كلمه معك للقس منيس عبد النور
صفحة 1 من اصل 1
كلمه معك للقس منيس عبد النور
كلمة معك
للقس منيس عبد النور
يقول
المرنم في المزمور الثامن الثلاثين إن المصاعب تقود إلي
التوبة.وهذا المزمور هو أحد مزامير التوبة السبعة,(هي
مزامير6, 32, 38, 51, 102, 130, 143).ويقول في الآيات15-22إن:
1-مصاعبه
زادته صبرا للرب وانتظارا له:لأني لك يارب صبرت.أنت
تستجيب يارب إلهي.لأني قلت:لئلا يشمتوا بي.عندما زلت
قدمي تعظموا علي,لأني موشك أن أظلع(أعرج)ووجعي مقابلي
دائما(آيات15-17).كان صبره عامرا بالأمل والانتظارولكني
أراقب الرب أصبر لإله خلاصي.يسمعني إلهي(مي7:7).لم
يجد في نفسه قدرة,ولم ينتظر الناس لئلا يشمتوا به
ويقولون إن الرب فارقه,فدفعته شماتة العدو علي
الصلاة.ثم أنه كان موشكا أن يظلع لأنه صدم صدمة
قوية في رجله جعلت الألم ينغص عليه حياته,وكان كل
يوم يجيئه بمشكلة جديدة.لكنه في وسط هذه كلها صبر
للرب وانتظره,واثقا في الاستجابة,واستودع نفسه بين يدي
خالقه,وبصبره استطاع أن يقتني نفسه(لو21:19)عالما أن
الله سيختار الوقت المناسب لإنقاذه.
2-دفعته مصاعبه ليعترف بآثامه:لأنني أخبر بإثمي وأغتم من خطيتي(آية1:KJK:.يعترف
المرنم أن خطيته هي سبب معاناته,وإن اعترفنا بخطايانا
فهو أمين وعادل,حتي يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل
إثم(1يو1:9).الله أمين في حبه وفي وعوده بالغفران
للتائبين,كما أنه عادل لأنه تقاضي أجرة خطيتنا في
صليب المسيح.فإن ألقينا خطايانا علي المسيح ننال
الغفران,لأن الله لا يتقاضي أجرة الخطية مرتين,ولا
توجد خطية لا تغفر إن جئنا إلي الله بتوبة
وانكسار.قلت أعترف للرب بذنبي,وأنت رفعت آثام
خطيتي(مز32:5).
3-دفعته مصاعبه ليتبع الصلاح:وأما
أعدائي فأحياء,عظموا.والذين يبغضونني ظلما كثروا
والمجازون عن الخير بشر يقاومونني لأجل اتباعي
الصلاح(آيتا19, 20).المؤمن الحقيقي الذي يصبر للرب ويعترف
ينال المغفرة,فيفعل الصلاح مهما كانت الصعوبة.انتظر
الرب واصبر له(مز37:7)والذين يعترفون بالخطية لا
يستمرون في خطيتهم,ولكنهم يديرون ظهورهم لها ويصنعون
الصلاح,قائلين:بدل محبتي يخاصمونني.أما أنا
فصلاة(مز109:4).فإن كنا ثابتين في الرب ثبوت الغصن في
الكرمة,لابد أن ننتج الصلاح كنتيجة طبيعية لثبوتنا
فيه.كان أعداء داود أحياء,عيونهم مفتوحة عليه,بل
زادوا وعظموا.ومع أنه فعل معهم الخير إلا أنهم جازوه
بالشركما كان قايين من الشرير وذبح أخاه ولماذا
ذبحه؟لأن أعماله كانت شريرة وأعمال أخيه
بارة(1يو3:12)أما فاعل الصلاح فيفعله من أجل الرب,ومن
الرب ينال الجزاء(كو3:24).
4-دفعته مصاعبه للصلاة:لا
تتركني يارب.يا إلهي لا تبعد عني أسرع إلي معونتي
يارب يا خلاصي(آيتا21, 22).الرب نفسه هو خلاص
المرنم,فيختم مزموره بصلاة طلب المعونة من
الرب,خلاصه.إن سلمته نفسك وجعلته سيد حياتك,تخلص من
الخطية التي تتعبك,ومن البشر الذين يضايقونك.ولا يستطيع
المؤمن أن يعيش حياة مستقلة عن الله,لأنه يحيا حياة
الاعتماد المستمر عليه.من الرب يأخذ حكمته,ويستمد
قوته,وينال قداسته,فيدعو الرب:يا إلهي لا تبعد
عني.ولا يمكن أن الله يبتعد,ولا أن يتوقف عن
الحب.لكن الخطية هي التي تفصل الإنسان عن الله وتجعله
يظن أن الله ابتعد عنه.ولكن السؤال الهام هو:من منا
غير مكانه؟!هل غير الله موقعه من المؤمن؟أو هل غير
المؤمن موقعه من الله!دعونا نرجع إلي الله تائبين,فهو
لا يتركنا ولا يبعد عنا,بل يسرع إلي مغفرة خطايانا
وإعادة الصلة بيننا وبينه,وإنقاذنا من كل ما
يضايقنا.اقبل المسيح ربا لحياتك,تجد الغفران والاطمئنان.
ونبدأ
في هذا المقال تأملا في المزمور التاسع والثلاثين,وهو
مزمور لداود,يكمل مزمور38,كما يرتبط بمزمور62(قارن38:13,
14مع 39:2, 9 و38:15مع39:7و38:16مع39:8و38:1-3, 11 مع39:10,
11)والأغلب أن ملحنه هو إمام المغنين يدوثون الذي يحمل
اسما آخر هو إيثان(1أي15:17-19).وهو من عائلة مراري
من سبط لاوي,ومعني اسمهمسبح.ويبدو أن الترتيل كان في
دم أفراد هذه العائلة,ومنها آساف وهيمان,وقد كلفهم
داود بالإشراف علي التسبيح في الهيكل(2أي35:15).ولا
نعرف المناسبة التي كتب فيها داود هذا المزمور,لكن لا
بد أنها كانت وقت شكوك ومشاكل مؤلمة عبر فيها داود
عن مشاعر حزنه.تري هل أصابه مرض أشرف فيه علي
الموت؟..وقد كان مؤمنو العهد القديم يعتقدون أن المرض
علامة علي غضب الله,وأن الموت يعطل اتصالهم
بالله...أو تري هل مات صديق له؟أو هل وقع عليه
اضطهاد شديد؟...نحن لا نعلم.لكن المصبية كانت قاسية
عليه,ولم يقدر أن يري فيها صلاحا ولا حكمة,فلجأ إلي
الصلاة يشكو أمره لله.وخاف أن يسمع الأشرار شكواه
فيهزأون بعبادة الله,كما خاف أن يعيروه أن إلهه لا
يسمعه,فقرر في ألمه الشديد أن يسكت,وهذا ما قاله في
الآيات الثلاث الأولي.ولكنه لم يقدر أن يستمر ساكتا
فاشتكي(آيات4-6).وملأ قلبه الأمل(آيات7-9)فصلي واستراحت
نفسه(آيات10-13).
صمت في ألمه,وهو
1-سكوت
الحكيم:قلت اتحفظ لسبيلي من الخطأ بلساني.أحفظ لفمي
كمامة فيما الشرير مقابلي(آية1).قرر داود أن يتحمل
النكبات بسكوت حتي لا يخطئ,وضبط لسانه لئلا يمسك
الأشرار كلماته عليه ويعيروه بها ويجدفوا علي إلهه,كما
قال آساف:حقا قد زكيت قلبي
باطلا,وغسلت(باطلا)بالنقاوة يدي(مز73:13).ولكن آساف
استدرك فقال:لو قلت أحدث هكذا,لغدرت بجيل
بنيك(مز73:15)لأنه عرف أن جيلا جديدا سيأتي,يقتبس
كلمات ضعفه في وقت ألمه علي أنها قوانين
وشرائع,ويقولون:عبادة الله باطلة,كما اقتبسوا كلماته من
قبل وهو يمجد الله.
لقد وضع داود لفمه كمامة
ليسكت.وهناك سكوت المجبر,وسكوت الجاهل الذي لا يدري
ماذا يقول,وسكوت السياسي الذي يزن الأمور بميزان
المصالح,وهناك سكوت الحكيم.وسكوت المرنم هنا هو سكوت
العاقل الحكيم,لأنه لو تكلم قد يخطئ,وتختلط الأمور
عليه وعلي سامعيه,ويضل ويضلل,ويحسب كلامه عليه,ولا
يقدر أن يسترد ما خرج من فمه.وقد يسبب كلامه عثرة
للآخرين.فمن الحكمة أن يسكت.تعود الأشرار أن يسمعوا
داود يرنم للرب,فإن تكلم ضد إلهه يعطي الأشرار فرصة
الكلام ضد الله.وإن كان أحد لا يعثر فذاك رجل
كامل(يع3:2).
فلنحترس قبل أن نعلن شكوكنا
وشكوانا,فنحن لا ندرك كل مقاصد الله من آلامنا.وعندما
يمضي وقت الألم,ويجئ وقت التعلم,سندرك فضل الله
وصلاحه ومحبته.عندها سنندم علي كل كلمة باطلة نكون قد
قلناها!
2-سكوت المتألم:صمت صمتا.سكت عن الخير
فتحرك وجعي,حمي قلبي في جوفي.عند لهجي اشتعلت
النار.تكلمت بلساني(آيتا2, 3).عندما يصاب الإنسان بتجربة
ويتكلم عنها يفرج عن نفسه ويستريح,أما صمته فمؤلم
للغاية.ويأمرنا الرب:لا تخرج كلمة ردية من أفواهكم,بل
كل ما كان صالحا للبنيان,حسب الحاجة,كي يعطي نعمة
للسامعين(أف4:29).فيجب أن نصمت عن الردئ,ولكن أن
نتكلم بالصالح .ولقد صمت داود فلم يقل خيرا ولا شرا
لأن عواطفه كانت مضطربة,فزاده سكوته ألما حتي لم يعد
يحتمل,فحمي قلبه من شكواه المكبوتة,وأخيرا لم يستطع
السكوت فتكلم.لم يكن عنده شئ يقوله في صالح
الله,لكن الشكوي في داخله اشتعلت كالنار.
غير أنه لم يقدر أن يستمر صامتا,فتكلم.وهذا ما سنتأمله في المقال القادم إن شاء الرب
مارو- عضوvip
-
عدد الرسائل : 799
العمر : 44
الدولة : القاهرة
الديانة : مسيحية
شفيعي :
السٌّمعَة : 6
نقاط : 12
تاريخ التسجيل : 23/01/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى