِ الأَرْضُ عُشْبًا وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْرًا، وَشَجَرًا ذَا ثَمَرٍ يَعْمَلُ ثَمَرًا كَجِنْسِهِ، بِزْرُهُ فِيهِ عَلَى الأَرْضِ". وَكَانَ كَذلِكَ. (12) فَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ عُشْبًا وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْرًا كَجِنْسِهِ، وَشَجَرًا يَعْمَلُ ثَمَرًا بِزْرُهُ فِيهِ كَجِنْسِهِ. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. (13) وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا ثَالِثًا.
** أي في اليوم الثالث تمَّ جمع مياه الارضِ في البحار, وظهرت الارض اليابسة كقارة واحدة, تمهيدا لخلق النباتات اي الاعشاب والاشجار التي توفرت ألأرض اليابسة لزراعتِها وكانَ ألله قد أوجدَ النور في أليوم ألأول, والامطار لتسقيها ولتمدها بالماء اللازم لبقائها وألهواء لتنفسِها في نهاية اليوم الثاني.
(14) وَقَالَ اللهُ: "لِتَكُنْ أَنْوَارٌ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وَتَكُونَ لآيَاتٍ وَأَوْقَاتٍ وَأَيَّامٍ وَسِنِينٍ. (15) وَتَكُونَ أَنْوَارًا فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ". وَكَانَ كَذلِكَ. (16) فَعَمِلَ اللهُ النُّورَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ: النُّورَ الأَكْبَرَ لِحُكْمِ النَّهَارِ، وَالنُّورَ الأَصْغَرَ لِحُكْمِ اللَّيْلِ، وَالنُّجُومَ. (17) وَجَعَلَهَا اللهُ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ، (18) وَلِتَحْكُمَ عَلَى النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وَلِتَفْصِلَ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. (19) وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا رَابِعًا.
** ألفقرة 14 خُلِقتْ بها ألمجرات والمجموعات الشمسية وجميع كواكب السماء لتكون لآيات وأوقات وسنين, اي وضع ألله كُلّ منها في مدار فلكي وزمني ثابت, أما الفقرة 15 فأوجدت الشمس لتُضيئ على الارض والقمر ونجوم المجموعة الشمسية مثل عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل، وغيرهم.
(20) وَقَالَ اللهُ: " لِتَفِضِ الْمِيَاهُ زَحَّافَاتٍ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ، وَلْيَطِرْ طَيْرٌ فَوْقَ الأَرْضِ عَلَى وَجْهِ جَلَدِ السَّمَاءِ". (21) فَخَلَقَ اللهُ التَّنَانِينَ الْعِظَامَ، وَكُلَّ ذَوَاتِ الأَنْفُسِ الْحيَّةِ الدَّبَّابَةِ الْتِى فَاضَتْ بِهَا الْمِيَاهُ كَأَجْنَاسِهَا، وَكُلَّ طَائِرٍ ذِي جَنَاحٍ كَجِنْسِهِ. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. (22) وَبَارَكَهَا اللهُ قَائِلاً: "أَثْمِرِي وَاكْثُرِي وَامْلإِي الْمِيَاهَ فِي الْبِحَارِ. وَلْيَكْثُرِ الطَّيْرُ عَلَى الأَرْضِ". (23) وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا خَامِسًا.
** أي خلقَ الله كل أصناف ألحيوانات الحية ألتي تتنفس ولها دورة دموية, في الانهار والبحار أولا, ثُمَّ خلقَ ألطيور بأصنافها, وكل هذا تمَّ في اليوم الخامس بكلمة ليكُنْ فقط.
(24) وَقَالَ اللهُ: "لِتُخْرِجِ الأَرْضُ ذَوَاتِ أَنْفُسٍ حَيَّةٍ كَجِنْسِهَا: بَهَائِمَ، وَدَبَّابَاتٍ، وَوُحُوشَ أَرْضٍ كَأَجْنَاسِهَا". وَكَانَ كَذلِكَ. (25) فَعَمِلَ اللهُ وُحُوشَ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا، وَالْبَهَائِمَ كَأَجْنَاسِهَا، وَجَمِيعَ دَبَّابَاتِ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ.
** أي خلقَ اللهُ جميعَ ألحيوانات ذات ألانفُس الحية أي ألتي تتنفس ولها دورة دموية, أي جميع أصناف البهائم والدبابات ألدابة على الارض وجميع ألوحوش, أي إنَّ جميع الانفس الحيوانية هنا مخلوقة بكلمة لِتَكُن فقط.
(26) وَقَالَ اللهُ: " نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ". (27) فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. (28) وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: "أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ". (29) وَقَالَ اللهُ: "إِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمْ كُلَّ بَقْل يُبْزِرُ بِزْرًا عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، وَكُلَّ شَجَرٍ فِيهِ ثَمَرُ شَجَرٍ يُبْزِرُ بِزْرًا لَكُمْ يَكُونُ طَعَامًا. (30) وَلِكُلِّ حَيَوَانِ الأَرْضِ وَكُلِّ طَيْرِ السَّمَاءِ وَكُلِّ دَبَّابَةٍ عَلَى الأَرْضِ فِيهَا نَفْسٌ حَيَّةٌ، أَعْطَيْتُ كُلَّ عُشْبٍ أَخْضَرَ طَعَامًا". وَكَانَ كَذلِكَ. (31) وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا سَادِسًا.
*** أعطى الرب ألإنسان " كُلَّ بَقْل يُبْزِرُ بِزْرًا عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، وَكُلَّ شَجَرٍ فِيهِ ثَمَرُ شَجَرٍ يُبْزِرُ بِزْرًا" أي كُل ما ينبت فوق الارض وفيهِ بزرا, كذلك أعطى الرب " العشب ألأخضر لكُلَّ الحيوانات اي المائية والطيور وجميع الدبابات التي تدبُ على الارض والوحوش بأنواعها", أي لم يكن هناك موت لا للإنسان ولا للحيوانات, ولم يكن أي قتل أو إفتراس, ولذا نظرَّ ألله فرآى كُلَّ خليقته حسنة جدا, أي جميع الخليقة لم تكن خاضعة للموت قبل عصيان آدم.
التكوين(2-1): فَأُكْمِلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَكُلُّ جُنْدِهَا. (2) وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. (3) وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابعَ وَقَدَّسَهُ، لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقًا. (4) هذِهِ مَبَادِئُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ حِينَ خُلِقَتْ، يَوْمَ عَمِلَ الرَّبُّ الإِلهُ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ. (5) كُلُّ شَجَرِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ فِي الأَرْضِ، وَكُلُّ عُشْبِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَنْبُتْ بَعْدُ، لأَنَّ الرَّبَّ الإِلهَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أَمْطَرَ عَلَى الأَرْضِ، وَلاَ كَانَ إِنْسَانٌ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ. (6) ثُمَّ كَانَ ضَبَابٌ يَطْلَعُ مِنَ الأَرْضِ وَيَسْقِي كُلَّ وَجْهِ الأَرْضِ. (7) وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً.
*** أي إنَّ ألله إستثنى الإنسان عن جميعِ الكون ومخلوقات الارض وملائكة السماء بطريقة خلقِهِ فلم يخلقه بكلمة ليكُنْ, بل أولا جبَل جسده من تراب الارض, ثُمَّ نفخَ فيهِ روحا من عنده ليحيا. وكل عملية الخلق تَمَتْ في ستة أيام مما نعد ونحسب, اي في ستة دورات للأرض حول نفسها فقط منعا لاي إِلتباس أو سوء فهم. ولكي نفهم الحقيقة وتحديد أوقات وأزمنة الخلق, يجبْ أن نفهم:
اولا: إِنَّ الله بذاته لا زمان له وقد خلق الكون وكل مخلوقاتِهِ في أللأزمان, اي إِنَّ ألزمان بالنسبة لله متوقف تماما, فتحديد المدة ألزمنية باليوم هو للبشر وليسَ لله ذاته!
ثانيا: اليوم الواحد تم تقسيمه إلى مساء وصباح كمدة ارضية للبشر, اي ليل كامل ونهار كامل ليوم واحد لا غير, اي دورة واحدة للأرض حول نفسها, وإبتدأ اليوم بالليل لأنَّ النور لم يكن اولا, وإنما إبتدأ بأمر ألله ليكن نور بعد خلق السماوات وألارض. ولهذا السبب كان اليهود يحسبون بداية اليوم بالمساء وليس بالصباح كما يفعل ألبشر حاليا.
ثالثاُ: لا إختلاف زمني او وقتي في مدة اليوم الواحد من بداية الخلق وإلى نهايتهِ وإتمامِهِ, لا قبل خلق الشمس ولا بعدها, فكل يوم من ايام الخلق يساوي دورة واحدة للأرض حول نفسها, محددة بمساء وصباحِ يوم واحد, وألأيام السبعة تساوي إسبوعا واحدا مما نعد حاليا, واما الشمس فهي توفر ألضياء ونور النهار والطاقة.
رابعا: القول في تكوين(2-2): وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. (3) وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابعَ وَقَدَّسَهُ، لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقًا.
** تبدأ ألآية بالقول: وفرغِ أللهُ, أي أنهى وتوقف عن الخلق, بعد أن أَتمَّ الخلق في الايام الستة الاولى بالنسبةِ للبشر, وهذا لا يعني بأَنَّ ألله تعبَ بعملية الخلق ذاتها, فألله روح أزلي وليسَ جسدي مثل البشر لكي يتعب, وهو خلقَ كُلَّ مخلوقاتِهِ بما في ذلك ملائكتهِ جميعا والكون بجملتِهِ, وكل نباتات الارض وجميع الحيوانات بمختلفِ أنواعها بكلمة "كُنْ فيكون" أي بأمر "ليُكُنْ" فقط, والكائن الوحيد الذي عمل الله في خلقِهِ هو الانسان الذي جبله من تراب الارض ثُمَّ نفخَ فيهِ روحا من عندهُ, والله أَتَّم كل عملية الخلق والخليقة بمفردهِ. ولكي نفهم هل الله يتعب او لا, ففي الكتاب المقدس نجد:
أشعياء(40-28): أَمَا عَرَفْتَ أَمْ لَمْ تَسْمَعْ؟ إِلهُ الدَّهْرِ الرَّبُّ خَالِقُ أَطْرَافِ الأَرْضِ لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَعْيَا. لَيْسَ عَنْ فَهْمِهِ فَحْصٌ.
فالقول بأنَّ الله إستراح في اليوم السابع تعني بأنَّ الله أنهى وأَتَّمَ ألخليقة في ستة أيام, وتوقف عن الخلق في اليوم السابع, فالراحة المذكورة هي لإفهام البشر بأنَّ يعملوا ستة ايام ويرتاحوا في اليوم السابع, أي يتوقفوا عن العمل في اليوم السابع, لأَنَّ أجسادهم تحتاج لراحة يوم في الاسبوع وإلا أصابهم الإجهاد والتعب, والتمزق العضلي والإجهاد الذهني والعقلي, ولهذا هم ينامون ولهذا هم يسبتون.
*** وألآن دعنا نرى ما يقولهُ العلم عن عمر الارض, لكن بطرق أُخرى غير طريقة أنصاف أعمار المواد ألمُشِعة:
1- قياس عمر القمر عن طريق معدل ترسيب الغبار الفضائي على سطح القمر يُعطي عمرا للقمر اقل من 10,000 سنة.
2- القمر يتباعد عن الارض بمعدل 3.8 سم سنويا, اي لو إنَّ القمر تواجدَ قبل بليون سنة لَكان يدور بمدار 38,000 كلم أقل من مسافته الحالية البالغة 384400 كلم من ألأرض, مما يجعل الحياة بكل أضنافها مستحيلة, لأنَّ القمر سيتسبب بأمواج شديدة ستغطي وجه الارض كلها, وتدمر الحياة على الارض مرتين في اليوم الواحد.
3- قياس معدل تكوين وتجمع الهيليوم الناتج من تحلل العناصر المُشِعة في الغلاف الجوي للأرض يُعطي عمرا للأرض لا يتجاوز 10,000 سنة.
4- قياس الكربون المُشِع في الألماس يُعطيه عمرا لا يتجاوز بضعة آلاف من السنين, وقياسه بالطرق الإشعاعية ألأُخرى يُعطيهِ زوراَ بلايين السنين.
5- مقياس تكون دلتا انهار الارض يُعطي عمرا للأرض لا يتجاوز بضعة آلاف من السنينَ, وقياس عمر طبقاتها إشعاعيا يُعطيها زوراَ 50 مليون سنة.
6- قياس معدل تجمع اليورانيوم في مياه المُحيطات يُعطي عمرا للأرض لا يتجاوز 10,000 سنة.
7- قياس مُعدل تجمع المعادن في قاع ألبحار يُعطي عمرا للأرض لا يتجاوز 10,000 سنة.
8- مقياس معدل هروب الهيليوم من كرستالات الزركون يُعطي عمرا للأرض لا يتجاوز 7,000 سنة.
9- هناك حوالي 205 مذنب تدور بمدار ثابت حول الشمس لمدد تتكرر لاقل من 100 سنة, وتفقد من مادتها أثناء مسارها, فتقدر اعمارها ألعملية بحدود 10,000 سنة, فلو كان عمر الارض ملايين من السنين فعلا لما وجِدَ اية مذنبات تدور باي مدار كان حول الشمس او الارض.
10- معدل إنفجار الكواكب في الكون هو كوكب واحد كل حوالي ثلاثين سنة (سوبر نوفا super nova) وهناك في الكون آثار 300 إنفجار فقط لهذهِ ألكواكب, مما يدل على إِنَّ عمر الكون لا يتجاوز 9000 سنة, ولو كان عمر الكون بالملايين من السنين لكان لدينا الوف مؤلفة من آثار هذهِ الكواكب التي إنفجرت!
11- ألمجال المغناطيسي للأرض يحمي الارض من الاشعاعات الشمسية المضرة المسببة للسرطانات, لكن تبينَ إنَّ الارض تفقد من قوة مجالها المغناطيسي سنويا, وقد فقدت 15 بالمئة من قوته خلال 200 سنة الماضية, و40 بالمئة خلال 1000 سنة, أي كان ألمجال المغناطيسي للأرض ضعف ما هو عليه الآن قبل 1450 سنة, وكان ستة اضعاف قبل حوالي 6000 سنة, وهذا يعتبر جيد للصحة علميا, لكن إذا فرضنا عمرا للارض نحو من 20,000 سنة سيكون المجال المغناطيسي للأرض 16,000 مرة اشد من قوته الحالية, اي سَتَسْخَنْ الارض وكل شيء حي عليها سيموت كما لو كانت الارض مايكرو أوفن كبير.
12- بلغ سكان الارض في سنة 2011م 7 بليون نسمة, وفي 1985م 5 بليون نسمة, وفي سنة 1800م بليون واحد, وفي زمن المسيح كان سكان الارض ربع بليون نسمة, وجميع هذهِ الارقام وعدد سكان الارض حاليا تتطابق مع ما ذُكِرَ في الإنجيل, اي وجود 8 أشخاص في حدود 2400 سنة قبل الميلاد, اي نوح وأولاده الناجين من الفيضان في ايام نوح. اما إذا فرضنا بأنَّ عمر البشرية 50,000 سنة فقط وإبتدأنا بشخصين (إنثى وذكر) ولو فرضنا بأنَّ عدد نفوس البشر على الارض سيتضاعف كل 150 سنة, فيكون عدد المرات التي سيتضاعف عدد السكان (50,000 / 150=) 332 مرة خلال 50,000 سنة, اي سيبلغ عدد سكان الارض 10 أُس 100= 1 وامامه مئة صفر= أي أعداد مهولة تتجاوز البلايين البلايين البلايين.... , وهذا رقم خيالي كبير جدا جدا وينافي الارقام الحقيقية الحالية ببلايين بلايين المرات.
13- تحتوي الحيامن الذكرية للرجل وكذلك بويضة المرأة على ألحمض النووي الميتوكوندريالي (mitochondrial DNA), لكن فور تخصيب البويضة يتكسر ألحمض النووي الميتوكوندريالي الذي من الحيمن, ويتبقى فقط ألحمض النووي الميتوكوندريالي للأُم الموجود في البويضة, اي إنَّ الجنين يرث فقط ألحمض النووي الميتوكوندريالي من ألأُم وعليه فكل التغييرات والتحولات في الحمض النووي الخلوي والتي تسبب الامراض يتم وراثتها من الام فقط. وألحمض النووي الميتوكوندريالي (mitochondrial DNA) هو عبارة عن جهاز توليد الطاقة الذي يحول المواد الغذائية إلى الطاقة اللازمة لعمل الخلية. وقد تمَّ علميا إكتشاف بأنَّ معدل التحولات المرضية هو تحول واحد لكل ما بين 25 و 40 جيل, وبسبب هذا التحول السريع إكتشفَ الباحثون بأنَّ الأُم الميتوكوندريالية الاولى لبني البشر (حواء) عاشت قبل حوالي 6000 إلى 6500 سنة, اي نفس الفترة الزمنية من وقتِ خلق آدم وحواء التي ذكرها الكتاب المقدس في سفر التكوين ولغاية الوقت الحاضر. (إعادة توقيت الساعة الميتوكوندريالية - نشر في مجلة العلوم 28/02/1997 في الصفحة 1256).
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=771630.new#new
14- العثور على عدة ألاف من عظام ديناصورات غير متحجرة على شاطيء ألاسكا الشمالي, وكذلك العثور على خلايا الدم الحمراء والهيموكلوبين في باطن عظم الديناصور, والعثور ايضا على انسجة لينة طرية للدينوصورات في سنتانا في البرازيل, وتشكيلات اليكسيان في الصين, وكذلك في محافظة بينيفينتو في جنوب إيطاليا. مما يدل على أن أعمار الديناصورات لا تتجاوز فترة الطوفان في زمن نوح اي قبل حوالي 4400 سنة, وليسَ ملايين السنين بحسبِ علماء التطور المزعوم.
*** في الحلقة القادمة سنتكلم عن طريقة تزوير علماء التطور لانصاف اعمار المواد المشعة, ومن وكيفَ زورها, ومن روج التزوير عالميا وكنسيا, ومراحل تطور التزوير, وأخطاء الاعمار الناتجة بطريقة القياس بأنصاف الاعمار المشعة ومقارنتها بألأعمار الحقيقية.
نوري كريم داؤد
29 / 01/ 2015
29 / 01/ 2015
نوري كريم داؤد- عضو مميز
-
عدد الرسائل : 165
الديانة : مسيحي
السٌّمعَة : 1
نقاط : 431
تاريخ التسجيل : 10/07/2009
مواضيع مماثلة
» هل إستغرق خلق الكون ستة أيام, أم مليارات السنين؟ - الحلقة الثانية
» هل إستغرق خلق الكون ستة أيام, أم مليارات السنين؟ - الحلقة الثالثة وألأخيرة
» حقيقة سفر الخروج - الحلقة الاولى
» فيديو أحداث نهاية العالم - الحلقة الاولى
» لِمَا خـيـمــة ألإِجـتـمـاع ومَا مَعـناها ؟ - الحلقة الاولى
» هل إستغرق خلق الكون ستة أيام, أم مليارات السنين؟ - الحلقة الثالثة وألأخيرة
» حقيقة سفر الخروج - الحلقة الاولى
» فيديو أحداث نهاية العالم - الحلقة الاولى
» لِمَا خـيـمــة ألإِجـتـمـاع ومَا مَعـناها ؟ - الحلقة الاولى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى