فِهمِ لاهوت ألتَجَسد, ولِماذا خلقنا أللهُ على صورتِهِ ومثالِهِ؟
صفحة 1 من اصل 1
فِهمِ لاهوت ألتَجَسد, ولِماذا خلقنا أللهُ على صورتِهِ ومثالِهِ؟
فِهمِ لاهوت ألتَجَسد, ولِماذا خلقنا أللهُ على صورتِهِ ومثالِهِ؟
لقد ظهرَ ألربُ للنبي إبراهيم (نحو من 2000 سنة تقريبا قبل ألميلاد) كما في:
التكوين(18-1): ظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا وَهُوَ جَالِسٌ فِي بَابِ الْخَيْمَةِ وَقْتَ حَرِّ النَّهَارِ، (2) فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا ثَلاَثَةُ رِجَال وَاقِفُونَ لَدَيْهِ. فَلَمَّا نَظَرَ رَكَضَ لاسْتِقْبَالِهِمْ مِنْ بَابِ الْخَيْمَةِ وَسَجَدَ إِلَى الأَرْضِ، (3) وَقَالَ: " يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ فَلاَ تَتَجَاوَزْ عَبْدَكَ. (4) لِيُؤْخَذْ قَلِيلُ مَاءٍ وَاغْسِلُوا أَرْجُلَكُمْ وَاتَّكِئُوا تَحْتَ الشَّجَرَةِ، (5) فَآخُذَ كِسْرَةَ خُبْزٍ، فَتُسْنِدُونَ قُلُوبَكُمْ ثُمَّ تَجْتَازُونَ، لأَنَّكُمْ قَدْ مَرَرْتُمْ عَلَى عَبْدِكُمْ" . فَقَالُوا: هكَذَا تَفْعَلُ كَمَا تَكَلَّمْتَ".
فبألرغم إِنَّ أللاهوتيين إِختلفوا في كونِ ألثلاثة رجال, هُمْ ألأقانيم الثلاثة او الرب الإقنوم الثاني مع ملاكين, فهم قد إِتفقوا جميعاَ بأَنَّ الرب هو أحد الثلاثة, وقد ظهرَ لابراهيم بصورةِ إِنسان.
وقد ظهرَ الربُ للنبي دانيال ايضا (نحو من 600 سنة تقريبا قبل ألميلاد) كما في:
دانيال(10-5): رفعت طرفي ورأيت فاذا برجل لابس كتانا وحقواه منطقان بنضار من اوفاز (اي الذهب) (6) وجسمه كالزبرجد ووجهه كمرى البرق وعيناه كمشعلي نار وذراعاه ورجلاه كمنظر النحاس الصقيل وصوت أقواله كصوت جمهور.
وهذا الذي رآهُ دانيال قبل التجسد هو نفسهُ الذي رآهُ يوحنا بالروح بعد التجسد والفداء والقيامة, لاحظوا الوصف الدقيق لشبهِ إبن الانسان في الحالتين!
رؤيا(1-13): وفي وسط المنائر السبع شبه ابن الانسان متسربلا بثوب الى الرجلين ومتمنطقا عند ثدييه بمنطقة من ذهب (14) ورأسه وشعره أبيضان كالصوف الابيض كالثلج وعيناه كلهيب نار (15) ورجلاه كأنهما من نحاس خالص قد أحمي في آتون وصوته كصوت مياه غزيرة (16) وفي يده اليمنى سبعة كواكب ومن فيه يخرج سيف صارم ذو حدين ووجهه يضيء كالشمس عند اشتدادها.
وألآن نسأل: لماذا ظهر الربُ بهيئة ثلاث رجال لإبراهيم, سواء كان الذي بقيَّ مع إبراهيم هو السيد المسيح ألمُتّجَسِد, او ألآب ذاتِهِ؟ ففي وقتِ إبراهيم بحسبِ إِدراكِنا ألحسّي وألزَمَني وألتاريخي لم يَكُنْ الربُ قد تجَسَدَ بعدُ! وكذلك في وقتِ ظهورهِ للنبي دانيال.
*** فَيبقى السوال: متى كانَ ألتجسد (اي تجسد الرب يسوع المسيح), وهل إِتخَذَ ألله صورةَ الإنسان؟ أم العكس هو الصحيح؟
ففي الحقيقة تقول الآيات:
التكوين(1-27): فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ (28) وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: " أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ" .
التكوين (2-7): ثُمَّ جَبَلَ الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ مِنْ تُرَابِ الأَرْضِ وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ ، فَصَارَ آدَمُ نَفْساً حَيَّةً. (8) وَأَقَامَ الرَّبُّ الإِلَهُ جَنَّةً فِي شَرْقِيِّ عَدْنٍ وَوَضَعَ فِيهَا آدَمَ الَّذِي جَبَلَهُ.
فَمَنْ أخّذَ صورة مَنْ؟ فالآية أعلاه تقول " إِنَّ ألله خَلَقَ ألإنسان على صورتِهِ" وهذا لا لبسَ فيهِ, إلا أنَّ العقل البشري يرفض أن يكون ألله لسبَبِ لا يفهمهُ قد خلقَ ألإنسان على صُورتِهِ, لأَنَّ الله روح أبدي, وألإنسان ارضي جسدي. يرفضون أَنْ يكون ألله قد نفخَ نسمة من عندهِ (روح الانسان) في أنفِ ألإنسان, ليصبَحَ بعدها آدم نفسأ حيّة.
وعلينا أَنْ نفهَم بأنَّ الله ميَزَ ألإنسانَ بطريقة ومُكوناتِ خلقِهِ, فقد خلقَ أللهُ كلَّ شيء بالوجود بما في ذلك ألملائكة, بكلمة كُنْ فيكون, ما عدا آدمَ, فحتى جسد آدم جبلهُ أللهُ من تراب الارض, فلما ميَّزَ ألله الإِنسان بطريقةِ خلقِ جسَدِهِ؟ وكذلك لم يخلق ألله روح الانسان, بل نفخها من لدنَهُ فيهِ؟
وهذا بالضبط هو ما لا يفهمهُ ألإنسان ويجد صعوبة في إدراكِهِ, وهذا عين ما حَكَمَ على الشياطين والاباليس, فإبليس نالهُ الغرور والكبرياء الفارغة, لأَنَّهُ إعتقد بأنَّهُ أسمى خلقا من الإنسان, كونِهِ خُلقَ من نارِ وليسَ من طين.
المزامير(104-4): الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحًا، وَخُدَّامَهُ نَارًا مُلْتَهِبَةً.
والتي إستشهدَ بها القديس بولس في:
العبرانيين(1-7): وَعَنِ الْمَلاَئِكَةِ يَقُولُ:" الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحًا وَخُدَّامَهُ لَهِيبَ نَارٍ" .
فتَكَبَرَ إبليس وأَعماهُ الغرور, وبتكبره تحدى سلطة الله, وهو لا حولَ ولا قوة لهُ أمامَهُ, فهبطَ من مركزِ رئيسِ للملائكة إلى حضيض الاباليس وألشياطين, ليُرمى في بحيرةِ ألنار وألكبريت الابدية, وألتي خلقها ألله للشياطين لعلمِهِ ألمُسبق بِما سيحصل, ولتكونَ مكان قَصاصِ للملائكة الساقطين, ولمن سيتبعهُم من ألبشر.
فمتى كان التجسد؟
يقول الكِتاب إنَّ ألتجسد كانَ "في ملْ ألزمان" أي لما حانَ الوقت ليولد أللأهوت في ناسوتِ بشر, فألله بالرغمِ مِنْ أَنَّهُ خلقَ ألإنسان على صورتِهِ, إلا أَنَّهُ كائن روحاني أبدي سرمدي, ولِنَتَذكر شيئا مُهما جدا: وقد قال الربُ عمانوئيل لليهود ما يلي:
يوحنا(8-56): أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ (57) فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ:" لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ، أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟" (58) قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ " الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ".
فإبراهيم إِذنْ قد رأى الربِ بصورةِ إنسان! ولم يفهم اليهود شيئاَ مِنْ كلام الربِ هذا, فسخروا منهُ! لكِنَّ الرب أكّدَ كلامَهُ لهم وقال: " الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ"
نعم لم يفهم معنى هذا الكلام أحد, ليسَ اليهود السامعينَ وحدهم فقط, بل حتى التلاميذ ذاتهم لم يفهموا ايضاَ, لكِنَّ معَ ذلك, لم يسأل ألتلاميذ الرب متى كان هذا؟ او ما معنى هذا الكلام, فذهبَ أللاهوتيين بعدهم في شتى الإتجاهات محاولين تفسير هذهِ الكلمات, فقالوا " لقد رأى إبراهيم يوم الرب بإيمانهِ, ومنهم من قال, "رأى إبراهيم هذا حاصل في يوم الدينونة, فرأى مجدِ المسيح بإيمانهِ", ونسوا تماماَ بأنَّ إبراهيم قد رأى يومَ عمانوئيل وتَهَلَلَ؟ فهناك فعلين مُتَعاقِبين, الاول "رأى" والثاني "فرح وتَهَلَلَ" وكان هذا عند بَلُّوطَاتِ مَمْرَا (التكوين 18/1).
** ويقولُ ألكِتاب: بأنَّ المسيح عمانوئيل ولِدَ من ألعذراء مريم, وتجَسَد", فمتى كانَ هذا؟
ففي علم التاريخ كانَ هذا, قبلَ نحو 2014 سنة, هذا طبعا بالنسبة لنا وتوقيتنا ألزماني, لكن يبقى السوال: متى كان ألتجسد, بالنسبةِ للهِ ذاتهُ؟ فَبِما أَنَّ الله لا يَحِدَهُ لا ألزمان ولا ألمكان, وهو في أزليتهِ أللامحدودة خارج نطاق تأْثير ألزمن, فهذا معناه: بأنَّ ألله قد تجَسَدَ في أللازمان, اي في ألأبدية ألغير محدودة, فزماننا لا يُحدد الله ولا ينطبق عليهِ, ولذا ظهر الربُ (قبلَ نحو من 2000 سنة ق.م. بالنسبَةِ لنا) لابراهيم عند بَلُّوطَاتِ مَمْرَا بهيئة ثلاثةِ رجال.
*** وبما أنَّ تجسد ألإبن بالنسبةِ لله قد تمَّ في أللازمان وفي ألأبدية الغير محدودة, فهذا يعني بِأَنَّ ألله قد خَلَقَ آدم على صورة ألكلمة ألبكر وألحكمة الذي كانَ في البدأ عند الله (يوحنا1/1), أي على صورةِ عمانوئيل الجسدية, وعلى مِثالِ طبيعتهِ ألروحية, فألله نفخَ نسمة من لَدنِهِ في آدم, فأصبحَ آدم وحواء: على صورةِ عَمانوئيل ألحسية ألجسدية ألمادية, وأيضاَ على مثال جوهَرِ ألله روحانيا, فروح ألإنسان نسمة غير مخلوقة, بل صادرة منَ الله ذاته.
ولما كانَ في ألبشرِ روحُ, اي ألنفخة ألأُولى ألتي ينفخها اللهُ في كُلِّ بشر, ولما كنا قد ورثنا أجسادنا من أبوينا الاولين "آدم وحواء" فقد ورثنا ألموتَ الذي كسبوهُ بِمَعصِيَتِهِمْ لامرِ ألله, وهذا معناه بأنَّ كُلَّ ألبشر سيموتون جسديا بِسَبَبِ ما ورثوهُ جسديا, وأيضا سيموتونُ روحيا, بإبتعادهِمْ عن الخالقِ بسببِ خطاياهم التي يرتكبوها أثناء حياتهم, فقد قال أللهُ " لا صالحُ فيكُمْ, ولا واحد" , فهذا معناه, بأَنَّ كُلَّ ألبشر سيهلكون من دونِ إستثناء لنبيّ او أيِّ كانْ من البشرِ جميعا.
لذا كانَ بالحقيقة لابُدَّ من التجَسد والفِداء لكي يُمكِنْ إنقاذ ألمؤمنينَ مِنَ ألبشر, ولهذا أيضا نفخَ الرب في تلاميذهِ ووهبهم نعمَة قبولِ روحِ ألله القدوس, كما في:
يوحنا (20-22): وَلَمَّا قَالَ هذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: " اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ "
فأولِ مرة نفخَ الله نسمةَ في أنفِ آدم, أصبح آدم بعدها نفسا وكائنا حيّا أرضيا, إلا أنَّهُ أخطأ ومات, فنفخَة ألمسيح أعلاه هي ألنفخة ألجديدة في ألمؤمنين ألموتى كبقيةِ ألبشرية, لكي يحيوا ويولدوا ولادة جديدة, اي ولادة روحية بروح الله القدوس, فيكونَ لهم بعمادهم وإيمانهم بالفداء خلاصا وحياةَ أبدية, فيسكُنَ روحُ ألله ألقدوس فيهم, لِيَصبَحوا كائناتِ حيَّة روحية سماوية, لأنَّهُم سيُشاركون المسيح بحياتِهِ ألأبدية, ويكونُ هو فيهم, وهُم فيهِ إلى الابد, فيمدهُم ويوصِلَهُم نهر ماء الحياة روحيا بالحياة الابدية التي بالإقنوم الثاني أبديا.
وقد قالَ الربُ يسوعَ ألمسيح:
يوحنا (6-47) : الحق الحق أقولُ لكم من يؤمن بي فلهُ الحياةُ الابديةُ..... (51) أنا الخبز الحيُ الذي نزلَ من السماءِ (52) إن أكل أحدُ من هذا الخبز يحيا الى الابدِ والخبزُ الذي سأُعطيهِ أنا هو جسدي لحياةِ العالمِ. ...... (53) فقال لهم يسوعُ الحقَ الحقَ أقولُ لكم إن لم تأكلوا جسدَ إبنِ البشرِ وتشربوا دمَهُ فلا حياةَ لكُم في ذاتِكُم. (54) مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ......
فَالربُ بِنَفخَتِهِ ألجديدة, أَهَلَ ألمؤمنينَ لقبولِ ألروح ألقدس, فيحِلُ روحُ أللهِ ألقدوسَ فيهم عندَ عماذهم, وبِتناول جسدِ ألربِ يتأهل ألمومن ليُقيمَهُ الربُ بحسبِ وعدهِ, فألمؤمنين بالفداءِ مِنَ ألبشر سيقومُون بأجسادِهم ألارضية التي كانت معهم ساعةِ موتهم, سواء كانَ ذلك في ألقيامةِ ألآولى أو الثانية, لكِنَّ إجسادهم الارضية لا تستطيعَ أن ترِثَ السماء وتعيشَ فيها, لذا تتحول في طُرفَةِ عين بعد قيامتهم, إلى أجسادِ روحانية سماوية ممجدةَ, فيتخِذونَ ألصورة ألتي خَلقهم أللهُ عليها, أي سنتخذُ صورة ألله ونكونَ على مِثالهِ, فيكونَ ألإقنوم ألثاني فينا, ونحنُ فيهِ, والآبُ في ألإبن, وألإبنُ في ألآب, أي نكون أبناءِ لله وشعبهُ السماوي ألممجد, ويتمُ قول الرب ألذي طلبهُ من ألآب قبل الصلب:
يوحنا(17-18): (أيُها ألآبُ) كَمَا أَرْسَلْتَنِي إِلَى الْعَالَمِ أَرْسَلْتُهُمْ أَنَا إِلَى الْعَالَمِ، (19) وَلأَجْلِهِمْ أُقَدِّسُ أَنَا ذَاتِي، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا مُقَدَّسِينَ فِي الْحَقِّ. (20) " وَلَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ هؤُلاَءِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِي بِكَلاَمِهِمْ، (21) لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي. (22) وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. (23) أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ في ألوحدة، وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي، وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي. (24) أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا، لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ.
فنرى بِأنَّ ألمؤمنين في أبديتهم سيكونونَ في ألابن, وألإبنُ فيهم, وبما أنَّ الآبُ في ألإبن, وألإبنُ في ألآب, لذا كانَ لابُدَّ من خَلِقِ جسدِ آدم وحواء على صورة إبنْ ألله ألمُتجسد عمانوئيل, ولكي يَكتملْ ويُكمِل ألمؤمنون ألمفديون ألمُخلصون في الوحدة ألثلاثية ألأزلية, بحسبِ طلبِ ألربِ أعلاه, كانَ لابُدَّ أن يكونوا من ذاتِ جوهر ألله ألروحي وعلى مثالهِ, ولذا لم تُخلق أرواح ألبشر, بل هي جميعا نسمة منفوخة من أللهِ فيهم.
ولأَنَّ هذا ألسر بقِيَّ بحِكْمَةِ ألله الْمَكْتُومَةِ, الَّتِي سَبَقَ اللهُ فَعَيَّنَهَا قَبْلَ الدُّهُورِ لِمَجْدِنَا، (1كورنثوس2-7), لذا لَمْ يُدرِك إبليس هذا ويفهمهُ فسقطَ في تكبرهِ وعصيانِهِ, ولم يفهم بأَنَّ الهدفَ من خلقِ ألخليقة كُلِها, هو مِنْ أجْلِ أن يخلقَ أللهُ شعبا مُختاراَ روحانيا لملكوتِهِ, وأبناءِ له, لذا تنازَلَ ألربُ وتجَسَدَ ليَصبحَ إِنساناَ ليفدي ألمؤمنين ولكي يرفعهم إلى ألسماويات وليُألهَهُم في ذاتِهِ, ولهذا علمنا ألمسيحُ أن نُصَلي ونقول: "أبانا ألذي في ألسماوات" فقد أصبحنا بنعمةِ ألفداء أبناءِ وشعبا روحانيا سماويا مُختارا لخالقنا وفادينا.
أخوكم في ألإيمان وألتبني
نوري كريم داؤد
27 / 05 / 2014
نوري كريم داؤد- عضو مميز
-
عدد الرسائل : 165
الديانة : مسيحي
السٌّمعَة : 1
نقاط : 431
تاريخ التسجيل : 10/07/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى