تابع علم اباء الكنيسه
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تابع علم اباء الكنيسه
بسم الهنا الحى
تصنيف كتابات الآباء
أولا حسب تاريخ الكتابة :
يمكن تصنيف كتابات الإباء ، خاصة في القرون الخمسة الأولي ، علي أساس زمني، فيري البعض إن أول مجمع مسكوني (325م) مع تحول الإمبراطورية الرومانية إلي المسيحية يعتبر خطأ فاصلا بين نوعين من الآباء من جهة كتاباته وتراثهم
1- أباء ما قبل نيقية : .يتسم تراثهم بالبساطة الشديدة .
2- أباء ما بعد نيقية .
ثانيا حسب اللغة :
كما يمكن تقسيم كتابات الآباء علي أساس اللغة التي كتبوا بها :
1- أباء يونان ( شرقيون) حيث كتب غالبيه الآباء الشرقيين باللغة اليونانية بجانب كتابات البعض بلغاته القومية كالقبطية والسريانية والأرمنية.
2- أباء لاتين (غربيون)
ثالثا حسب المكان :
ويقسم البعض الكتابات حسب المناطق :
1- كتابات أباء مصر، خاصة مدرسه الاسكندرية وآباء البرية
2- الآباء الأنطاكيون.
3- الآباء الكابدوك.
4- الآباء اللاتين.
كل مجموعه تحمل فكرا خاصا واهتمامات خاصة تنسب الظروف المحيطة بها، لذا جاءت كتابات كل منها إلي حد ما لها طابعها الخاص.
رابعا حسب مادة الكتابة :
أحيانا يقوم التقسيم حسب ماده الكتابه
1- كتابات دفاعيه
2- تفسير الكتاب المقدس
3- عظات ومقالات.
4- رسائل.
5- ليتورجيات كنسية.
6- كتابات شعرية وتسابيح .
7- حوار أو ديالوج
8- نسكيات.
9- قوانين كنسية.
10- كتابات تاريخية.
يميل بعض الدارسين إلي وضع تقسيم يمثل مزجا بين التصنيفات السابقة .
الخط العام للتراث الابائي
يمكننا تقديم التراث الابائي في مراحل خمس مسترشدين في ذلك بالتقسيم الذي اتبعه العالم كواستن Quasten J. بشيء من التعديل
1- بدء الأدب المسيحي الابائي :
يضم هذا القسم
1- كتابات الآباء الرسوليين في القرن الأول وبداية الثاني بكونها بدأ انطلاق للتراث خلال من تتلمذوا على يدي الرسل وسمعوهم
2- بدء القوانين الرسولية والشكل الليتورجي حيث كانت كنيسة العهد الجديد تحتاج إلي هذا النظام لتمارس حياتها التعبدية ووجود دستور لسلوكها.
3- فرزت الكنيسة الكتب الابوكريفا عن الأناجيل وبقيه إسفار العهد الجديد القانونية
4- نظم المسيحيين الأوائل شعرا للتسبيح للتعبير عن مشاعر حبهم لله مخلصهم
5- كتب بعض أبنائها سير الشهداء، فظهرت أول إعمال الشهداء.
6- ظهرت إعمال المدافعين Apologists ، كما ظهرت كتابات الرد علي الهرطقات.
2- كتابات ما بعد ايريناؤس إلي ما قبل مجمع نيقية(325م)
1- إذ كانت الإسكندرية أكبر مركز هيليني فلسفي ، مدرسه الإسكندرية الفلسفية، التزمت الكنيسة منذ عهد القديس مرقس الرسول بإنشاء مدرسه مسيحية قادرة علي مواجهه التيار الهيليني القوي، فظهرت مدرسه الإسكندرية بآبائها الذين لمعت أسماؤهم في الشرق والغرب .
2- ظهر أباء أسيا الصغرى وسوريا وفلسطين، مدرسه إنطاكية التي تبنت التفسير الحرفي للكتاب المقدس كمقابل لمدرسه الإسكندرية التي عرفت بالتفسير الرمزي، كما ظهرت مدرسه قيصرية .
3- بدأ الأدب اللاتيني المسيحي علي يدي مينوسيوس فيلكس وهيبوليتس الروماني ونوفاتيان ولسائر اساقفة روما.
4- من الشخصيات الأفارقة المسيحية ترتليان والقديس كبرياتوس وارنوبيوس ولاكتانتيوس.
3- العصر الذهبي والأباء الشرقيون :
تعتبر فتره ما بين نيقية سنه 325م ومجمع خلقيدون سنه 451م العصر الذهبي للكتابات الابائيه الشرقية.
1- في مصر ظهرت كتابات القديسين البابا الكسندروس الذي واجه اريوس المبتدع، والبابا اثناسيوس الرسولي ، وسيرابيون أسقف تيمي، وديديموس الضرير، والبابا ثاوفيلس، والبابا كيرلس الكبير الخ.
كما ظهرت كتابات مؤسسي الحركة الرهبانية في مصر ( وكتابات الذين جاءوا الي مصر ليمارسوا الحياة الرهبانية ويسجلوا أقوال أباء البرية في مصر) مثل القديس أبينا انطونيوس الكبير وأمونيوس وباخوميوس أب الشركه وهوريسيوس وثيؤدور(تادرس) ومقاريوس المصري واغريس من بنطس وبالاديوس واسيذورس بالبلسم وشنوده باتريب
2- في أسيا الصغرى نجد يوسلبيوس النيقوميدي وثيؤجنيس من نيقيه واوستيرس السوفسطائي ومارسيليوس بأنقره وباسيليوس بأنقره.
3- ظهر أباء الكابدوك العظام مثل القديسين باسيليوس الكبير وغريغوريوس النزينزي وغريغوريوس أسقف نيصص وأمفيلوخيوس اسقف ايقونيم وأوستيروس من أماسي .
4- في أنطا كيه وسوريا أوستاثيوس الأنطاكي وأتيوس الأنطاكي وأونوميسوس من Cyzicus ويوسابيوس القيصري وجلاسيوس القيصري ويوسابيوس من أمسيا.
5- ظهر كيرلس الأورشليمي وأبوليناريوس من لادوكيا وأبيفانيوس أسقف سلاميس وديؤدور الطرسوسي وثيؤودور من المصيصه ويوحنا ذهبي الفم وأكاكيوس من Beroea وانتيخوس من بتللاميس وسيفريان من جباله ومقاريوس ماجنيس وهستخيوس الاورشيليمي ونيلس من أنقره ومرقس الناسك وبروكليس من القسطنطينيه وباسيليوس من سيليكا.
6- ظهر ايضا المؤرخين الكنسيون مثل فيليب Philip Sidetes وسقراط وسوزومين وثيؤدورت اسقف قورش.
4- أباء الغرب في القرنين الرابع والخامس
اشهرهم القديسون هيلاري اسقف بواتييه وامبروسيوس اسقف ميلان هيبو وجيروم ورقينوس ويوحنا وكاسيان.
5- كتابات ما بعد مجمع خلقيدون
إذ عزل مجمع خلقيدون الشرق عن الغرب الي حد ما اهتمت الكنائس اللاخلقيدونيه بالكتابة عن طبيعة السيد المسيح، وقد برز قاده عظماء في ذلك.
يقول ميندورف؛؛
(خلال النصف الثاني من القرن الخامس والنصف الاول من القرن السادس، قد ساد عظماء اللاهوتين (المونوفزيت) علي المسرح وهم تيموثاوس اوليروس وفيلكسينوس اسقف منبج Mabbug ، وعلي وجه الخصوص ساويروس الانطاكي، ولم يكن لدي الخلقيدونيين لاهوتي واحد بارز يقف اماهم )
بعد دخول الحرب مصر وبقيه منطقه الشرق الأوسط تحول اهتمام الكتاب الشرقيين إلي الحوار مع المسلمين وجاءت القرون 11-13 غنية بالتراث المسيحي المصري في ذلك المجال.
إما الكنائس الخلقيدونيه فواجهت مشاكل من أخر مثل محاربه الأيقونات وانبثاق الروح القدس الخ.
1- بدء الأدب المسيحي الابائي :
يضم هذا القسم
1- كتابات الآباء الرسوليين في القرن الأول وبداية الثاني بكونها بدأ انطلاق للتراث خلال من تتلمذوا على يدي الرسل وسمعوهم
2- بدء القوانين الرسولية والشكل الليتورجي حيث كانت كنيسة العهد الجديد تحتاج إلي هذا النظام لتمارس حياتها التعبدية ووجود دستور لسلوكها.
3- فرزت الكنيسة الكتب الابوكريفا عن الأناجيل وبقيه إسفار العهد الجديد القانونية
4- نظم المسيحيين الأوائل شعرا للتسبيح للتعبير عن مشاعر حبهم لله مخلصهم
5- كتب بعض أبنائها سير الشهداء، فظهرت أول إعمال الشهداء.
6- ظهرت إعمال المدافعين Apologists ، كما ظهرت كتابات الرد علي الهرطقات.
2- كتابات ما بعد ايريناؤس إلي ما قبل مجمع نيقية(325م)
1- إذ كانت الإسكندرية أكبر مركز هيليني فلسفي ، مدرسه الإسكندرية الفلسفية، التزمت الكنيسة منذ عهد القديس مرقس الرسول بإنشاء مدرسه مسيحية قادرة علي مواجهه التيار الهيليني القوي، فظهرت مدرسه الإسكندرية بآبائها الذين لمعت أسماؤهم في الشرق والغرب .
2- ظهر أباء أسيا الصغرى وسوريا وفلسطين، مدرسه إنطاكية التي تبنت التفسير الحرفي للكتاب المقدس كمقابل لمدرسه الإسكندرية التي عرفت بالتفسير الرمزي، كما ظهرت مدرسه قيصرية .
3- بدأ الأدب اللاتيني المسيحي علي يدي مينوسيوس فيلكس وهيبوليتس الروماني ونوفاتيان ولسائر اساقفة روما.
4- من الشخصيات الأفارقة المسيحية ترتليان والقديس كبرياتوس وارنوبيوس ولاكتانتيوس.
3- العصر الذهبي والأباء الشرقيون :
تعتبر فتره ما بين نيقية سنه 325م ومجمع خلقيدون سنه 451م العصر الذهبي للكتابات الابائيه الشرقية.
1- في مصر ظهرت كتابات القديسين البابا الكسندروس الذي واجه اريوس المبتدع، والبابا اثناسيوس الرسولي ، وسيرابيون أسقف تيمي، وديديموس الضرير، والبابا ثاوفيلس، والبابا كيرلس الكبير الخ.
كما ظهرت كتابات مؤسسي الحركة الرهبانية في مصر ( وكتابات الذين جاءوا الي مصر ليمارسوا الحياة الرهبانية ويسجلوا أقوال أباء البرية في مصر) مثل القديس أبينا انطونيوس الكبير وأمونيوس وباخوميوس أب الشركه وهوريسيوس وثيؤدور(تادرس) ومقاريوس المصري واغريس من بنطس وبالاديوس واسيذورس بالبلسم وشنوده باتريب
2- في أسيا الصغرى نجد يوسلبيوس النيقوميدي وثيؤجنيس من نيقيه واوستيرس السوفسطائي ومارسيليوس بأنقره وباسيليوس بأنقره.
3- ظهر أباء الكابدوك العظام مثل القديسين باسيليوس الكبير وغريغوريوس النزينزي وغريغوريوس أسقف نيصص وأمفيلوخيوس اسقف ايقونيم وأوستيروس من أماسي .
4- في أنطا كيه وسوريا أوستاثيوس الأنطاكي وأتيوس الأنطاكي وأونوميسوس من Cyzicus ويوسابيوس القيصري وجلاسيوس القيصري ويوسابيوس من أمسيا.
5- ظهر كيرلس الأورشليمي وأبوليناريوس من لادوكيا وأبيفانيوس أسقف سلاميس وديؤدور الطرسوسي وثيؤودور من المصيصه ويوحنا ذهبي الفم وأكاكيوس من Beroea وانتيخوس من بتللاميس وسيفريان من جباله ومقاريوس ماجنيس وهستخيوس الاورشيليمي ونيلس من أنقره ومرقس الناسك وبروكليس من القسطنطينيه وباسيليوس من سيليكا.
6- ظهر ايضا المؤرخين الكنسيون مثل فيليب Philip Sidetes وسقراط وسوزومين وثيؤدورت اسقف قورش.
4- أباء الغرب في القرنين الرابع والخامس
اشهرهم القديسون هيلاري اسقف بواتييه وامبروسيوس اسقف ميلان هيبو وجيروم ورقينوس ويوحنا وكاسيان.
5- كتابات ما بعد مجمع خلقيدون
إذ عزل مجمع خلقيدون الشرق عن الغرب الي حد ما اهتمت الكنائس اللاخلقيدونيه بالكتابة عن طبيعة السيد المسيح، وقد برز قاده عظماء في ذلك.
يقول ميندورف؛؛
(خلال النصف الثاني من القرن الخامس والنصف الاول من القرن السادس، قد ساد عظماء اللاهوتين (المونوفزيت) علي المسرح وهم تيموثاوس اوليروس وفيلكسينوس اسقف منبج Mabbug ، وعلي وجه الخصوص ساويروس الانطاكي، ولم يكن لدي الخلقيدونيين لاهوتي واحد بارز يقف اماهم )
بعد دخول الحرب مصر وبقيه منطقه الشرق الأوسط تحول اهتمام الكتاب الشرقيين إلي الحوار مع المسلمين وجاءت القرون 11-13 غنية بالتراث المسيحي المصري في ذلك المجال.
إما الكنائس الخلقيدونيه فواجهت مشاكل من أخر مثل محاربه الأيقونات وانبثاق الروح القدس الخ.
ابن العذراء- مراقب عام
-
عدد الرسائل : 888
العمر : 34
الدولة : الاسكندريه
الديانة : حب المسيح
السٌّمعَة : 7
نقاط : 7
تاريخ التسجيل : 12/11/2007
بطاقة الشخصية
لقبك: ابن المسيح
تابع علم اباء الكنيسه
بسم الهنا الحى
لغة الآباء ونصوص كتاباتهم
لغة الآباء ونصوص كتاباتهم
عند انتشار المسيحية كانت اللغة اليونانية هي اللغة السائدة في منطقه البحر الأبيض المتوسط، خلال القرون الأولي للإمبراطورية الرومانية.
فقد غزت الثقافة الهيلينية العالم الروماني، حتى يصعب علينا آن نجد بلدا في الغرب لم يستخدم اليونانية في التعامل اليومي. لهذا ننظر إلي اليونانية كلغة أساسيه في كتابات الإباء.
لم يستخدم الآباء اليونانية الفصحى (Classical) التي كان الإغريق يستخدمونها في الكتابة والشعر وتدوين الحوادث التاريخية، وإنما يستخدمون لغة دارجة ( كويني Koine ) والتي أصبحت من سنه 300 ق م حتى سنه 500م اللغة الرسمية للإمبراطورية الرومانية، ولغة الكتاب المقدس، ولغة آباء الكنيسة الأولي، وهي خليط بين الأدب الاثيني الفصيح والعامية.
لكن اليونانية أبطلت في الشرق وحلت القبطية والسريانية والأرمنية، كما أبطلت في الغرب وحل محلها اللاتينية لغة أباء مصر
كان بعض المصريون يفضلون الكتابة باليونانية بجانب المصرية (الديموطيقيه) لاسباب كثيرة نذكر منها :
1- سهوله اليونانية عن الديموطيقيه
2- كانت اليونانية لغة الدولة الرسمية، هذا استلزم تدوين الوثائق بها ، كان كاتبها يعرف اليونانية فيكتبها بنفسه، أو يجهلها فيستخدم كاتبا لهذا الغرض.
3- من الطبيعي كان الأهالي يقتبسون الكثير من لغة الحكام، حتى في تعاملهم اليومي .
4- كانت اليونانية هي لغة المتعلمين في الدول الكبرى .
5- كانت اليونانية هي لغة الكنيسة والمجامع الكنسية.
نبتت فكره تدوين اللغة المصرية بحروف يونانية مع الاستعانة ببعض الحروف الديموطيقيه، فخرجت اللغة القبطية كأخر تطورات اللغة المصرية (الفرعونية)، وفي القرن الثاني قام العلامة بثينوس بترجمة الكتاب المقدس إلي القبطية بمساعده تلاميذه وعلي رأسهم القديس اكليمنضس الاسكندري.
وترجمت جميع المؤلفات المصرية إلي القبطية قبل القرن الخامس الميلادي .
ويلاحظ إن الأقباط لحرصهم علي حفظ المعني اللاهوتي لبعض المصطلحات استبقوها باليونانية حني عند كتابتهم بالقبطية.
ويقول warrll أن القبطي يستنكف ترجمه المصطلحات اللاهوتية.
وإذ جاءت اللغة العربية بدأت تحل محل اللغة القبطية فقضت عليها، ثم عادت القبطية في الازدهار في القرن الثامن. وأخذت الكتابة القبطية منذ القرن الثاني عشر تظهر في نهرين بالقبطية والعربية .
وفي القرن السادس عشر انطفأ نور استعمالها كلغة للتكلم في الوجه البحري، وبقيت حتى القرن السابع عشر لغة التكلم في الوجه القبطي .
في القرن الثالث عشر صارت اللغة العربية هي اللغة السائدة في المؤلفات اللاهوتية والكنسية القبطية .
يجدر بنا أن نذكر في هذا المجال آن الآباء الرهبان القبط عرفوا بالتقوى وإنكار الذات، فمالوا إلي الحياة أكثر من تدوينها، وجاء الكثير من أقوالهم الرهبانية عن طريق الوافدين إليهم من الشرق والغرب بلغات متعددة كاليونانية واللاتينية والسريانية.
ابن العذراء- مراقب عام
-
عدد الرسائل : 888
العمر : 34
الدولة : الاسكندريه
الديانة : حب المسيح
السٌّمعَة : 7
نقاط : 7
تاريخ التسجيل : 12/11/2007
بطاقة الشخصية
لقبك: ابن المسيح
تابع علم اباء الكنيسه
تاريخ علم الباترولوجي
أول من استخدم كلمه patrologia اللاهوتي اللوثري john Gerhard من رجال القرن السابع عشر كعنوان لعمله الذي نشره عام 1653، إلا إن فكره نشر أقوال الإباء تمتد إلي القرون الأولي عينها ويمكننا- إن جاز لنا ذلك - إن نقسم تاريخ عليم الباترولوجي إلي عده مراحل وان كانت هذه المراحل ليست محدده تماما:
1- بدء ظهور المسيحيه :
كانت أقوال الإباء في هذه الفترة تمثل نصيبا من التقليد الكنسي يتقبله كل جيل ويودعه لدي جيل أخر . وهكذا انتشرت أقوال الإباء لا لغرض دراسي ولا كهدف في ذاتها وإنما كوديعة تحمل داخلها إيمان الكنيسة الحي
لكن كيف حفظ هذا العصر اقوال الاباء وقام بنشرها ؟
1- أقوال الإباء وكتاباتهم يكونها جزءا لا يتجزأ من وديعة الأيمان التي يتسلمها جيل لكي يسلمها لجيل أخر بغير انحراف ونستطيع إن ندرك حرص أباء الكنيسة الأولي علي ذلك من قول القديس غريغوريس اسقف نيصص
( يليق بنا إن نحفظ التقليد الذي تسلمناه بالتتابع من الإباء ثابتا بغير تغير)
وقول القديس كيرلس السكندري ( إنني محب التعليم الصحيح مقتفيا أثار أبائي الروحية )
2- كان البعض يشغف بتسجيل عظات إبائهم وجاءت هذه العظات كتفاسير وشروح للكتب المقدسة أو لعلاج مواضيع روحيه أو عقائدية الخ. مثل عظات القديس يوحنا ذهبي الفم وعظات القديس اغسطينوسس
3- امتدت التلمذة - خاصة في مصر - فاحتضنت الكثير من رجال الشرق والغرب
فقد وفد إلي مصر كثير من القادة يتتلمذون علي أيدي متوحدي مصر أو داخل الأديرة أو بمدرسه الإسكندرية ويدونون أقوال الإباء وسيرهم وأفكارهم ويترجمونها بلغاتهم من يونانية وسريانية ولاتينية .
نذكر علي سيبل المثال القديس يوحنا كاسيان ( حوالي 360 - 435م ) الذي تتلمذ علي أباء مصر العظام وسجل خبراتهم في كتابين مشهورين؛؛ المناظرات conferences مع أباء البرية، وقد جعله بندكت كتاب القراءة اليومية للرهبان الخاضعين له ، والمؤسسات او الدساتير institutions حيث عالج قوانين الرهبنة وناقش كيفيه نصره الراهب في الحر الروحية.....
كما جاء المؤرخ ألرهباني المشهور بالاديوس (حوالي365-425م) إلي مصر يتعرف علي حياه نساكها والتقي بالقديس ديديموس الضرير مدير مدرسه الإسكندرية اللاهوتية أكثر من مره ، وسجل لنا الكثير من التراث الرهباني في كتابه (التاريخ اللوزياكي) أو ( فردوس الاباء)
وسجل لنا روفينوس rufinus ( حوالي345-410م ) في كتابه تاريخ الرهبنه ( في مصر) هستوريا موناخوم ( احاديث عن اباء مصر الرهبان) وقد زار مصر عام 372م والتقي بالقديسة ميلانيا الكبيره وزار رهبان البرية . درس لعده سنوات في مصر، متتلمذا علي يد القديس ديديموس الضرير .
هذا وقد جذبت مدرسه الاسكندرية الكثير من قاده الكنيسة في العالم فجاءوا إليها أو نقلوا إليهم تراثها يتتلمذون عليه
وبلغ شغف اوسابيوس اسقف قرسيل (بايطاليا) بكتابات اوريجينوس انه لم يري فلسفه حقيقية في غيرها .
4- حفظ تراث الإباء عن طريق حركات الترجمة المستمرة خاصة من اليونانية إلي اللاتينية أو السريانية أو الإثيوبية .
5- خرج الكثير من الرهبان ومديرو مدرسه الإسكندرية إلي العالم بروح الكرازة أو تأسيس أديره في الخارج حاملين معهم بعضا من تراثنا
2- ظهور مؤرخين كنسيين :
يعتبر يوسابيوس القيصري (حوالي260- 340) ابا لعلم الباترولوجي ومؤسسا لفكر الإباء وكتاباتهم،حيث أشار في كتابه (التاريخ الكنسي ecclesiastical history) الذي نشر عام 326م ......
(هذا هو هدفي إن اكتب تقريرا عن خلافات الرسل القديسين .......وان أشير إلي أولئك الذين في كل جيل نادوا بالكلمة الإلهية سواء شفاها او كتابه )
لقد خلق هذا الكتاب (المؤرخين الكنسيين) في الشرق والغرب ، اذ حاول كثيرون تكمله هذا العمل
.نذكر منهم سقراط Socrates سوزومين sozomen وثيؤدرت theodert الذين جاءت أعمالهم متقاربة إلي حد ما ، لكنهم تجاهلوا الكنيسة الغربية اللهم إلا فيها يخص علاقتها بالكنيسة الشرقية.
وفي الغرب قام روفينوس rufinus بترجمة يوسابيوس إلي اللاتينية، وأضاف إليه بعض الإحداث حتي عصر ثيؤدوسيوس الكبير عام 392
2- ظهور كتاب (مشاهير الرجال)
جمعه القديس جيروم في السنة الرابعة عشر من حكم ثيؤدوسيوس ، إي عام 293م لطلب صديقه dekter. حيث أراد بعمله هذا ان يرد علي صيلسس celsus وبروفري porphyry ويوليان juluan وغيرهم من الوثنين في اتهاماتهم المستمرة بان المسيحيين قليلو الذكاء،فسجل جيروم الكتاب الذين يعتز بهم الأدب المسيحي ( حتي عام 379م ) في 135 فصلا ، حيث بدا بالعصر الرسولي وانتهي بنفسه في السنة التي وضع فيها هذا العمل ، مقدما في كل فصل عرضا لسيره الكاتب وتقييما لإعماله .
ويلاحظ في هذا الكتاب De Viris Ilhustribus
أ-اعتمد القديس جيروم في الثمانية والسبعين فصلا الأولي علي تاريخ يوسابيوس اعتمادا كبيرا. وقدد ردد نفس أخطائه، وبهذا يعتبر عمله مصدرا أساسيا في المؤلفات الكنسية الاولي ، إذ هو المصدر الوحيد الذي بين أيدينا – إلي الآن- عن بعض الكتاب القدامى مثل مارقيوس فيلكس ونوفاتيان وترتليان وغيرهم.
ب-في مقدته حدد جيروم مجال عمله وهو (اولئك الذين كتبوا عن الكتاب المقدس) لكنه اذا بدأ عمله شمل الكتاب في الامور اللاهوتيه
ج- ما ان نشره حتي عبر القديس اغسطينوس عن اسفه ان جيروم لم يفصل بين الكتاب الارثوزكسي والهراطقه . فقد حمل بين المؤلفين اسماء الهراطقه مثل تاتيان tatian وبريسكيليان priscilian و basdesanes والاريوسي المتطرف اونوميوس وفلاسفه وثنين مثل سينيكا Seneca ويهوذا مثل فيلون الاسكندري ويوسيفوس
د- لم يقم جيروم بهذا العمل لاغراض علميه بل لتحقيق اغراض عمليه ، لهذا قدم تعريفا مختصرا عن بعض الكتاب غير المعروفين ، وفي نفس الوقت جاءت كتاباته مقضبه جدا وتافهه بالنسبه لبعض الكتاب المشهورين مثل القديسين اثناسيوس الرسولي وباسيليوس القيصري وكبريانوس وغريغوريوس اسقف نيصص وابيفانيوس وامبروسيوس.
ه- تجاهل جيروم كتابات اغسطينوس التي ظهرت في ذلك الوقت ، ولعل سر هذا اختلافهما في بعض وجهات النظر .
بقي كتاب جيروم خلال اكثر من الف عام موضوع اعتبار مؤرخي المؤلفات المسيحيه الاولي في الغرب، ناظرين اليه كأسس لكل دراستهم، مشتاقين الي تكميل هذا العلم، فقد قام prosper Aquitanus صديق اغسطينوس بتكمله عمل جيروم حتي عام 449م.
الا ان عمل جيروم بقي مقترنا بالتكمله التي قام بها جيناديوس gennadius ، وهو كاهن مرسيليا (تنيح عام 496) الذي اتبع نفس الروح في كتابته،
ويلاحظ عليه ؛؛
أ- عمل ضئيل وغير منظم، فعمله ككل يعتبر اقل اهميه من عمل جيروم .
ب - شمل عمله 99 فصلا حتي استمر الي عام 495م،خاتما كتابه بفصل اخر عن كتاباته هو .
ج- كان جيناديوس نصف بيلاجي، وقد ظهر ذلك في انطباعاته علي وصفه وتعليقاته بصوره او اخري،ومع ذلك فانه يعتبر رجلا واسع الاطلاع .
قام بعد جيناديوس كثيرون يقدمون اعمالا تحمل ذات المنهج، نذكر منهم ايسينورس Isidore of Serville (تنيح علم 636) الذي اعطي اهتماما خاصا للكتاب الاسبان ، والاسقف Ildephonsus of Toledo (تنيح عام 667).
وفي اواخر القرن الحادي عشر واوائل القرن الثاني عشر قام مؤرخ سير الاباء البندكي Sigebert of Gembloux ببلجيكيا بمحاوله جديده لتقديم المؤلفات المسيحيه بصوره معاصره لزمانه .
وفي عام 1122م قام هونوريوس Honorius Ausgusodunnum بعمل مشابه تحت اسم
(الكنيسه المنيره Luminaaribus Ecclesaia )
وحوالي عام 1494م امدنا الاب ترثيموس John Trithemius بسير 963م من الاباء والكتاب مع تفصيل لكتاباته، منهم من غير لاهوتين. وقد تقبل معلوماته عن الاباء الاولين من جيروم وجينادوس.
كان ترثيموس ابا لدير بندكتي في Sponheim، حصل علي شهره فائقه اذ جمع مكتبه من حوالي 2000 مجلدا، وكان بعض النبلاء يزورونه لقراءه الاباء اليونان واللاتين .وقد احتضن الشماس Myraus هذا العمل وهذبه . ثم جاء بعد ذلك الكاردينال R.Bellarmine الذي اعطي اهتماما خاصا للادب الكنسي القديم بطريقه عمليه.
هذا عن الغرب ،
اما بالنسبه للشرق فقد قام البطريرك فوتيس photius بطريرك القسطنطينيه الذي تنيح عام 891 م بعمل مماثل تحت عنوان photil Bibliotheca يمتاز بالدقة كما يحوي إعمال بعض المؤلفين الوثنين.
اما في الكنيسه القبطيه قام بعض المؤرخين مثل يوحنا القيوسي وغيره، كما اهتم الاقباط بنسخ كتابات الاولين......
وفي القرن الخامس عشر قام في القسطنطينيه نسيفورس كالستي بن كالستوس يلخص الاعمال السابقه لاسلافه ويضع تاريخا للكنيسه منذ نشاتها حتي عام 911م. استخدم كتابات يوسابيوس واضاف سير بعض الرهبان ، وقد عبر عبورا سريعا في حديثه عن الكنيسه اللاتينيه بعد القرن الخامس الميلادي .
مرحله علميه جديده :
انطلقت مرحله جديده في علم الباترولوجي في القرنين السادس عشر والسابع عشر بظهور أول تجمعات للمؤلفات الكنسية القديمه ونشرها في طبعات ممتازة.
وجاء القرن التاسع عشر بفيض من الاكتشافات الجديدة في نصوص الإباء الشرقيين، وبدأ ظهور إحساس بضروره وجود طبعات مدروسة ومضبوطة علميا.وقد افتتحت اكاديمات فيينا وبرلين هذا العمل بطبع مجموعات محكمه للآباء الشرقيين والغربيين .
كما قام الدارسون الفرنسيون بنشر طبعات لأعظم مجموعتين للمؤلفات المسيحية الكنسية الشرقية، وأنشأت كثير من جامعات الغرب كراسي خاصة بعلم الباترولوجي. وكان من ثمر هذا كله انه بدأ يظهر في كنيسة الغرب،في القرن العشرين اتجاها لدراسة فكر الإباء ومفاهيمهم واصطلاحاته وعقائدهم.
نصيبنا في علم الباترولوجي
يتطلع الغربيين إلي كنيسة مصر وكرسي الاسكندرية كينبوع حي يفيض علي العالم المسيحي بالكثير من التراث الابائي، نصوصا وروحا.
ففي أخر العصور الوسطي وبداية العصر الحديث حمل علماء الغرب كنوز أديرتنا إلي متاحفهم وجامعاته، وصارت ماده أساسيه في قيام علم الباترولوجي .
والي اليوم لا تزال مخطوطات مصر وأوراق البردي المصرية تفتح أفاقا جديدة في علم الباترولوجي ، إننا نشكر مصر الذي قدمت لنا الكثير من أوراق البردي تحمل إلينا مقالات كنا مجرد نسمع عنها في كتابات القديس ايريناؤس وغيره.
وقد ختم حديثه عن تاريخ علم الباترولوجي بقوله
(علاوة علي هذا فان أوراق البردي المصرية المكتشفة حديثا قد أعادت للدارسين إعمال ابائيه مفقودة)
يتحدث الأب Jungmann في كتابه The Early Liturgy عن بركات رمال مصر في الكشف عن الليتورجيات والكتابات الابائيه القديمة.
بقي لنا إن ندرك أن كنيسة الإسكندرية - حسب شهاده الغرب ذاته- لا تزال تحيا بالروح الابائيه الاصيله ، تستطيع أن تنفع بالأبحاث العلمية التي قام بها الغرب في هذا المجال، يكونها دعوه لاسترجاع الكنيسة في المسكونة كلها إلي فكرها الأول.
ظهور(علم الباترولوجي) وانتشار كتابات الآباء ما هو في الحقيقة ألا نوعا من (الحركة الأرثوذكسية) في بيئة غير أرثوذكسية تحتاج منها إلي الاهتمام بها والانتفاع منها بطريقه روحيه كرازيه.
كانت أقوال الإباء في هذه الفترة تمثل نصيبا من التقليد الكنسي يتقبله كل جيل ويودعه لدي جيل أخر . وهكذا انتشرت أقوال الإباء لا لغرض دراسي ولا كهدف في ذاتها وإنما كوديعة تحمل داخلها إيمان الكنيسة الحي
لكن كيف حفظ هذا العصر اقوال الاباء وقام بنشرها ؟
1- أقوال الإباء وكتاباتهم يكونها جزءا لا يتجزأ من وديعة الأيمان التي يتسلمها جيل لكي يسلمها لجيل أخر بغير انحراف ونستطيع إن ندرك حرص أباء الكنيسة الأولي علي ذلك من قول القديس غريغوريس اسقف نيصص
( يليق بنا إن نحفظ التقليد الذي تسلمناه بالتتابع من الإباء ثابتا بغير تغير)
وقول القديس كيرلس السكندري ( إنني محب التعليم الصحيح مقتفيا أثار أبائي الروحية )
2- كان البعض يشغف بتسجيل عظات إبائهم وجاءت هذه العظات كتفاسير وشروح للكتب المقدسة أو لعلاج مواضيع روحيه أو عقائدية الخ. مثل عظات القديس يوحنا ذهبي الفم وعظات القديس اغسطينوسس
3- امتدت التلمذة - خاصة في مصر - فاحتضنت الكثير من رجال الشرق والغرب
فقد وفد إلي مصر كثير من القادة يتتلمذون علي أيدي متوحدي مصر أو داخل الأديرة أو بمدرسه الإسكندرية ويدونون أقوال الإباء وسيرهم وأفكارهم ويترجمونها بلغاتهم من يونانية وسريانية ولاتينية .
نذكر علي سيبل المثال القديس يوحنا كاسيان ( حوالي 360 - 435م ) الذي تتلمذ علي أباء مصر العظام وسجل خبراتهم في كتابين مشهورين؛؛ المناظرات conferences مع أباء البرية، وقد جعله بندكت كتاب القراءة اليومية للرهبان الخاضعين له ، والمؤسسات او الدساتير institutions حيث عالج قوانين الرهبنة وناقش كيفيه نصره الراهب في الحر الروحية.....
كما جاء المؤرخ ألرهباني المشهور بالاديوس (حوالي365-425م) إلي مصر يتعرف علي حياه نساكها والتقي بالقديس ديديموس الضرير مدير مدرسه الإسكندرية اللاهوتية أكثر من مره ، وسجل لنا الكثير من التراث الرهباني في كتابه (التاريخ اللوزياكي) أو ( فردوس الاباء)
وسجل لنا روفينوس rufinus ( حوالي345-410م ) في كتابه تاريخ الرهبنه ( في مصر) هستوريا موناخوم ( احاديث عن اباء مصر الرهبان) وقد زار مصر عام 372م والتقي بالقديسة ميلانيا الكبيره وزار رهبان البرية . درس لعده سنوات في مصر، متتلمذا علي يد القديس ديديموس الضرير .
هذا وقد جذبت مدرسه الاسكندرية الكثير من قاده الكنيسة في العالم فجاءوا إليها أو نقلوا إليهم تراثها يتتلمذون عليه
وبلغ شغف اوسابيوس اسقف قرسيل (بايطاليا) بكتابات اوريجينوس انه لم يري فلسفه حقيقية في غيرها .
4- حفظ تراث الإباء عن طريق حركات الترجمة المستمرة خاصة من اليونانية إلي اللاتينية أو السريانية أو الإثيوبية .
5- خرج الكثير من الرهبان ومديرو مدرسه الإسكندرية إلي العالم بروح الكرازة أو تأسيس أديره في الخارج حاملين معهم بعضا من تراثنا
2- ظهور مؤرخين كنسيين :
يعتبر يوسابيوس القيصري (حوالي260- 340) ابا لعلم الباترولوجي ومؤسسا لفكر الإباء وكتاباتهم،حيث أشار في كتابه (التاريخ الكنسي ecclesiastical history) الذي نشر عام 326م ......
(هذا هو هدفي إن اكتب تقريرا عن خلافات الرسل القديسين .......وان أشير إلي أولئك الذين في كل جيل نادوا بالكلمة الإلهية سواء شفاها او كتابه )
لقد خلق هذا الكتاب (المؤرخين الكنسيين) في الشرق والغرب ، اذ حاول كثيرون تكمله هذا العمل
.نذكر منهم سقراط Socrates سوزومين sozomen وثيؤدرت theodert الذين جاءت أعمالهم متقاربة إلي حد ما ، لكنهم تجاهلوا الكنيسة الغربية اللهم إلا فيها يخص علاقتها بالكنيسة الشرقية.
وفي الغرب قام روفينوس rufinus بترجمة يوسابيوس إلي اللاتينية، وأضاف إليه بعض الإحداث حتي عصر ثيؤدوسيوس الكبير عام 392
2- ظهور كتاب (مشاهير الرجال)
جمعه القديس جيروم في السنة الرابعة عشر من حكم ثيؤدوسيوس ، إي عام 293م لطلب صديقه dekter. حيث أراد بعمله هذا ان يرد علي صيلسس celsus وبروفري porphyry ويوليان juluan وغيرهم من الوثنين في اتهاماتهم المستمرة بان المسيحيين قليلو الذكاء،فسجل جيروم الكتاب الذين يعتز بهم الأدب المسيحي ( حتي عام 379م ) في 135 فصلا ، حيث بدا بالعصر الرسولي وانتهي بنفسه في السنة التي وضع فيها هذا العمل ، مقدما في كل فصل عرضا لسيره الكاتب وتقييما لإعماله .
ويلاحظ في هذا الكتاب De Viris Ilhustribus
أ-اعتمد القديس جيروم في الثمانية والسبعين فصلا الأولي علي تاريخ يوسابيوس اعتمادا كبيرا. وقدد ردد نفس أخطائه، وبهذا يعتبر عمله مصدرا أساسيا في المؤلفات الكنسية الاولي ، إذ هو المصدر الوحيد الذي بين أيدينا – إلي الآن- عن بعض الكتاب القدامى مثل مارقيوس فيلكس ونوفاتيان وترتليان وغيرهم.
ب-في مقدته حدد جيروم مجال عمله وهو (اولئك الذين كتبوا عن الكتاب المقدس) لكنه اذا بدأ عمله شمل الكتاب في الامور اللاهوتيه
ج- ما ان نشره حتي عبر القديس اغسطينوس عن اسفه ان جيروم لم يفصل بين الكتاب الارثوزكسي والهراطقه . فقد حمل بين المؤلفين اسماء الهراطقه مثل تاتيان tatian وبريسكيليان priscilian و basdesanes والاريوسي المتطرف اونوميوس وفلاسفه وثنين مثل سينيكا Seneca ويهوذا مثل فيلون الاسكندري ويوسيفوس
د- لم يقم جيروم بهذا العمل لاغراض علميه بل لتحقيق اغراض عمليه ، لهذا قدم تعريفا مختصرا عن بعض الكتاب غير المعروفين ، وفي نفس الوقت جاءت كتاباته مقضبه جدا وتافهه بالنسبه لبعض الكتاب المشهورين مثل القديسين اثناسيوس الرسولي وباسيليوس القيصري وكبريانوس وغريغوريوس اسقف نيصص وابيفانيوس وامبروسيوس.
ه- تجاهل جيروم كتابات اغسطينوس التي ظهرت في ذلك الوقت ، ولعل سر هذا اختلافهما في بعض وجهات النظر .
بقي كتاب جيروم خلال اكثر من الف عام موضوع اعتبار مؤرخي المؤلفات المسيحيه الاولي في الغرب، ناظرين اليه كأسس لكل دراستهم، مشتاقين الي تكميل هذا العلم، فقد قام prosper Aquitanus صديق اغسطينوس بتكمله عمل جيروم حتي عام 449م.
الا ان عمل جيروم بقي مقترنا بالتكمله التي قام بها جيناديوس gennadius ، وهو كاهن مرسيليا (تنيح عام 496) الذي اتبع نفس الروح في كتابته،
ويلاحظ عليه ؛؛
أ- عمل ضئيل وغير منظم، فعمله ككل يعتبر اقل اهميه من عمل جيروم .
ب - شمل عمله 99 فصلا حتي استمر الي عام 495م،خاتما كتابه بفصل اخر عن كتاباته هو .
ج- كان جيناديوس نصف بيلاجي، وقد ظهر ذلك في انطباعاته علي وصفه وتعليقاته بصوره او اخري،ومع ذلك فانه يعتبر رجلا واسع الاطلاع .
قام بعد جيناديوس كثيرون يقدمون اعمالا تحمل ذات المنهج، نذكر منهم ايسينورس Isidore of Serville (تنيح علم 636) الذي اعطي اهتماما خاصا للكتاب الاسبان ، والاسقف Ildephonsus of Toledo (تنيح عام 667).
وفي اواخر القرن الحادي عشر واوائل القرن الثاني عشر قام مؤرخ سير الاباء البندكي Sigebert of Gembloux ببلجيكيا بمحاوله جديده لتقديم المؤلفات المسيحيه بصوره معاصره لزمانه .
وفي عام 1122م قام هونوريوس Honorius Ausgusodunnum بعمل مشابه تحت اسم
(الكنيسه المنيره Luminaaribus Ecclesaia )
وحوالي عام 1494م امدنا الاب ترثيموس John Trithemius بسير 963م من الاباء والكتاب مع تفصيل لكتاباته، منهم من غير لاهوتين. وقد تقبل معلوماته عن الاباء الاولين من جيروم وجينادوس.
كان ترثيموس ابا لدير بندكتي في Sponheim، حصل علي شهره فائقه اذ جمع مكتبه من حوالي 2000 مجلدا، وكان بعض النبلاء يزورونه لقراءه الاباء اليونان واللاتين .وقد احتضن الشماس Myraus هذا العمل وهذبه . ثم جاء بعد ذلك الكاردينال R.Bellarmine الذي اعطي اهتماما خاصا للادب الكنسي القديم بطريقه عمليه.
هذا عن الغرب ،
اما بالنسبه للشرق فقد قام البطريرك فوتيس photius بطريرك القسطنطينيه الذي تنيح عام 891 م بعمل مماثل تحت عنوان photil Bibliotheca يمتاز بالدقة كما يحوي إعمال بعض المؤلفين الوثنين.
اما في الكنيسه القبطيه قام بعض المؤرخين مثل يوحنا القيوسي وغيره، كما اهتم الاقباط بنسخ كتابات الاولين......
وفي القرن الخامس عشر قام في القسطنطينيه نسيفورس كالستي بن كالستوس يلخص الاعمال السابقه لاسلافه ويضع تاريخا للكنيسه منذ نشاتها حتي عام 911م. استخدم كتابات يوسابيوس واضاف سير بعض الرهبان ، وقد عبر عبورا سريعا في حديثه عن الكنيسه اللاتينيه بعد القرن الخامس الميلادي .
مرحله علميه جديده :
انطلقت مرحله جديده في علم الباترولوجي في القرنين السادس عشر والسابع عشر بظهور أول تجمعات للمؤلفات الكنسية القديمه ونشرها في طبعات ممتازة.
وجاء القرن التاسع عشر بفيض من الاكتشافات الجديدة في نصوص الإباء الشرقيين، وبدأ ظهور إحساس بضروره وجود طبعات مدروسة ومضبوطة علميا.وقد افتتحت اكاديمات فيينا وبرلين هذا العمل بطبع مجموعات محكمه للآباء الشرقيين والغربيين .
كما قام الدارسون الفرنسيون بنشر طبعات لأعظم مجموعتين للمؤلفات المسيحية الكنسية الشرقية، وأنشأت كثير من جامعات الغرب كراسي خاصة بعلم الباترولوجي. وكان من ثمر هذا كله انه بدأ يظهر في كنيسة الغرب،في القرن العشرين اتجاها لدراسة فكر الإباء ومفاهيمهم واصطلاحاته وعقائدهم.
نصيبنا في علم الباترولوجي
يتطلع الغربيين إلي كنيسة مصر وكرسي الاسكندرية كينبوع حي يفيض علي العالم المسيحي بالكثير من التراث الابائي، نصوصا وروحا.
ففي أخر العصور الوسطي وبداية العصر الحديث حمل علماء الغرب كنوز أديرتنا إلي متاحفهم وجامعاته، وصارت ماده أساسيه في قيام علم الباترولوجي .
والي اليوم لا تزال مخطوطات مصر وأوراق البردي المصرية تفتح أفاقا جديدة في علم الباترولوجي ، إننا نشكر مصر الذي قدمت لنا الكثير من أوراق البردي تحمل إلينا مقالات كنا مجرد نسمع عنها في كتابات القديس ايريناؤس وغيره.
وقد ختم حديثه عن تاريخ علم الباترولوجي بقوله
(علاوة علي هذا فان أوراق البردي المصرية المكتشفة حديثا قد أعادت للدارسين إعمال ابائيه مفقودة)
يتحدث الأب Jungmann في كتابه The Early Liturgy عن بركات رمال مصر في الكشف عن الليتورجيات والكتابات الابائيه القديمة.
بقي لنا إن ندرك أن كنيسة الإسكندرية - حسب شهاده الغرب ذاته- لا تزال تحيا بالروح الابائيه الاصيله ، تستطيع أن تنفع بالأبحاث العلمية التي قام بها الغرب في هذا المجال، يكونها دعوه لاسترجاع الكنيسة في المسكونة كلها إلي فكرها الأول.
ظهور(علم الباترولوجي) وانتشار كتابات الآباء ما هو في الحقيقة ألا نوعا من (الحركة الأرثوذكسية) في بيئة غير أرثوذكسية تحتاج منها إلي الاهتمام بها والانتفاع منها بطريقه روحيه كرازيه.
ابن العذراء- مراقب عام
-
عدد الرسائل : 888
العمر : 34
الدولة : الاسكندريه
الديانة : حب المسيح
السٌّمعَة : 7
نقاط : 7
تاريخ التسجيل : 12/11/2007
بطاقة الشخصية
لقبك: ابن المسيح
رد: تابع علم اباء الكنيسه
موضوع جميل جدا
ميرسى
ميرسى
mahyبنت يسوع
-
عدد الرسائل : 2288
العمر : 43
الدولة : مصر
الديانة : مسيحية
شفيعي :
السٌّمعَة : 33
نقاط : 33
تاريخ التسجيل : 24/10/2007
بطاقة الشخصية
لقبك: بحبك يا يسوع000
رد: تابع علم اباء الكنيسه
معلومات مهمه جدا
بس صعبه قوى
بس صعبه قوى
veansea- بنت الملك يسوع
-
عدد الرسائل : 987
العمر : 36
الدولة : مصر
الديانة : افتخر بمسيحى
السٌّمعَة : 3
نقاط : 3
تاريخ التسجيل : 01/11/2007
بطاقة الشخصية
لقبك: اختار لقبك وحط وسام لك
رد: تابع علم اباء الكنيسه
هايل ومهم بس صعب
ربنا يبارك خدمتك الصعبة دى
ربنا يبارك خدمتك الصعبة دى
veansea- بنت الملك يسوع
-
عدد الرسائل : 987
العمر : 36
الدولة : مصر
الديانة : افتخر بمسيحى
السٌّمعَة : 3
نقاط : 3
تاريخ التسجيل : 01/11/2007
بطاقة الشخصية
لقبك: اختار لقبك وحط وسام لك
veansea- بنت الملك يسوع
-
عدد الرسائل : 987
العمر : 36
الدولة : مصر
الديانة : افتخر بمسيحى
السٌّمعَة : 3
نقاط : 3
تاريخ التسجيل : 01/11/2007
بطاقة الشخصية
لقبك: اختار لقبك وحط وسام لك
رد: تابع علم اباء الكنيسه
عظيم ربنا يعوض تعب محبتك
مينا
مينا
Min@Offside- عضو مبارك
-
عدد الرسائل : 377
العمر : 38
الدولة : قبطى
الديانة : مسيحى
مزاجي :
السٌّمعَة : 2
نقاط : 2
تاريخ التسجيل : 20/01/2008
بطاقة الشخصية
لقبك: اختار لقبك وحط وسام لك
رد: تابع علم اباء الكنيسه
شكرا قووووى ليك
meriبنت يسوع
-
عدد الرسائل : 2152
العمر : 39
الدولة : مصر
الديانة : مسيحية
مزاجي :
شفيعي :
السٌّمعَة : 20
نقاط : 30
تاريخ التسجيل : 17/10/2007
بطاقة الشخصية
لقبك: اختار لقبك وحط وسام لك
مواضيع مماثلة
» (((اقوال اباء)))
» القداس الالهي للمتنيح الانبا بنيامين اشترك في القداس القمص
» تاريخ الكنيسه القبطيه
» محاوله اختصاب فتاه بعد خروجها من الكنيسه
» صورة ظهور القديس ابانوب عند هيكل الكنيسه
» القداس الالهي للمتنيح الانبا بنيامين اشترك في القداس القمص
» تاريخ الكنيسه القبطيه
» محاوله اختصاب فتاه بعد خروجها من الكنيسه
» صورة ظهور القديس ابانوب عند هيكل الكنيسه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى