هل يُمييز ألله بين أبنائهِ ألمؤمنين ومُحبيه, وكيفَ يختارهم!
صفحة 1 من اصل 1
هل يُمييز ألله بين أبنائهِ ألمؤمنين ومُحبيه, وكيفَ يختارهم!
هل يُمييز ألله بين أبنائهِ ألمؤمنين ومُحبيه, وكيفَ يختارهم!
قال الربُ: رومية(8-28): كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ. (29) لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ. (30) وَالَّذِينَ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ، فَهؤُلاَءِ دَعَاهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ دَعَاهُمْ، فَهؤُلاَءِ بَرَّرَهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ بَرَّرَهُمْ، فَهؤُلاَءِ مَجَّدَهُمْ أَيْضًا.
وأيضا في: رومية(9-11): لأَنَّهُ وَهُمَا لَمْ يُولَدَا بَعْدُ، وَلاَ فَعَلاَ خَيْرًا أَوْ شَرًّا، لِكَيْ يَثْبُتَ قَصْدُ اللهِ حَسَبَ الاخْتِيَارِ، لَيْسَ مِنَ الأَعْمَالِ بَلْ مِنَ الَّذِي يَدْعُو، (12) قِيلَ لَهَا:" إِنَّ الْكَبِيرَ يُسْتَعْبَدُ لِلصَّغِيرِ". (13) كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:" أَحْبَبْتُ يَعْقُوبَ وَأَبْغَضْتُ عِيسُوَ". (14) فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَلَعَلَّ عِنْدَ اللهِ ظُلْمًا؟ حَاشَا! (15) .... ) ....(22) فَمَاذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ، وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُظْهِرَ غَضَبَهُ وَيُبَيِّنَ قُوَّتَهُ، احْتَمَلَ بِأَنَاةٍ كَثِيرَةٍ آنِيَةَ غَضَبٍ مُهَيَّأَةً لِلْهَلاَكِ.(23) وَلِكَيْ يُبَيِّنَ غِنَى مَجْدِهِ عَلَى آنِيَةِ رَحْمَةٍ قَدْ سَبَقَ فَأَعَدَّهَا لِلْمَجْدِ،
فهل ألله غير عادل؟ وهل هو يختار من يشاء بحسبِ هواه! أَم عَنْ إستحقاق لا ندركَهُ ولا نفهمهُ ؟ فألكتاب يُخبرنا بأنَّ قصد ألله هو:
1تيموتاوس(2-3): لأَنَّ هذَا حَسَنٌ وَمَقْبُولٌ لَدَى مُخَلِّصِنَا اللهِ، (3) الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ.
فالله لا يُريد أَنْ يهلكَ أحدُ مِنْ أَبنائِهِ, وهو يدعوا جميع البشر للخلاص, فهل عينَ أللهُ من سيخلص؟ ومن سيهلك؟ ومن سيكون أبا للمؤمنين, أو نبيا أو قديسا؟ أَ من دونِ إستحقاق ولكن بحسبِ ألإختيار؟ فدعنا نفهم كيفَ يختارُ أللهُ مَنْ يختارهم ويدعوهم بحسبِ قَصدِهِ؟
فلما أحبَ أللهُ يعقوب وأبغضَ عيسو, حتى قبلَ أنْ يولدا ويعملا خيراَ أو شراَ؟ فكلاهما أبناءِ لله ومن والدين إختارهما ألله؟ فما هي طريقة ألإختيار والتفضيل لدى ألله لأبنائهِ وكيفَ يتم تمييزهم وتعيينهم؟
اولاَ: لقد وفَرَ ألله طريقا لخلاص كُلِّ ألبشرِ ودعاهم للخلاص؟ فهل سيُخَلِص ألله كُل ألبَشَرْ, ام سيختار من يُريدُ هو منهم, ويُحدد من سيخلص, ومن سيهلك؟ طبعا لا, لأَنَّ ذلك سيجعل ألله غير عادل في دينونته للبشر! فلو كانَ ألإختيار منهُ, فما ذنب من سيهلك؟ وما إستحقاق من سيخلص؟ والله بذاتِهِ قال:
رومية(3-10): كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: " أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ ". (11) لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ.(12) الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ.
فإنْ كانَ لا صالح, ولا واحد في ألبشرِ جميعا! فكيف يتم خلاص من سيخلص؟ وهلاكُ من سيهلك؟ وكيفَ يتم ألتمييز بين ألمخلصين, بحسبِ قصدِ ألله منهم؟
إِنَّ ألله يدعو كُلَّ ألبشر للخلاص, وقد قال:
مرقس(16-15): وَقَالَ لَهُمُ:" اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. (16) مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ.
فألكرازة وألنبأ السار بالفداء والخلاص هو لجميعِ ألبشر من دونِ إِستثناء, لكنَّ ألخلاص هو فقط " لمن آمَنَ وَاعْتَمَدَ " وقد أوضح الربُ ذلك بقولهِ لنيقودومس " أَجَابَ يَسُوعُ:" الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ الله (يوحنا3-5). فمن يؤمن من البشر ألمدعوين للخلاص والفداء, يجب أن يولد من الروح القدس, أي أنْ يتعمذ لتمكينه من دخول ملكوت ألله, وهنا يصبح كُلَّ إنسان هو ألمسوؤل عن خلاصهِ أو هلاكهِ, بالرغم من عدمِ إستحقاق ألمخلصين او الهالكينَ جميعا! فالله يفرحُ ويَسَرُ بأبنائِهِ أَلذينَ يقبلوا الفداء ويخلصون, وأيضاَ يحتمل بأناةِ كثيرة أَبنائِهِ ألغير مؤمنين مانحا إياهم فرصةِ للتوبة والإيمان لغاية هلاكهم الاكيد إن لم يغتنموا الفرصة الممنوحة لهم قبل فواتِ ألأوان وموتهم.
ثانيا: كيفَ يتم ألإختيار والتمييز بين المؤمنين وألمختارين؟ فألله لا زمان لهُ, ولا يخضع لتأثيرِ ألزمانِ أو ألمكان, وهو يملأ ألكُلْ وهو ألكُل في ألكُل, فألمختارين هم الذين نظر الله من أبديته إلى قلوبهم حتى قَبَلَ أَنْ يولدوا ويفعلوا خيراَ أو شراَ, فهو قد رآى حياتهم كُلها من أللأزمان وألابدية, فيدعوهم ويختارهُم مِنْ أبديتِهِ لإستكمال وإبلاغ الخلاص إلى كل البشر ولكي تصل البشارة إلى كل أطراف المعمورة.
فألآية في (رومية8/28) تتكلم عن ألذين يحبون الله, فالرابط والبداية هو المحبة التي يُفتش الله عنها ناظرا مِنْ أبديتِهِ إلى قلوب كُلِّ أبنائِهِ ألبشر على ممرِ ألأزمنة, فألله ألسابق ألعلم وألمعرفة متى ما وجَدَ الحب ألمطلق لله في قلبِ ألإنسان, يكون الانسان قد إبتدأ بتنفيذ الوصية الاولى في ناموسِ ضميره التي تقول "أحبب الرب إلهك من كلِّ قلبك ونفسِك" فمثل هولاء يدعوا ألله لخلاصِهِ, فالله كامل المحبة, ومتى ما نظَرَ مِنْ أَبديتِهِ ولقيّ إستجابة لمحبتِهِ وإِستعدادا في ألإنسان لتسليم ذاتِهِ وألطاعة ألتامة لهُ, يتقرب هو مِنَ ألإنسان ليُقَرِبَهُ من ذاتِهِ ويدعوهُ إليهِ. فمثلِ هولاء يتلألأ الحب فيهم, كما تتلألأ نجوم السماء او الألماسات النادرة, فيُعين ألله هولاء مِنْ أبديتِهِ ويختارهم وفي زمانِهِم يبدأ بصقلِهم كما يصقل الماس الخام, ليصبح ماسا نادرا يعكس محبة الله في كُلِّ إِتجاه وصوب ويصبح مثل هولاء مشابهين لصورة إِبنْ ألله ألذي لفرطِ ألمحبةِ ألتي فيهِ فدى البشرية على الصليب ومات فِداءَ عنهم, وكما قام الإبن, وكان بقيامتِهِ هو بِكرُ ألقيامةِ من ألموت, هكذا أيضا تعهد ألله بإقامة من آمن بفدائهِ منَّ ألموت وجَعْلِهم إِخوةَ له في أبديتِهِ أللامحدودة.
وجميع المؤمنون هم مُختارون معينون ومدعوين بحسبِ محبة وقصدِ الله للبشر, لكنَّ هناك إختلاف في درجة وإِمتياز الدعوة, فكُل ألمؤمنين مِنْ جميعِ ألأزمنة سيُبررون بدم الفادي وتُغفر وتُمحى خطاياهم ويبذل الفادي حياة أبدية واحدة لمغفرة كُلِّ خطيئة من خطايا محبيه المؤمنين بخلاصهِ وبفدائِهِ, لكِنَّ تَمييز الدعوة والفرق واضح أيضا, ففي أشخاص دعاهم ألله مثل أخنوخ ونوح وإبرام وموسى ويشوع وصموئيل وإيليا وإيليشاع والأنبياء مثل أشعيا وأرميا وحزقيال ودانيال وهوشع وميخا ويونان وزكريا وملاخي وغيرهم, والملك داؤد وسليمان, وتلاميذ المسيح والرسل وبولس, فمثلِ هولاء لهم تميُزْ خاص كما يتم تمييز نجمِ عن نجم في السماوات بشدةِ نورهِ ولمعانهِ وتلألُإِهِ, وهناك شموس كما هناك نجوم وأَقمار, فشمس تتميز عن شمس, ونجم يتميز عن نجم, وكوكب يتميز عن كوكب, وهكذا ألأقمار فيما بينها, كذلك المؤمنين ألمدعوين المُخلصين الحاضرين أمام عرشِ ألله ألقدوس, فهناك الاربعة والعشرون شيخا جالسين على أربعة وعشرين عرشا حول عرش الله السماوي, وهناك ألأنبياء والرسل والقديسين, فَكُلُّ لهُ مكانته وتمييزَهُ, لكن كُلَّ المخلصين ألموعوين لعرس الحمل بجملتهم يقفون أمام عرش ألنعمة مبررين ممجدين, قد بررهم ألفادي بدمهِ, ومنحهم وشاركهمُ الربُ يسوع ألمسيح بمجدهِ ألسماوي ألأبدي.
الرؤيا(4-4): وَحَوْلَ الْعَرْشِ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ عَرْشًا. وَرَأَيْتُ عَلَى الْعُرُوشِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ شَيْخًا جَالِسِينَ مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِمْ أَكَالِيلُ مِنْ ذَهَبٍ.
فكل مؤمنِ في ألأبدية قد كسب مكانتهِ وتميزَ بقدرِ محبتهِ لله وتلألؤها وإشعاعها منهُ وفيه, وبقدرِ ما يستطيع نشرِ وعكسِ محبة ألله للبشر والمؤمنين في زَمانِ حياتِهِ ألأرضية وفي حياتِهِ ألأبدية كماسة مصقولة نقية عاكسة لإشعاعِ محبة ألله للبشر جميعاَ بصورةِ عامة, وللمؤمنين ألمخلصين بصورةِ خاصة, ولذا نرى ألعذراء مريم والقديسين وحتى الربُ ذاته يُجرون ألأعاجيب وألشفاآت في جميعِ أطيافِ أبناء ألله مِن جميعِ ألبشر وعلى ممرِ ألأزمنة بغضِ ألنظرِ عن إيمانهم وحتى ألذينَ قد لا يخلصون إنْ إِستمروا على طُرقِهِم ألتي هُم فيها, لأَنَّ ألذينَ دعاهم ألله ومَيَزَهُمْ مثل ألعذراءِ مريم وألقديسين وكُلَّ ألمؤمنين ألمُخلصين قد أصبحوا أبناء ألنور والمحبة ألإلاهية ألسرمدية وإِندمجوا فيها, هُم فيهِ وهو فيهم إلى أَلأَبد.
أخوكم في ألايمان وألتبني
نوري كريم داؤد
21 / 04 / 2014
نوري كريم داؤد
21 / 04 / 2014
نوري كريم داؤد- عضو مميز
-
عدد الرسائل : 165
الديانة : مسيحي
السٌّمعَة : 1
نقاط : 431
تاريخ التسجيل : 10/07/2009
مواضيع مماثلة
» شرح مفهوم تأله ألمؤمنين بالفداء بحسب إنجيل ربنا يسوع
» "فيديو تفسير رؤيا يوحنا اللاهوتي - الحلقة الحادية عشر - ألختم السادس - " ختم ألمؤمنين
» ما ألفرقُ بين ألله في التوراة وألله في العهد الجديد؟
» وصية ألله لا تكذب والسلك الدبلوماسي والسياسي
» ما هو قصد ألله من خلقِهِ كُلَّ ألخليقة؟ -- ولما كان التجسد والفداء ضرورة لإكمال خلقِ ألبشرية؟
» "فيديو تفسير رؤيا يوحنا اللاهوتي - الحلقة الحادية عشر - ألختم السادس - " ختم ألمؤمنين
» ما ألفرقُ بين ألله في التوراة وألله في العهد الجديد؟
» وصية ألله لا تكذب والسلك الدبلوماسي والسياسي
» ما هو قصد ألله من خلقِهِ كُلَّ ألخليقة؟ -- ولما كان التجسد والفداء ضرورة لإكمال خلقِ ألبشرية؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى