تفسير رؤيــا يوحـنـا اللاهـوتي - الحـلـقـة الـثـالـثـة
صفحة 1 من اصل 1
تفسير رؤيــا يوحـنـا اللاهـوتي - الحـلـقـة الـثـالـثـة
تفسير رؤيا يوحنا اللاهوتي
وعلاقتها بالماض والحاضر والمستقبل
الحلقة الثالثة
الرؤية الاولى - المراحل الكنسية السبعة
في هذهِ الحلقة سنتكلم عن المراحل الكنسية السبعة المذكورة في الفصلين الثاني والثالث لنحدد معنى كل اسم, وعلاقتِهِ بالمرحلة الكنيسة المعنية بهِ, والفترة الزمنية لكل كنيسة لغاية بلوغ نهاية العالم.
وقبل أن نبدأ بالتفسير سنتطرق إلى المراحل التزامنية لقصة الخلق بالتسلسل, لغرض وضع القاريء في الصورة الزمنية التي تُطابق كل مرحلة كنسية من المراحل السبعة:
اولاًً: – بعد خلق آدم وضعت شجرة الحياة في الجنة, ومنعَ آدم بعد السقوط من ألاكل من ثَمَرِها. لكن من غلبَ من أعضاء كنيسة أفَسُس سُمحَ لهُ بذلك.
ثانياََ:- قَتَلَ قايين اخاهُ هابيل, وكانت هذهِ اول جريمة قتل في التاريخ وأَصبح هابيل هو الشهيد الاول للبشرية. وفي الرؤيا أيضاََ تقارن المرحلة الزمنية لكنيسة سميرنا (أزمير) بهذهِ الفترة, فيُعطى الغالبين من أعضاء هذهِ الكنيسة الذين يُقتلون من أجلِ إيمانهم ورضى الله عنهم إكليل الشهادة ايضاََ.
ثالثاََ:- بعد إنقاذ شعبِ موسى من إضطهادات فرعون مصر, أُعطوا المن أثناء تواجدهم في صحراء سيناء غذاءََ من السماء لغرض إبقائهم والمحافظة على إدامة حياتهم, وتقارن المرحلة الزمنية لكنيسة برغامس بهذهِ الفترة ايضاََ, فيُعطى الغالبين من أعضاء هذهِ الكنيسة المن الخفى مكافئةََ لهم, اي يُمنحوا الحياة الابدية بجسد الرب يسوع.
رابعاََ:- فترة حُكم الملك داؤد والملك سُليمان ثم إِبتدأت الانقسامات وتشتت الشعب وجاءَ زمن إيزابيل إمرأة ألملك آحاب التي كانت تعلم وتضل العباد حتى يزنوا ويأكلوا من ذبائح الاوثان أيام النبي إيليا, وهنا في الرؤيا أيضاََ تقارن المرحلة الزمنية لكنيسة ثياتيرة بهذهِ المرحلة أيضاََ, فبعدها تبدأ الانقسامات ويتشتت المؤمنين ايضاََ وتظهر البدع والهرطقات, ومن غلب من أعضاء هذهِ الكنيسة يُعطى سلطانا على الامم فيرعاهم بعصا من حديد.
خامساََ:- بعد فترة القوة والمجد, تلت الانقسامات والتشتت, وتم سبي الشعب من قبل الاشوريين ثم الكلدان, ولكن بقي بقية مؤمنة في الشعب مثل النبي حزقيال و النبي دانيال الذين غلبوا بالرغم من فترة الضيق التي مروا بها, وهنا في الرؤيا أيضاََ تقارن المرحلة الزمنية لكنيسة ساردس بهذهِ الفترة الزمنية ايضاََ, ومن غلب يُعطى ثيابا بيضا ولا يُمحى إسمه من سفر ألحياة.
سادساََ:- بعد التشتت والانقسامات والسبي يتم أيام زربابل ونحميا لملمت الشعب ثانيةََ ويتوحد ثم تأتي فترة إِضطهادات أنطاكيوس والضيقة على الشعب, وهنا في الرؤيا أيضاََ تقارن المرحلة الزمنية لكنيسة فيلادلفيا بهذهِ الفترة الزمنية ايضاََ وبعد أن يتم توحيد الكنيسة تأتي الضيقة العظيمة التي يجلبها المسيح الكذاب على المومنين.
سابعاََ: بعد الضيقة ايام انطاكيوس تأتي ايام هيرودس والفريسيين ثُم يأتي المسيح أبن الانسان ليُنقذ شعبه ويفديه (المجيء الاول), وهنا في الرؤيا أيضاََ تقارن المرحلة الزمنية لكنيسة لاودوكية بهذهِ الفترة الزمنية ايضاََ فهي فترة تدين فاترة ثُم يأتي الرب في مجدهِ مع ملائكته ليُخلص شعبه ايضاََ وليُعلن ملكوت السماء السرمدي. (المجيء الثاني).
وبإِختصار نلاحظ إِنَّ التسلسل الزمني من آدم والى مجي المسيح الاول هو الذي يطابق المراحل الكنسية ايضاََ لغاية المجيء الثاني:
شجرة الحياة - قايين يقتل هابيل – موسى وشعبه في سيناء والمن يتساقط عليهم – ملك الملك داؤد ثم سليمان – فترة الانقسامات والسبي – فترة التوحد والعودة ثم إضطهادات انطاكيوس والضيقة – وأخيراََ مجي المسيح الاول.
وتسلسل هذهِ الاحداث يتكرر مع كنيسة المسيح من مجيء آدم الثاني- إبن الانسان, لغاية مجيء المسيح الثاني في المجد:
الرؤيا (2 - 1): أكتب الى ملاك كنيسة أفسس هذا ما يقوله القابض على الكواكب السبعة بيمينه الماشي في وسط المنائر السبع من الذهب (2) اني عالم باعمالك وتعبك وصبرك وانك لا تطيق الاشرار وقد اختبرت الذين يقولون انهم رسل وليسوا برسل فوجدتهم كاذبين (3) فقد صبرت وتعبت لاجل اسمي ولم تسأم (4) ولكن عندي عليك انك أهملت محبتك الاولى (5) فأذكر من أين سقطت وتب واعمل الاعمال الاولى والا فاني آتيك وأزيل منارتك من موضعها ان لم تتب (6) ولكن عندك هذا انك تمقت أعمال النيقولاويين التي أمقتها أنا أيضا (7) من له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس. من غلب فاني أوتيه أن يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الهي.
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أي ان السيد المسيح سوف يسمح لمن غلب أن يأخذ من ثمر شجرة الحياة ويأكل فيحيا الى الابد, كما جاء ذ لك في:
تك (ف 2 - 9): حيث يقول: وأنبت الرب الاله من الارض كل شجرة حسنة المنظر وطيبة الماكل. وشجرة الحياة في وسط الجنة وشجرة معرفة الخير والشر.
وفي التكوين (3 - 22): يقول: وقال الرب الاله هوذا آدم قد صار كواحد منا يعرف الخير والشر والان لعله يمد يده فيأخذ من شجرة الحياة أيضا ويأكل فيحيا الى الدهر.
وفي التكوين (3 - 22): يقول: وقال الرب الاله هوذا آدم قد صار كواحد منا يعرف الخير والشر والان لعله يمد يده فيأخذ من شجرة الحياة أيضا ويأكل فيحيا الى الدهر.
أفسس: وهي الكنيسة الاولى ويعني اسمها المرغوبة أو المشتهات وقد تعبت وصبرت واختبرت الرسل وميزت بين الصادقين والكذبة, والسيد المسيح يذكر هذه الكنيسة بأنها أهملت المحبة الاولى التي كانت فيها أيام حلول الروح القدس عليها وامتلاء المؤمنين حيث كان لجمهور المؤمنين قلب واحد ونفس واحدة ولم يكن أحد يقول عن شيء يملكه انه خاص به بل كان لهم كل شيء مشتركا. ولم يكن فيهم محتاج لان كل الذين كانوا يملكون ضياعا أو بيوتا كانوا يبيعونها ويأتون بأثمان المبيعات ويلقونها عند أقدام الرسل فيوزع لكل واحد حسب إحتياجه. ولما تراجع الحال في هذه الكنيسة في آخر أيامها فألمسيح يقول لهم توبوا واعملوا الاعمال الاولى ويذكر هذه الكنيسة بمكانتها من الايمان ونشر كلمة الله حيث يقول من غلب فأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الهي وشجرة الحياة هي التي كانت في البداية في الفردوس, وقد كان في مشتهى آدم أن يأكل منها بعد سقوطه في الخطيئة ولكنه لم يستطع لآنه طُرِدَ من الفردوس. وموقع هذه الكنيسة المشتهات هو أيضا في البداية, بداية البشارة والكرازة وقد تعززت مكانتها بحلول الروح القدس فيها والاعاجيب الكثيرة التي جرت على أيدي رسلها ومبشريها, وكانت في القرن الاول الميلادي وقت الرسل وانتشار الكلمة الاول.
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الرؤيا (2 - 8): واكتب الى ملاك كنيسة سميرنا (أزمير) هذا ما يقوله الاول والاخر الذي كان ميتا وعاد حيا (9) اني عالم بضيقك ومسكنتك بل أنت غني وبتجديف القائلين انهم يهود وليسوا بيهود وانما هم مجمع الشيطان (10) لا تخف شيئا مما سيصيبك من ألتألم فهوذا ابليس مزمع أن يلقي بعضا منكم في السجن لتمتحنوا وسيصيبكم ضيق عشرة أيام فكن أمينا حتى الموت فسأعطيك اكليل الحياة (11) من له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس. من غلب فلا يضره الموت الثاني.
سميرنا (أزمير): ومعنى الاسم الرائحة الذكية التي تفوح من حرق المر, وتشير الى التقدمة التي قدمها هابيل من أبكار غنمه وسمانها محرقة. والتي رضي الرب بها وتنسم رائحة الرضا منها, أي انها المرحلة التي تلي شجرة الحياة في الفردوس, والتي كانت مرحلة التقادم الرمزية, وهذه هي مكانة هذه الكنيسة من مسيرة الايمان والبشارة فقد مرت في الضيق والمسكنة وحاربها اليهود وجدفوا عليها وحاربها أباطرة روما وشنعوا عليها وبصورة خاصة في عهد دقليدس حيث تعرضت الكنيسة لاضطهادات مروعة وخاصة بين عام (303 - 313) م, وهي نفس المدة المذكورة في النبوءة والتي كانت نحو عشرة سنوات (10 أيام). وكما قتل قاين اخاه هابيل وكان هو القتيل الاول حيث شق عليه ايمان أخيه ورٍضَى الله عنه ومنه, كذلك يقول الرب لهذه الكنيسة بأنه يعطيها اكليل الشهادة حيث يُقتل الكثيرين منها على أيدي الوثنيين وبأيدي الذين شق عليهم ايمان الكنيسة من اليهود وغيرهم, ولهذا يسميهم الرب هنا مجمع الشيطان مثل قاين القاتل, وهذه الكنيسة تعززت مكانتها بالشهادة وتمجدت مثل سيدها الذي مات ومن ثم عاد حيا ممجدا.
الرؤيا (2 - 12): اكتب الى ملاك الكنيسة التي في برغامس هذا ما يقوله الذي له السيف الصارم ذو الحدين (13) اني عالم أين مقامك وهو حيث كرسي الشيطان وأنت متمسك باسمي ولم تنكر إيماني حتى في الايام التي كان فيها انتيباس شهيدي الامين الذي قتل عندكم حيث يسكن الشيطان (14) ولكن عندي عليك شيئا ان عندك هناك قوما يتمسكون بتعليم بلعام الذي علم بالاق أن يلقي معثرة أمام بني اسرائيل حتى يأكلوا من ذبائح الاوثان ويزنوا. (15) هكذا أنت أيضا عندك قوم يتمسكون بتعليم النيقولاويين الذي هو نظير ذلك (16) فتب والا فإني آتيك سريعا وأقاتلهم بسيف فمي (17) من له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس من غلب أوتيه المن الخفي وحصاة بيضاء مكتوبا عليها أسم جديد لا يعرفه أحد الا الآخذ.
برغامس: وكلمة برغامس تعني العلو والارتفاع, وتنطبق على تلك الفترة من تاريخ الكنيسة حين إستلم قسطنطين عرش روما سنة (313 م) وتنصر فتغير حال الكنيسة من جماعة مضطهدة أشنع أنواع الاضطهاد معرضة للقتل والحرق والابادة والاباحة الى كنيسة وجماعة مقربة من الدولة محمية من السلطات الرومانية فتعززت مكانت الكنيسة فعلت وتسامت ودخل الناس في صفوفها أفواجا. والكنيسة الثالثة هذه بالرغم من وجودها حيث كرسي الشيطان, أي روما, الا ان جهادها فهو جهاد كلمة الله التي هي كالسيف الصارم ذو الحدين. واما مكانة هذه الكنيسة فهي في مسيرة الايمان والكرازة مثل مكانة موسى وجماعته وهم في صحراء سيناء والمن يتساقط عليهم ويغذيهم, وكما تم تخليص النبي موسى وجماعته من فرعون وحكمه وأعطوا المن في الصحراء كذلك هذه الكنيسة خُلِصَت من إضطهادات أباطرة روما والعذابات الشنيعة التي تعرضت لها سابقتها وأعطيت الغذاء الروحي الذي وعدها به ربها وراعيها.
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الرؤيا (ف 2 - 18): واكتب الى ملاك كنيسة ثياتيرة هذا ما يقوله ابن الله الذي عيناه كلهيب نار ورجلاه كأنهما من نحاس خالص (19) اني عالم بأعمالك وايمانك وخدمتك وصبرك وان أعمالك الاخيرة أكثر من الاولى (20) ولكن عندي عليك شيئا إِنك تدع المرأة ايزابيل الزاعمة انها نبية تعلم وتضل عبادي حتى يزنوا ويأكلوا من ذبائح الاوثان (21) وقد أمهلتها مدة لتتوب من زناها وهي لا ترضى أن تتوب (22) فهأنذا أطرحها في فراش والذين يزنون معها في ضيق شديد إن لم يتوبوا من أعمالهم (23) وسأقتل أبنأها حتفا فتعلم جميع الكنائس اني أنا فاحص الكلى والقلوب وسأوتي كلا منكم على حسب أعماله واقول لكم (24) ولسائر من في ثياتيرة من جميع الذين ليس لهم هذا التعليم الذين لم يعرفوا أعماق الشيطان كما يقولون اني لا ألقي عليكم ثقلا آخر (25) ولكن تمسكوا بما عندكم الى أن آتي (26) ومن غلب وحفظ أعمالي الى المنتهى فاني أوتيه سلطانا على الامم (27) فيرعاهم بعصا من حديد وكآنية خزف يتحطمون (28) مثلما أوتيت أنا من عند أبي وأعطيه كوكب الصبح (29) من له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس.
كنيسة ثياتيرة: وتعني كلمة ثياتيرة لذة الخدمة أو ذبيحة الوداعة وهي كنيسة إستعراضية في طقوسها لذيذة الاداء, وقد آمنت وصبرت وعملت كثيرا, وقد تميزت بتسلطها على الممالك والامم وحكمها عليهم وبينهم بعصا من حديد, وهي الفترة التي سيطرت الكنيسة فيها على الحياة المدنية والدول الغربية وملوكها, وفترة التسلط هذه انتهت عندما نفى نابليون البابا ووقعت الكنيسة في الضيق حيث لم تصلح حالها ولم تسمع وتعمل بتنبيه سيدها وخالقها, مثلها مثل أيزابيل الزاعمة انها نبية والتي كانت تعلم وتضل العباد حتى يزنوا ويأكلوا من ذبائح الاوثان أيام النبي إيليا, كذلك هذه الكنيسة باعت صكوك الغفران وتدخلت في أمور ليس لها اول ولا لها آخر. فجعلت الكثيرين ينفرون منها ويتراجعون في إيمانهم أو يتفرقون ويتشتتون أفرادا وجماعات فجائها ابن الله الذي عيناه كلهيب النار ورجلاه من نحاس خالص, (أي الديان) وقال كفى فسأقتل أبناءها حتفا فتعلم جميع الكنائس التي بعدها اني أنا فاحص الكلى والقلوب.
وموقع هذه الكنيسة من مسيرة الايمان بالرغم من مساؤها وعلاتها وأخطائها هو مثل موقع مدة ملك الملك داؤد وسليمان ولغاية السبي الى آشور وبابل, فمُلك المَلك داؤد كان بالرغم من علاته ومساوءه وأخطائه رمزا لحكم السيد المسيح في نهاية العالم. والمسيح نفسه لا يستحي أن ينتمي الى سلالة داؤد وسليمان.
(فاسألوا داؤد من زنى مع بتشابع بنت اليعام إِمرأة أوريا الحثي؟ ومِن مَن حملت وهي على ذمة زوجها؟) ومن دبر وكيف قتل أوريا ليأخذ زوجته؟ والتي أنجبت له سليمان بعد ذلك. أليس هذا هو نبي الله والملك داؤد المختار, مسيح اله يعقوب ومرنم اسرائيل العذب؟ ونسأل لمن قال الرب على لسان جاد النبي: اني عارض عليك ثلاثا, فاختر واحدة منها فأنزلها بك؟
سبع سني جوع في ارضك, أم تهرب أمام أعدائك ثلاثة أشهر وهم في أثرك, أم يكون ثلاثة أيام وباء في أرضك (2 صموئيل ف 24 - 12 / 13).
واسألوا الملك سليمان الذي بنى هيكل الله وبيت الرب الشهير (الذي يتباكى عليه اليهود الى يومنا هذا) سليمان هذا الذي أعطاه الله الحكمة والذي تجلى له اله اسرائيل مرتين (1 مك 11 - 9). اسألوه من زاغ وصنع الشر في عيني الرب؟ ومن تبع عشتاروت وملكوم رجس بني عمون؟ ومن بنى مشرفا لكاموش رجس موآب في الجبل تجاه أورشليم؟ وأيضا لمولك رجس بني عمون!
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الرؤيا الفصل الثالث: واكتب الى ملاك الكنيسة التي في سرديس هذا ما يقوله من له أرواح الله السبعة والكواكب السبعة (أي الكنائس السبعة وملائكتها), اني عالم باعمالك وان لك إسما إنك حي وأنت ميت (2) فاسهر وأعضد البقايا التي أوشكت أن تموت لأني لم أجد أعمالك تامة أمام الهي (3) فأذكر كيف نلت وسمعت واحفظ وتب وان لم تسهر آتيك كاللص ولا تعلم في اية ساعة أفد اليك (4) وان عندك في سرديس أسماء قليلة من الذين لم يدنسوا ثيابهم وسيسلكون معي في ملابس بيض لإنهم مستحقون (5) من غلب فإنه يلبس ثيابا بيضا ولا أمحو إسمه من سفر ألحياة بل أعترف بإسمه أمام أبي وملائكته (6) من له إذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس.
سرديس: كلمة ساردس تعني البقية. وهي البقية الباقية من ثياتيرة والجماعات التي تراجعت في إيمانها أو التي تفرقت وتحزبت وتشتت جماعات جماعات. فنرى إن سيدها وخالقها وراعيها الذي له أرواح الله السبعة يقول لها, إن لك إسما إنك حي وأنت ميت فإسهر وأعضد البقايا التي أوشكت أن تموت فإني لم أجد أعمالك تامة أمام إلهي. فأذكر كيف نلت وسمعت وأحفظ وتب وإن لم تسهر آتيك كاللص ولا تعلم في أية ساعة أفد إليك.
نعم يقول المسيح لهذه الكنيسة التي أوشكت أن تموت. إسمكم أحياء وأنتم أموات. إسمكم مسيحيون وأنتم متشبهون بالوثنيين. فقسم منكم عقدوا المؤتمرات وزاغوا بألايمان وتنكروا له بإسم العلم والعلماء, فجعلوا من قصة آدم وحواء والطوفان والخطيئة الاصلية قصصا رمزية وليست حقيقية, تنكروا لكل شيء وتكالبوا لإرضاء العلم والعلماء وتركوا الخالق, وقسما آخر نصب مترسة يرجم بها مريم العذراء, وآخر مترسة يرجم بها السبت والاحد والايقونيات والتماثيل, فتتفرقون وتتقاتلون على تحديد مواعيد الاعياد والمناسبات. هذا ينبش أخطاء ذاك, وذاك ينبش أخطاء هذا وذاك. كُلٌ ذهب يصف القشة في عين أخيه ولم يرى الخشبة في عينيه. تفرقتم في كل إتجاه, إلا في شيء واحد يتفق عليه الجميع, فالكل يجمع الاموال والاطيان ويكدس, وكأن المسيح تفرق وتجزاء, وكأن المسيح لم يقل أبداََ بيعوا كل شيء وإتبعوني. وهذا هو حال الكنيسة من زمان نابليون والى وقتنا الحاضر. وهو يشابه زمان الانقسامات بعد مُلك الملك داؤد وسليمان وأيام السبي الى آشور وبابل, حيث يفتك الشيطان بهذا الجزء أو ذاك. ولكن شكراَ لله الذي يقول: إن عندك في سرديس أسماء قليلة من الذين لم يدنسوا ثيابهم وسيسلكون معي في ملابس بيض لانهم مستحقون, ومن غلب يلبس ثيابا بيضاََ ولا أمحو إسمه من سفر الحياة بل أعترف بإسمه أمام أبي وملائكته, نعم هذا معنى سرديس فهناك بقية باقية على الايمان يحز في نفوسها ما آل إليه حال الكنيسة اليوم, وكما أبقي في زمان إيليا بقية حيث يقول الوحي: إني أبقيت لنفسي سبعة الاف, كل ركبة لم تجثُ للبعل (رومية 11 - 4). كذلك الان في هذا الزمان خلصت بقية على حسب إنتخاب النعمة. فكفانا إنقساما وكفانا تخاذلا في الايمان فالديان يأتي كاللص, ولن ينفع في ذلك الوقت العلم والعلماء, ولا حتى إذا وظعتم تحتكم وفوق روؤسكم كل طبقات الارض ومتحجراتها, فقد كتب إني سأُبيد علم العلماء وآخذ الحكماء في مكرهم. فأنهضوا إذن أيديكم المسترخية وركبكم المنحلة واخطوا بأقدامكم خطوات مستقيمة حتى لا يحيد بكم العرج بَل يبراء...........(العبرانيين 12 - 12 / 13).
الرؤيا (3 - 7): واكتب الى ملاك الكنيسة التي في فيلدلفية هذا ما يقوله القدوس الحق الذي له مفتاح داؤد والذي يفتح فلا يغلق أحد ويغلق فلا يفتح أحد .
هنا نسأل ما شكل مفتاح داؤد هذا الذي يتكلم عنه القدوس الحق, ولكي نفهم شكله ووصفه نقرأ في:
هنا نسأل ما شكل مفتاح داؤد هذا الذي يتكلم عنه القدوس الحق, ولكي نفهم شكله ووصفه نقرأ في:
أشعيا (22- 22): واجعل مفتاح بيت داؤد على كتفه يفتح فلا يغلق أحد ويغلق فلا يفتح أحد.
ومن هنا نرى ونفهم بأن هذا المفتاح ليس الا الصليب الذي وضع على كتف السيد المسيح وحمله لإتمام نصره وملكه.
رؤيا (3 - 8): إني عالم باعمالك وهأنذا قد جعلت أمامك باباََ مفتوحا لا يستطع أحد أن يغلقه لآن لك قوة يسيرة وقد حفظت كلمتي ولم تنكر إسمي (9) هأنذا أجعل قوماََ من مجمع الشيطان من الذين يقولون إنهم يهود وليسوا بيهود بل يكذبون هأنذا أجعلهم على أن يأتوا ويسجدوا لدى قدميك فيعلمون إني أحببتك (10) فإنك إذ قد حفظت كلمة صبري فأنا احفظك من ساعة التجربة التي ستأتي على المسكونة بأسرها لتجرب سكان الارض (11) إني آت عن قريب فتمسك بما عندك لئلا يأخذ أحد اكليلك (12) من غلب فإني أجعله عموداََ في هيكل الاهي فلا يعود يخرج وأكتب عليه أسم مدينة الاهي اورشليم السماوية الجديدة النازلة من السماء من عند الاهي وإسمي الجديد (13) من له إذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس.
فيلادلفيا: وتعني كلمة فيلادلفيا أخوية المحبة او المحبة الاخوية, فالقدوس الحق الذي له مفتاح داؤد والذي هو الصليب الذي حمله الفادي على كتفه وسار به الى النصر (كما رأينا في أشعيا 22 -22) يكلم هذه الكنيسة ويقول لها: إن في زمانها ستأتي الضيقة العظيمة (الصليب) وساعة التجربة التي تأتي على المسكونة بأسرها لتجرب سكان الارض وهي قريبة من وقت النهاية ومجيء المسيح الثاني حيث يقول إني آت عن قريب فتمسك بما عندك لئلا يأخذ أحد اكليلك, تشبها بالاكليل الذي أعطي للفادي عندما حمل مفتاح داؤد (صليبه) على كتفه وحقق النصر. فنرى إنه يقول: من غلب أجعله عمودا في هيكل الهي واكتب عليه إسم مدينة الهي اورشليم السماوية واعطيه إسما جديدا, (أي إن في زمان هذه الكنيسة سيتم ختم المؤمنين على جباههم, أي المؤمنين الذين نجوا من الضيقة العظيمة ولم يستشهدوا وهولاء سيختمون على جباههم قبل ضرب الملائكة السبعة بالابواق ليحفضوا من الغضب الاتي).
وفي وقت الضيقة العظيمة وساعة التجربة التي ستأتي على المسكونة بأسرها ستتوحد هذه الكنيسة فتصبح كنيسة أخوية المحبة فتتلاشى الاحزاب والشيع لمجابهة العدو المشترك إبليس والمسيح الكذاب. ويستشهد كثيرون حيث يقول هولاء هم الذين أتوا من الضيقة العظيمة وقد غسلوا حللهم في دم الحمل (رؤيا 7 - 14).
ولقد إبتدأت تباشير هذه الكنيسة تلوح في الافق في أيامنا هذه, ولكن وحدة الكنيسة قلبا وقالباََ لا تتم الا خلال الضيقة العظيمة التي سيجلبها المسيح الدجال على المؤمنين والعالم أجمع. ونرى إن اليهود الذين سوف يتعرضون للضيقة يدركون أخيرا أن الذي جاء أولا ونكروه هو المسيح الفادي الذي طالما إنتظروه, وإنهم قد صلبوا ملكهم وكللوه بالشوك بدل المجد. وهنا يبدأ الندم فيأتون ويخرون ساجدين في هذه الكنيسة وينظموا الى صفوفها. فنرى الفادي يقول: سأحملهم أن يأتوا ويسجدوا لدى قدميك.
ويقول القديس بولس: رومية (11 - 15): إن كان رفضهم هو مصالحة العالم فما يكون قبولهم الآ حياة من بين الاموات.
والرب يقول فإنك قد حفظت كلمة صبري فأنا " أحفظك من ساعة التجربة" وهذا القول هو لإتمام الوعد القائل "كل من يدعوا بأسم الرب يخلص".
ومكانة هذه الكنيسة من مسيرة الايمان والبشارة تمثل وقت إعادة السبي ورجوع اليهود الى اورشليم الارضية أيام زر بابل الذي قام بإعادة بناء الهيكل (هيكل سليمان المتهدم رمزاََ بالكنيسة التي تصدعت وتهدمت) ومن ثم الى الاضطهادات أيام أنطيوكس إيبفانس والذي كانت إضطهاداته لليهود رمزاََ لاضطهادات المسيح الكذاب لكنيسة فيلادلفيا أي رمزاََ للضيقة العظيمة التي ستأتي على المسكونة بأسرها.
الرؤيا (3 -14): واكتب الى ملاك كنيسة اللاذقية (لاودوكية) هذا ما يقوله الامين الشاهد الامين الصادق رأس خلق الله (15) إني عالم باعمالك إنك لست بارداََ ولا حارا وليتك كنت باردا أو حارا (16) ولكن بما إنك فاتر لا حارا ولا باردا فقد أوشكت أن اتقيأك من فمي (17) وبما أنك تقول أنا غني وقد إستغنيت ولا حاجة بي الى شيء ولست تعلم إنك شقي وبائس ومسكين وأعمى وعريان (18) فأنا أشير عليك أن تشتري مني ذهبا مصفى بالنار حتى تستغني وثيابا بيضا حتى تلبس ولا يظهر خزي عريتك وذروراََ تكحل به عينيك حتى تبصر (19) إني كل من أحبه أوبخه وأودبه فكن غيورا وتب (20) هأنذا واقف على الباب أقرع فإن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل اليه وأتعشى معه وهو معي (21) من غلب فإني أوتيه أن يجلس معي على عرشي كما غلبت وجلست مع ابي على عرشه (22) من له إذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس.
لاودوكية (اللاذقية): وتعني شعباََ بريئاََ, فالشاهد الامين رأس خلق الله يقول لهذه الكنيسة إن أعمالها ليست حارة ولا باردة وتتصور إنها تعلم كل شيْ, وإنها غنية ولكن هي لا تعلم شيئاََ, بل هي شقية ومسكينة وعمياء وعريانة, فيقول لها الشاهد الامين إشتري مني ذهبا مصفى بالنار كي تستغني وثيابا بيضاََ حتى تلبس ولا يظهر خزي عريتك وذرورا تكحل به عينيك. ويقول: كل من يفتح ويستجيب فأنا أتعشى معه وهو معي ومن غلب يجلس معي على عرشي. ومكانة هذه الكنيسة من الايمان والكرازة هي مثل كنيسة اليهود من الفريسيين والصدوقيين والكتبة المعاصرين لمجيء المسيح الاول والذين كان مجيء المسيح اليهم بعد ضيقة أيام أنطيوكس إيبفانس بنحو (167) سنة والذين وصفهم المسيح بأنهم عميان قادة عميان (متى ف 15 - 14) والذين تمسكوا بالشكليات حتى عمت بصائرهم ولم يعرفوا رب المجد وهو بينهم عندما كان يدخل ويتعشى مع كل من يفتح الباب ويدعوه ويؤمن, وهكذا حال هذه الكنيسة التي تعاصر مجيء المسيح الثاني عندما يأتي في مجده حيث يأخذ الغالبين (الشعب البريء) الى عرشه وهيكله السماوي في وقت النهاية والختام.
وكنيسة لآودوكية (اللاذقية) هي الكنيسة المتبقية بعد ختم المؤمنين وخطفهم عند البوق السابع والاخير وتستمر الى نهاية الجامات السبعة والنهاية.
أما قول المسيح إشتري مني ثيابا بيضا حتى تلبس ولا يظهر خزي عريتك, فنرى إِنَّهُ لما سقط آدم وحواء في الخطيئة أصبحت عورتيهما رمزاََ للشهوة والنجاسة والخطيئة فقاموا بتغطيتها, فيقول السيد المسيح: إشتروا مني ملابس بيض لتغطوا عوراتكم أي خطاياكم. وهذا هو معنى كلام الملك داؤد حين يقول: طوبى لمن غفرت أثامهم وسترت خطاياهم. أي للمخلصين بدم الفادي المسيح إبن الله المصلوب.
أما قول المسيح إشتري مني ثيابا بيضا حتى تلبس ولا يظهر خزي عريتك, فنرى إِنَّهُ لما سقط آدم وحواء في الخطيئة أصبحت عورتيهما رمزاََ للشهوة والنجاسة والخطيئة فقاموا بتغطيتها, فيقول السيد المسيح: إشتروا مني ملابس بيض لتغطوا عوراتكم أي خطاياكم. وهذا هو معنى كلام الملك داؤد حين يقول: طوبى لمن غفرت أثامهم وسترت خطاياهم. أي للمخلصين بدم الفادي المسيح إبن الله المصلوب.
وههنا ينتهي كل شيء بوعد المسيح " من غلب فإني أوتيه أن يجلس معي على عرشي كما غلبت وجلست مع ابي على عرشه"" وتنتهي الرؤية الاولى الخاصة بالمراحل الكنسية, فلا وجود للكنيسة بعد ذلك لأَنَّ وجود البشرية على الارض قد إِنتهى, لكن يتحول كيانها ليصبح المخلصون هم " شعبُ الله المختار الحقيقي" الذين سيسكنون أورشليم البهاء ليكونوا مع خالقهم وبمعيتِهِ إلى أبدِ الآبدين, ويتمتعوا بألأمجاد والنعَم السماوية, حيثُ لا ألم ولا وجع ولا موت من بعد, بل حياةُُ أبدية بمعية خالقهم الذي فداهم.
وفي الحلقة القادمة سنتكلم عن العرش السماوي واستحقاقات المسيح الفادي ونفسر الفصلين الرابع والخامس, ووبعدها سننتقل إلى تفسير الاختام السبعة الواحد تلو الآخرِ, ولغاية بلوغ نهاية العالم.
اخوكم في الايمان
نوري كريم داؤد
10 / 11 / 2009
نوري كريم داؤد
10 / 11 / 2009
نوري كريم داؤد- عضو مميز
-
عدد الرسائل : 165
الديانة : مسيحي
السٌّمعَة : 1
نقاط : 431
تاريخ التسجيل : 10/07/2009
رد: تفسير رؤيــا يوحـنـا اللاهـوتي - الحـلـقـة الـثـالـثـة
أود ان ارفق مع الموضوع الرمز الذي طلب الله من موسى عملَهُ ووضعهُ في القدس في خيمة الاجتماع , والرمز يمثل الكنائس السبعة والتي هي أفسُسَ و سميرنا ( أزميرَ ) و برغامُسَ و ثياتيرا و ساردسَ و فيلدلفيا و لاودكيةَ (اللاذقية). والتي هيَ من ذهب, وقد طلبَ الله وضع هذا الرمز في القدس المربوط بواسطة الاشظة الذهبية بقدس الاقداس , لأَنَّ القدس الذي هو على الارض يُمثَلَ مكانة هذهِ الكنائس السبعة وهي مربوطة بعري وروابط الهية سماوية بهيكل الله السماوي في اورشليم السماوية وهذا الربط تم بدم الفداء, فداء إبن الله يسوع المسيح.
اخوكم في الايمان
نوري كريم داؤد
نوري كريم داؤد- عضو مميز
-
عدد الرسائل : 165
الديانة : مسيحي
السٌّمعَة : 1
نقاط : 431
تاريخ التسجيل : 10/07/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى