هل هناك مكان إسمه ألمطهر؟
صفحة 1 من اصل 1
هل هناك مكان إسمه ألمطهر؟
هل هناك مكان إسمه ألمطهر؟
ظهرت عقيدة المطهر بعد سنة 1215 , لكن ليس مهما متى وكيف ظهرت! فألأهم هو معرفة هل هناك بحسبِ الكتاب مكانُ إسمه ألمطهر, ولكي نفهم وجود هكذا مكان من عدمه, يجب علينا دراسة وفهم الكتاب لنتطلع على الحقيقة.
اولا: لدينا مثل الغني والفقير الذي سردهُ الرب , فيه ابراهيم واليعازر في النعيم, والغني يتعذب بالنار في الجحيم. وهناك هوة عظيمة تفصلُ بينهُما, اي هناك ثلاثة أماكن, وهي النعيم وجحيم النار والهوة العظيمة:
لوقا(16-25): فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا ابْنِي، اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ، وَكَذلِكَ لِعَازَرُ الْبَلاَيَا. وَالآنَ هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ تَتَعَذَّبُ. (26) وَفَوْقَ هذَا كُلِّهِ، بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ هُوَّةٌ عَظِيمَةٌ قَدْ أُثْبِتَتْ، حَتَّى إِنَّ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْعُبُورَ مِنْ ههُنَا إِلَيْكُمْ لاَ يَقْدِرُونَ، وَلاَ الَّذِينَ مِنْ هُنَاكَ يَجْتَازُونَ إِلَيْنَا
ثانيا: لدينا الظلمة الخارجية التي تكلم الربُ عنها حيثُ يُطرح بني الملكوت المدعوين الرافضين او الغير مستحقين الدخول إلى النعيم كما في:
متى(8-11): وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِب وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، (12) وَأَمَّا بَنُو الْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ.
ثالثا: لدينا السجن حيثُ ذهبَ الرب بالروح ليُبشر الارواح ألمسجونة فيهِ بالخلاص كما في:
1بطرس(3-18): فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، مُمَاتًا فِي الْجَسَدِ وَلكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ، (19) الَّذِي فِيهِ أَيْضًا ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ،
رابعا: لدينا ابواب الموت وابواب ظل الموت كما في:
سفر أيوب(38-17):هل انكشفت لك أبواب الموت، أو عاينت أبواب ظل الموت
وايضا في : لوقا(1-78): بِأَحْشَاءِ رَحْمَةِ إِلهِنَا الَّتِي بِهَا افْتَقَدَنَا الْمُشْرَقُ مِنَ الْعَلاَءِ. (79) لِيُضِيءَ عَلَى الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ وَظِلاَلِ الْمَوْتِ، لِكَيْ يَهْدِيَ أَقْدَامَنَا فِي طَرِيقِ السَّلاَمِ.
فيكون هناك بحسب الكتاب ألمُقدس الأماكن التالية:
النعيم حيثُ إبراهيم واليعازر + جحيم النار والعذاب + الهوة العظيمة التي ثُبِتَتْ لتفصل بين النعيم والجحيم + الظلمة البرانية حيث البكاء وصرير الاسنان. + السجن حيثُ بشر الرب المسجونين بالخلاص + أبواب ألموت أو أبواب ظل ألموت
فالنعيم هو المكان الذي يتنعم به المؤمنون بالمحبة والسعادة وبتواجد الرب بينهم ليُضيْ عليهم بنورهِ الابدي, أما الهوة العظيمة او الهاوية او الظلمة البرانية الخارجية فسُميت بالخارجية لانها خارج مكان النعيم وفيها البكاء وصرير الاسنان, أي فيها الندم والظلام والبرد , أما السجن فهو في الهاوية وهو المكان الذي سُجِنَ فيه الاموات لغاية توفر الفداء الذي بشَرهم ألربُ بإتمامه , وألموت الروحي والجسدي هو الذهاب إلى النار الابدية بعيدا عن الخالق, فأبواب الموت أو أبواب ظل الموت فهي التقرب من ظلال أبواب جحيم النار حيثُ العذاب والموت الابدي.
فمن هنا يتضح بأنَّ هناك ثلاثة أماكن فقط, وهي: النعيم الابدي والملكوت + الهوة العظيمة او الظلمة البرانية الخارجية + جحيم النار الابدية
فالمُخلصون مكانهم في النعيم والهالكون مكانهم جحيم النار أما بني الملكوت المدعوين الرافضين للايمان فمكانهم بحسب كلام الرب هو خارج النعيم حيثُ الظلمة البرانية الخارجية, والرب لم يُحدد كم سيبقون فيها, لكنا نعلم بأنَّ تواجدهم هناك سينتهي وقت الدينونة بحسبِ الرؤيا:
الرؤيا( 20-12): وَرَأَيْتُ الأَمْوَاتَ صِغَارًا وَكِبَارًا وَاقِفِينَ أَمَامَ اللهِ، وَانْفَتَحَتْ أَلاسْفَارٌ، وَانْفَتَحَ سِفْرٌ آخَرُ هُوَ سِفْرُ الْحَيَاةِ، وَدِينَ الأَمْوَاتُ مِمَّا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَسْفَارِ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ. .
فالرؤيا تحدد وتسمي الهالكين بالاموات, فالكل سيدان بموجب قانون الضمير الذي اودعه الله في النسمة التي نفخها في كل إنسان. فالكل سيدان بحسب اعماله وكلمة " يا احمق واحدة" تكفي ليهلك حتى لو كان قد عمل ملايين الاعمال الصالحة, فخطيئة واحدة في فترة الحياة كلها تكفي للهلاك الابدي.
وفي الرؤيا( 20-15): وَكُلُّ مَنْ لَمْ يُوجَدْ مَكْتُوبًا فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ.
اي سيخلص فقط الذين كُتِبَت اسمائهم في سفر الحياة, اي سفر الإيمان وقبول الفداء , وقد حدد الرب هذا ولم يفهم السامعون, وإلى الان لم يفهموا ولم يعوا التحديد, فهو قال:
مرقس(16-16): مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ. ..
والدينونة هي الهلاك الابدي, والبديل والخلاص الوحيد للبشر ولكل إنسان هو "الفداء ودم المسيح والعماذ" وهذا هو سفر الحياة, فلا وجود لاحد بعد الدينونة في الظلمة الخارجية او اي مكان آخر, فإما في النعيم او في بحيرة النار الابدية.
فكما ترون لا وجود لمكان أسمه ألمطهر في العالم الآخر, ولا ذكر لهكذا مكان في الكتاب المقدس , لا في العهد القديم ولا العهد الجديد, فدعنا نتناول المستوجبات التي إِستوجبت ظهور عقيدة المطهر بعد أكثر من الف ومائتان سنة بعد الفداء وصحتها:
بُنِيَتْ عقيدة المطهر بحسبِ المجامع والقرارات والاسس التالية
1- قد حدد مجمع ليون الثاني (المسكوني الرابع عشر) 7 أيار – 17 تموز 1274 بالقرار:
856- (مصير الموتى) لئن ماتوا في البرارة، بعد توبةٍ حقيقية، وقبل القيام بالتكفير المثمر عمّا اقترفوه أو أهملوه، فنفوسهم تطهرّ بعد الموت بعقوباتٍ مطهرّة ومبّررة، على ما شرح ذلك أخونا يوحنا (باراسترون الفرنسيسكاني). وفي سبيل تخفيف هذه العقوبات تنفع شفاعات المؤمنين الأحياء أي ذبيحة القداس، والصلوات، والصّدقات وأعمال البرّ الأخرى التي اعتاد المؤمنون أن يعملوها لمؤمنين آخرين بحسب أنظمة الكنيسة
2- قد حدد مجمع فلورنسا (المسكوني السابع عشر): 26 شباط 1439 – آب (؟) 1445 بالقرار:
1304- [مصير الموتى] كذلك إذا كان الذين يتوبون توبةً صحيحة، يموتون في محبّة الله، قبل التكفير عن خطاياهم التي اقترفوها بالفعل أو بالإهمال، بثمارٍ جديرة بتوبتهم، فإن نفوسهم تتطهّر بعد موتهم بآلام تطهيرية، ولكي يتخلّصوا من مثل هذه الآلام تفيدهم معونات المؤمنين الأحياء، من قدّاساتٍ وصلوات، وصدقات، وأعمال تقوى أخرى يقوم بها عادةً المؤمنون من أجل مؤمنين آخرين، بحسب قرارات الكنيسة.
3- قد حدد المجمع التردنتيني (ترنت) (1542 - 1563 م) - الجلسة 25، 3 و 4 كانون الأول 1563 بالقرار:
1) مرسوم في المطهر، 3 كانون الأول 1563
1820- الكنيسة الكاثوليكية بوحي من الروح القدس، وانطلاقاً من الكتاب المقدس وتقليد الآباء القديم، علّمت في المجامع المقدسة، وأخيراً في هذا المجمع المسكوني، أنه يوجد مطهر (رَ 1580)، وأن النفوس المقيمة فيه تجد عوناً لها في أعمال برَّ المؤمنين، ولا سيمّا في ذبيحة الهيكل التي تجد عند الله رضىً خاصّاً (رَ 1743؛ 1753). والمجمع المقدس يطلب من الأساقفة أن يبذلوا قصارى جهدهم لجعل عقيدة المطهر السليمة، التي نقلها الآباء القديسون والمجامع المقدّسة، موضوع إيمان المؤمنين، يحفظونها، وتكون منتشرة ومعلنة في كل مكان.
ويُضيف: في المواعظ الشعبية الموجّهة إلى أناسٍ لا ثقافة لهم يجب تجنّب القضايا الصعبة والدقيقة التي لا فائدة منها للبناء الروحيّ، والتي لا تفيد منها التقوى شيئاً في أكثر الأحيان. لا يجوز التساهل في معالجة ونشر أمورٍ غير ثابتة أو خاطئة في ظاهرها. ويمنع كل ما هو معثّر للمؤمنين ومثير لحفيظهم من أمور التطفّل أو الخرافة، أو كل ما يشتمّ منه رائحة الابتزاز.
فكما نرى فد تحددت عقيدة المطهر بحسبِ مجمع ليون الثاني في 17 تموز 1274 بالقرار 856, وتُعاد صيغة هذا القرار ثانية في مجمع فلورنسا بالقرار رقم 1304 , ثُمَّ تعاد صيغة القرار للمرة الثالثة بحسبِ المجمع التردنتيني والقرار رقم 1563 , والأجمل هو منع نشر كل ما هو معثّر للمؤمنين أو كل ما يشتمّ منه رائحة الابتزاز, ودعنا الآن نناقش مضمون القرار 856 والقرارات 1304 و1563 المكررة له , وصحتها:
المؤمنون الذين لم يتطهروا تطهيرا كاملا بحسبِ القرار 856 والقرارات 1304 و1563 المكررة له, يخضعون من بعد موتهم للتطهير يحصلون به على القداسة الضرورية لدخول فرح السماء. وهذا الكلام بحدِ ذاتِهِ يعني بأنَّ خلاص الرب والفداء الذي قدمه على الصليب لم يكن كافيا لغفران خطايا من إِعتمد وآمن بالفداء وتاب عن خطيئته, وهذا بحد ذاتهِ طعنُ في فاعلية الفداء وكفايته, فإما الرب قد غطى او لم يُغطي الخطيئة, فإن كان فدائه كاملا ودفع حياةِ ابدية واحدة عن كُلِّ خطيئة فلم يعد أثر للخطيئة التي غُفِرت بدم الفادي, وتصبح ضرورة التطهير والكلام عن بقايا آثار للخطيئة لا معنى له, إلا إِذا قصَرِ الرب في فدائهِ, وهنا نقول حاشا والف حاشا, فإن كان هذا صحيحا فلا معنى ولا قيمة لفداء الرب, والجميع بعدهم في خطاياهم وسيهلكون ابديا في نار جهنم , فلما أتى الرب وتجسد إذن؟ فهل قَصَرَ بالفداء؟ الف الف حاشا!
وما هذا التعليم القائل, بأنَّ النفوس التي في ألمطهر يمكن مساعدتها للتخفيف من عذاباتها المطهرية او بتخفيف مُدتها بصلوات المؤمنين واقارب نزلاء المطهر بتقديم ذبيحة الافخارستيا والاعمال الصالحة والصدقات عنهم, فهل الصلوات تخفف العقاب والتنقية الضرورية لهذهِ الارواح الملوثة بالخطايا, في وقت اصبح اصحابها بموقف لا يستطيعون لا التوبة ولا تقديم اي شيء عملي سوى تطهيرهم بالعذاب والنار والقصاص منهم! فماذا يفعل الموتى الذين لا أقارب قيد الحياة لهم من بعد, ومن سَيُساعد هولاء المساكين؟! فهل تقبل الكنيسة بتقديم هذهِ الصلوات او الذبائح الكفارية مجانا عن هذهِ النفوس المطهرية جمعاء, أم جمع المادة هو الذي يشتري الغفران سواء بصكوك الغفران او بقبض الاثمان عن ذبيحة الافخارستيا المقدمة! فالثمن مدفوع في كلتا الحالتين, ولا فرق بين إستلام صك عيني ورقي, او بتعليم روحاني أي بصك رمزي غير مرئي.
وإِنْ كانت الكنيسة او الكاهن او البابا هم من يستطيع منح النفوس المطهرية ويَمُدوها بالغفرانات فلماذا يُقننون هذهِ الغفرانات ويُسعروها؟ فمجانا اخذتم ومجانا تُعطوا! ألا يُشتم من هذا الكلام رائحة جمع المال والإبتزاز المذكور في نهاية القرار 1563
فهل الغفران يباع؟ الغفران هو فقط بدم المسيح الابدي المسكوب على الصليب وبالإيمان والندامة والعماذ, فهل تستطيع او يحق لاية كنيسة او كاهن او تلميذ أن يبيع كم لتر من دم المسيح؟ المسيح اعطى التلاميذ او الكهنة من بعدهم حق حل او مسك الخطايا, لكنَّهُ لم يُعطيهم حق بيع دمه, وقبض الثمن!
وهل الصلوات تُقَنَنْ وألغُفرانْ يُسَعَرْ؟ فمن له المال او لهُ أقارب أغنياء أو من ألمُتباهين ذوي الجاه, تُغفر خطاياهُ أو تُنقَص بحسبِ ما يدفع هو أو ذويه, وكيف يُمكن لكنيسة مهما تُسمي نفسها أن تبيع صكا أو صلاةَ لغفران خطايا من كان حيا او ميتا ؟ ألم يقُل الرب عند جمع الفضة من بين بني إسرائيل عندَ بناء خيمة الإجتماع:
الخروج (30-13): .... فليعطِ كلُ رجلِ فِدى نفسهِ للرب..... نصف مثقال بمثقال القدسِ .... تقدمةَ للربِ..... (15) الموسرُ لا يُزيدُ والفقيرُ لا يُنقِصُ عن نصف مثقالِ حين تؤدون تقدمة للربِ تكفيراَ عن أنفسِكُم.
فلما لم يَطلُبَ الربُ من ألأغنياء حصصِ أكبر لفضة الفداء المقدمة, ما دامت الكنيسة تمنح حق الغفران بحسبِ ألمقدرة والجاه؟ فهل الرب ساوى بين الفقراء والأغنياء والكنيسة غيرت التشريع؟
وما معنى هذهِ الآيات:
الرؤيا(7-9): بَعْدَ هذَا نَظَرْتُ وَإِذَا جَمْعٌ كَثِيرٌ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ، مِنْ كُلِّ الأُمَمِ وَالْقَبَائِلِ وَالشُّعُوبِ وَالأَلْسِنَةِ، وَاقِفُونَ أَمَامَ الْعَرْشِ وَأَمَامَ الْحملِ، مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ وَفِي أَيْدِيهِمْ سَعَفُ النَّخْلِ ..... (13) وَأجَابَ وَاحِدٌ مِنَ الشُّيُوخِ قَائِلاً لِي:" هؤُلاَءِ الْمُتَسَرْبِلُونَ بِالثِّيَابِ الْبِيضِ، مَنْ هُمْ؟ وَمِنْ أَيْنَ أَتَوْا؟" (14) فَقُلْتُ لَهُ:" يَا سَيِّدُ، أَنْتَ تَعْلَمُ" . فَقَالَ لِي:" هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ أَتَوْا مِنَ الضِّيقَةِ الْعَظِيمَةِ، وَقَدْ غَسَّلُوا ثِيَابَهُمْ وَبَيَّضُوا ثِيَابَهُمْ فِي دَمِ الْحملِ . (15) مِنْ أَجْلِ ذلِكَ هُمْ أَمَامَ عَرْشِ اللهِ، وَيَخْدِمُونَهُ نَهَارًا وَلَيْلاً فِي هَيْكَلِهِ، وَالْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ يَحِلُّ فَوْقَهُمْ.
فأين بيضَ هذا الجمع الكثير الواقفين أمام عرش الله ذاته ثيابهم, هل بدم الحمل وفدائِهِ, أم في ألمطهر, وكم دفعوا؟ ولمن؟ فيوحنا يقول:
1يوحنا(1-7): وَلكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ. (8) إِنْ قُلْنَا: إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا. (9) إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ.
والقديس بولس يقول عن غفران الرب:
عبرانيين(7-24): وَأَمَّا هذَا (المسيح) فَمِنْ أَجْلِ أَنَّهُ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ، لَهُ كَهَنُوتٌ لاَ يَزُولُ. (25) فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضًا إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ.
فالسيد الرب يَمنح غفرانا وخلاصاَ تاما, ودمهُ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ , فما هو شرح الاب يوحنا (باراسترون الفرنسيسكاني) الذي دعى مجمع ليون للشكِ في خلاص الرب؟
فالشرط الوحيد لمغفرة الخطايا العرضية منها او المُميتة هو ألإعتراف بها والندامة عنها, فيأتي الغفران بتغطية الرب يسوع لها بحياة ابدية واحدة من عنده, أي يموت هو مرة واحدة عنها على الصليب ليفديها, فهو بهذا يُطهرنا من خطيئتنا ابديا, فقد إنبرى هو ودفع الحساب عن المؤمن المعترف بخطيئتهِ, ألسيت هذهِ هي عقيدة الفداء والبشرى السارة التي طلب الرب من التلاميذ والكنيسة التبشير بها؟ إلا إذا خرجنا بعقيدة جديدة لمغفرة الخطايا! أو قَصَرَ الرب في فدائهِ وتغطيتِهِ للخطايا, وهنا نقول: حاشا!
فيبدو بأنَّ ألجهة التي إرتأت ضرورة وجود وسيلة ألتطهير ألمطهرية لم تعد مقتنعة بكفاية وفاء فداء الرب بالتكفير والتطهير وتسديد وإعطاء الحساب الكامل وتغطية الخطايا, فيجِب على الخاطيء دفع بقايا حساب لم يستطيع الرب بفدائِهِ على الصليب تسديدهُ بالكامل, فهل قصر الرب, فبدأت المجامع بترقيع عمل الفداء؟ ألف الف حاشا! أهذا هو إيمان آخر زمن؟ أم وسيلة لجمع الاموال بألإبتزاز المبطن لمشاعر أقارب الموتى وأحزانهم, وتسعير الغفرانات والصلوات, فللزواج تسعيرة وللخطوبة تسعيرة ولصلوات الموتى تسعيرة, وحتى للعماذ تسعيرة, أهكذا طلب الرب, عندما قال " بشروهم وعمذوهم! " هل قال معها, وإقبضوا الثمن؟!
ثُمَّ لماذا تتعذب الروح فقط في المطهر, والجسد يرقد في القبر من دون إحساس, فهل الجسد يمر بعذابات القبر الخرافية هو الآخر؟ أم ماذا؟ فإِنْ لم يتعذب الجسد ايضا يكون هذا إجحافا بحق الروح وعدم عدالة لأَنَّ الجسد غالبا ما يكون هو المُشتهي والفاعل للخطيئة, ألم يقل القديس بولس " أسلكوا بالروح ، فلا تكملوا شهوة الجسد . لأن الجسد يشتهى ضد الروح، الروح ضد الجسد. وهذان يقاوم أحداهما الآخر (غلاطية(5-16)." فالعدل يقتضي بأنَّ الجسد والروح الذين اشتركا معاً في فعل الخطيئة أن يعاقبان ويتطهران معاً، فهل تعاقب الروح والجسد لا؟
ثُمَّ ماذا عن التطهير الذي تتكلم عنه الكنيسة؟ هل هناك تطهير ومطهر قبل القيامة والدينونة العامة, ولا يوجد له حاجة بعدَ الدينونة والقيامة؟ فهل التطهير الذي تتكلم عنه ألمجامع موجود وضروري لإكمال التنقية والخلاص قبل القيامة والدينونة؟ ولا حاجة لهذهِ التنقية بعد الدينونة؟ حيثُ لا وجود لمكان اسمه المطهر بعد القيامة والدينونة, فهناك فقط النعيم والملكوت او النار الابدية, فماذا يحصل للنفوس والاجساد التي هي بحاجة إلى التطهير بعد القيامة والتي تدعي الكنيسة إِنَّ لابدَّ من تطهيرها وتنقيتها قبل أَنْ تعبر إلى النعيم والملكوت؟
وإن تحررت روح المتوفى وخرجت من الجسد, فهي لا تخضع من بعد للزمن, ففي المطهر هل هناك زمن يحدد مدة العقاب, وكيف يكون هذا والزمن متوقف, أي يصبح العذاب المطهري ابدي لا ينتهي, فلا وجود للزمن هناك, ثُمَّ إِنْ كانت العذابات او النار المطهرية هي وسيلة للتطهير وتنقية المؤمنين لغفران خطاياهم, فلما جاء الرب وتجسد؟ فبتواجد هكذا إمكانية كان الرب سيكتفي بتعذيب آدم وحواء مليارات من السنين ويُطهرهم ويقبل بهم ثانيةّ! وكذلك إِنْ كانت العذابات والنار المطهرية توفر إمكانية مُطهرة ومنقية من الخطايا فهذا سيعني بأنَّ الذين في جهنم النار سيُكملون في وقتِ ما العذاب الكافي الذي بموجبهِ يكونون قد تعذبوا بما يكفي ويكونون قد سددوا الحساب عن خطاياهم, ويخلص كُلَ البشر والشياطين ومن دون الاستثناء لاحد.
** يُعطي بعض المدافعين عن نظرية ولا أقول عقيدة المطهر بعض الايات من الإنجيل لتبرير تواجد المطهر مثل:
ايوب(1-5): وَكَانَ لَمَّا دَارَتْ أَيَّامُ الْوَلِيمَةِ، أَنَّ أَيُّوبَ أَرْسَلَ فَقَدَّسَهُمْ، وَبَكَّرَ فِي الْغَدِ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ عَلَى عَدَدِهِمْ كُلِّهِمْ، لأَنَّ أَيُّوبَ قَالَ: "رُبَّمَا أَخْطَأَ بَنِيَّ وَجَدَّفُوا عَلَى اللهِ فِي قُلُوبِهِمْ". هكَذَا كَانَ أَيُّوبُ يَفْعَلُ كُلَّ الأَيَّامِ.
وفي هذهِ الاية, أيوب قدمَ ألمُحرقات عن خطايا اولاده التي يُمكن أن يكونوا قد إرتكبوها سهوا, وهذهِ تقع ضمن خطايا السهو في الشريعة, ويُقدمها الأحياء, وليسَ ألأموات او أقربائهم.
وألآيات التالية: 1كورنتس(3-10): حَسَبَ نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لِي كَبَنَّاءٍ حَكِيمٍ قَدْ وَضَعْتُ أَسَاسًا، وَآخَرُ يَبْنِي عَلَيْهِ. وَلكِنْ فَلْيَنْظُرْ كُلُّ وَاحِدٍ كَيْفَ يَبْنِي عَلَيْهِ. (11) فَإِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَضَعَ أَسَاسًا آخَرَ غَيْرَ الَّذِي وُضِعَ، الَّذِي هُوَ يَسُوعُ الْمَسِيح. (12) وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدُ يَبْنِي عَلَى هذَا الأَسَاسِ: ذَهَبًا أو فِضَّةً أو حِجَارَةً كَرِيمَةً أو خَشَبًا أو عُشْبًاأو قَشًّا، (13) فَعَمَلُ كُلِّ وَاحِدٍ سَيَصِيرُ ظَاهِرًا لأَنَّ الْيَوْمَ سَيُبَيِّنُهُ. لأَنَّهُ بِنَارٍ يُسْتَعْلَنُ، وَسَتَمْتَحِنُ النَّارُ عَمَلَ كُلِّ وَاحِدٍ مَا هُوَ (14) إِنْ بَقِيَ عَمَلُ أَحَدٍ قَدْ بَنَاهُ عَلَيْهِ فَسَيَأْخُذُ أُجْرَةً. (15) وإِنِ احْتَرَقَ عَمَلُ أَحَدٍ فَسَيَخْسَرُ، وَأَمَّا هُوَ فَسَيَخْلُصُ، وَلكِنْ كَمَا بِنَارٍ.
القديس بولس في الآيات أعلاه يتكلم عن أُسُسْ ألإيمان وألأساس الوحيد الذي هو الرب يسوع المسيح وفدائَه, فالكثير من الآباء الذين قدم فكراَ لاهوتيا وتفاسير لاهوتية, فيهم من أخطأ في تفاسيره وهرطقاته وفيهم من أصاب, ونار الروح القدس هي التي تمتحن صحة تفكيره وتفسيره وعمله, فمن بنى فوق الاساس الذي هو الرب وفدائه, وفوق البناء الحكيم الذي قدمَهُ بولس يبقى, وينال صاحبه أجرهُ على عملهِ ألبَناء لبناء المؤمنين وتثبيتهم, ومن أخطأ من أمثال نسطور وغيره, فيحترق عمله, لكِنَّهُ سيخلص بدم الرب وفدائه لانَّهُ كان مؤمنا بفداء الرب وإِعتمَذَ بإسم الاب والابن والروح القدس وتناول جسد الرب ودمه. فالقديس بولس لا يخص ألمؤمنين كافة بل عمل ألآباء البنائين, وفي أي حالِ منِ ألأحوال لا يقر بنظرية مرور المؤمنين في النار المطهرية الإفتراضية .
والآية ألتالية: متى(12-32): وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لاَ فِي هذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتِي
في متى أعلاه يقول الرب لايكون هناك غفران لمن يُجدف على الروح القدس, لا في هذا العالم, ولا في السماء, فنحنُ نعلم بأنَّ الرب منح حق مسك او غفران الخطايا للتلاميذ ومن يقومُ بمهامهم على الارض في هذا العالم, لكن من قال هناك غفران للخطايا في السماء؟ ففي السماء إِما الخطيئة مُغطاة بفداء الرب فتُمحى, أو غير مُغطاة فدينونتها هي الموت الابدي, ولذا تتكلم الرؤيا وتقول:
الرؤيا( 20-15): وَكُلُّ مَنْ لَمْ يُوجَدْ مَكْتُوبًا فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ.
فلا وجود لمكانِ في السماء أسمهُ ألمطهر, ولا في الكتاب المُقدس بعهديهِ القديم او الجديد, ولا في رسائل الرسل وتعاليمهم ذِكْرُ لهكذا مكان, فالرب يسوع المسيح قَدَمَ كُفارة كاملة لمغفرة الخطايا صغيرها وكبيرها, وهو يُغطي كل خطيئة تاب وإِعترفَ بها ألمؤمنين بفدائِهِ والمُعتمدين بإسم الاب والابن والروح القدس بحياةِ أبدية كاملة واحدة, أي يموت عنها على الصليب مرةَ واحدة, فيُغطيها غطاءِ أبديا فلا تعود تنكشِف او تُذكر من بعد, فيُطَهرنا بدمهِ وبنار الروح القدس, ولهذا نقول قدمَ الرب فداءِ وكفارة ابدية لا نهائية لخلاص البشر ومغفرة الخطايا.
ودمتم بحماية الرب الفادي الغير محدود الذي مات مرة واحدة على الصليب ليوفر فداءِ غير محدود لكل من يحتمي بفدائهِ الابدي.
اخوكم في الايمان والتبني
نوري كريم داؤد
28/12/2012
نوري كريم داؤد
28/12/2012
نوري كريم داؤد- عضو مميز
-
عدد الرسائل : 165
الديانة : مسيحي
السٌّمعَة : 1
نقاط : 431
تاريخ التسجيل : 10/07/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى