منتدي الطريق الي الخلاص
اهلا بيكم في منتدي الطريق الي الخلاص
اذا كنت عضو يسعدنا دخولك واذا كنت زائر نتشرفب تسجيلك للانضمام الينا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي الطريق الي الخلاص
اهلا بيكم في منتدي الطريق الي الخلاص
اذا كنت عضو يسعدنا دخولك واذا كنت زائر نتشرفب تسجيلك للانضمام الينا
منتدي الطريق الي الخلاص
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رد نيافة الانبا بيشوى على اسئلة الأستاذ حسين خالد الحسين

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

رد نيافة الانبا بيشوى على اسئلة الأستاذ حسين خالد الحسين Empty رد نيافة الانبا بيشوى على اسئلة الأستاذ حسين خالد الحسين

مُساهمة من طرف admin الأربعاء مارس 05, 2008 5:43 pm

الرد على بعض الأسئلة التشكيكية
الموجهة ضد العقيدة المسيحية
لنيافة الأنبا بيشوى

[size=21]وصلنا ستون سؤالاً عن طريق البريد الإلكترونى من الأستاذ حسين خالد الحسين، وسوف نُجيب على أسئلته، لأنه أرسل لنا أسئلة فيجب علينا الإجابة عليها. وفى الرد على هذه الأسئلة لن نتعرض لديانة أخرى لأنه ليس من أساليبنا مهاجمة الآخرين أو التجريح فى عقائدهم، لكن هذه الأسئلة تخص عقيدتنا فمن حقنا أن نُجيب عن طريق البريد الإلكترونى أو الإنترنيت أو الفضائيات، بدل من أن يتم تشكيك أولادنا فى عقيدتهم المسيحية.

كل هذه الأسئلة تقريباً حول العقيدة والكتاب المقدس. وقد قام بتقسيمها لمجموعات:

• المجموعة الأولى: لم يُطلق عليها إسم لكنها عن العقيدة.
• المجموعة الثانية: عن الخلاص.
• المجموعة الثالثة: عن الروح القدس.
• المجموعة الرابعة: عن مُهمة يسوع.
• المجموعة الخامسة: عن القيامة.
• المجموعة السادسة: عن الكتاب المقدس.
• المجموعة السابعة: عن التناقضات.
وكذلك نُشر على الإنترنيت الكثير من الهجوم على العقيدة المسيحية وخاصة على الكتاب المقدس.

مقدمة مجموعة الأسئلة الأولى:
طبقاً لمعظم المسيحيين، فإن السيد المسيح كان الإله المتجسد رجلاً كامل وإلهاً كامل. هل المحدود واللامحدود يمكن أن يكونا شيئاً واحداً؟ فإنه لكى يكون "إلهاً كامل" فلابد إنه متحرر من كل الأشكال المحدودة ومن العجز، ولكى يكون "رجلاً كامل" يعنى عدم وجود طبيعة لاهوتية له...

والسؤال بطريقة أخرى: كيف يقول المسيحيون أن الله غير محدود وأن لاهوت المسيح غير محدود وأن ناسوته محدود وقد اتحدا معاً، فكيف يتحد المحدود بغير المحدود ليكونا معاً واحداً هو المسيح؟

النقطة الأولى: تكوين الإنسان من جسد وروح

ألست أنت روحاً وجسداً تكونان كياناً واحداً وتقول وتقرأ وتعتز بما ورد فى نصوص لديك مثل [ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون]؟ أنت تقول كيف يجتمع العجز مع عدم العجز؟ وأنا أرد بالسؤال التالى: كيف اجتمع الكيان القابل للموت (الجسد) مع الغير قابل للموت (الروح) فى تكوين الطبيعة البشرية؟ كيف اتحد غير المائت وهو الروح مع المائت وهو الجسد وكونا إنساناً واحداً؟ كيف هذا؟ وأنت تعترف بذلك فى نصوص أنت تعتز بها.
إن الإنسان مائت بحسب الجسد ولكن غير مائت بحسب الروح. وهكذا السيد المسيح كان مائتاً بحسب ناسوته وغير مائت بحسب لاهوته. كان متألماً بحسب الجسد وغير متألم بحسب اللاهوت. بل أكثر من ذلك، كان قابلاً للموت بحسب الجسد وغير قابل للموت بحسب روحه الإنسانى، وليس فقط بحسب اللاهوت، لأن روحه الإنسانى يقول عنه معلمنا بطرس الرسول "الْمَسِيحَ... مُمَاتاً فِي الْجَسَدِ وَلَكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ، الَّذِي فِيهِ أَيْضاً ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ" (1بط 18:3). نلاحظ عبارة "الَّذِي فِيهِ أَيْضاً ذَهَبَ" أى فى الروح الإنسانى المحدود، ذهب من فوق الصليب إلى الجحيم. ولكن كيف ذهب؟ إن لاهوته لا يتحرك وهو مالئ الوجود كله، فحينما يقول "الَّذِي فِيهِ أَيْضاً ذَهَبَ" يقصد أنه من خلال حركة روحه الإنسانى عندما قال "يَا أَبَتَاهُ فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي" (لو 23 :46) تحرك هذا الروح كما من منصة إطلاق لصاروخ متعدد المراحل فذهب إلى العالم الآخر بروحه الإنسانى المتحد باللاهوت فدمر الجحيم وأخرج المسبيين الذين رقدوا على الرجاء. فمن أجل إيفاء الدين الذى علينا كان لازماً أن يقبل الموت بحسب الجسد ولكن كما قلنا " مُمَاتاً فِي الْجَسَدِ وَلَكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ".
إن جوهر القضية هو لكى تكون أنت كإنسان روحاً غير مائت [أحياء عند ربهم يرزقون]، يلزم، بحسب النظرية التى تنادى بها، أن لا يكون لك جسد قابل للموت. فأنت تقول لكى يكون إله لا ينفع أن يكون له جسد له أشكال المحدودية والعجز. أنت أيضاً بحسب هذه النظرية لا ينفع أن يكون لك جسد من الممكن أن يموت طالما روحك لا تموت. لكن فى الطبيعة البشرية اجتمع روح لا يموت مع جسد يموت وكونا طبيعة واحدة هى الطبيعة البشرية، وإنسان واحد هو أنت. ما نقصده هنا ليس هو الموت الروحى الذى هو البعد عن الله والانفصال عنه، إنما الموت الذى يعنى التحلل والفناء. فالجسد يتحلل ويعود إلى التراب أما الروح فلا تتحلل.

النقطة الثانية: الفرق بين الحقيقة والمادة

إن السيد المسيح هو الله الكلمة. هذه حقيقة، والحقيقة يمكن إعلانها، فإذا أعلنت لمليون شخص أو أعلنت لألف شخص أو لثلاث أشخاص فهى نفس الحقيقة، لا تزيد ولا تنقص حسب عدد السامعين، لأنها حقيقة وليست مادة.
الموجات الكهرومغناطيسية مثلاً فى التليفزيون تتجزأ لأنها مادة، ومياه المحيط تتجزأ لأنها أيضاً مادة.... أما الجوهر الإلهى فهو جوهر روحى غير متجزئ. إنها حقيقة، والحقيقة هى الحقيقة، تبقى على مر الأجيال وفى كل الأزمان لا تتغير، فهى فوق الزمان وأيضاً فوق المكان.
مثلاً لو أعلنت الآن حقيقة معينة، فمن الممكن أن البعض يفهمون هذه الحقيقة والبعض الآخر لا يفهمها. والبعض يقبلها، والبعض يحبها، وآخرون قد يتحدون بها. يفهمها البعض ولا يقبلها، ويفهمها البعض الآخر ويقبلها ولكن لا يتحد بها، لأنها لم تغيّر حياتهم. هناك شخص يسمع عظة تغيّر حياته، وتحوله بالنعمة من خاطئ إلى قديس، فى هذه الحالة نقول أنه قد حدث اتحاد بقوة الكلمة الممسوحة بالنعمة بالروح القدس. والابن نفسه يسمى كلمة الله.
مثال توضيحى: إذا وضعت زيت أو حبر على ورق فإن جزء من الورق أو مساحة معينة منه تمتص السائل أو تتحد به، أما باقى الأجزاء التى لم تمتصه فيمكننى فصلها وفى هذه الحالة تتجزأ الورقة، فيصير جزء منها داخل الاتحاد والجزء الآخر خارج الاتحاد. أما الجوهر الإلهى فهو ليس مادة يمكننى تجزئتها أو لصقها.

النقطة الثالثة: الجوهر الإلهى روحى، غير متجزئ، ديناميكى
إن الجوهر الإلهى غير مادى وهو روح لا يتجزأ. كما أن الجوهر الإلهى فيه ديناميكية، وهو ليس محدود بمكان. لو كان ستاتيكياً ساكناً لكان ينطبق عليه ما قلناه على الورقة التى امتصت السائل، أى لابد أن تكون هناك تجزئة حتى يمكن لجزء من الجوهر الإلهى أن يتحد بالناسوت. لكن الجوهر الإلهى ديناميكياً وليس ساكناً. وكأنك تلف داخل دائرة فلا تصل لنهاية هذه الدائرة لأنها دائرة ليس لها بداية أو نهاية.
والديناميكية تجعل الجوهر الإلهى لا يمكن أن ينحصر فى مكان معين. لكن متى يفهم الناس ديناميكية الجوهر الإلهى؟ يفهمونها بالاتحاد بالناسوت أو الكلمة، لأن الجوهر الإلهى غير متجزئ وهو روح وليس جسداً، أما الكلمة فمن الممكن أن تتجزأ.
مثال توضيحى: إذا قلت أنا طماع، هذه حقيقة وأنت عرفتها، ما الفرق إذا عرفها ألف شخص أو ألفين. هى حقيقة والحقيقة لا تزيد ولا تنقص بحسب استقبال السامعين.
إن الإبن هو كلمة حب نطق بها الآب فى سمع البشرية حينما تجسد لأن الكتاب يقول "الْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً" (يو 1: 14).
مثال: شخص لديه فكرة وهى أنه يحب شخص آخر، فكتب ذلك فى ورقة بحبر، هنا الكلمة أو الفكرة أصبحت متجسدة. لكن هل محدودية الكلمة التى على الورقة لها دخل بحجم هذا الحب؟ لا دخل على الإطلاق؛ لأن هذه حقيقة. ولو أن هذه الحقيقة تجسدت بحبر وورق محدود لصار حجمها هائلاً جداً. لذلك يقول الكتاب "وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً" (يو 1: 14).

النقطة الرابعة: هل المحدود واللامحدود يمكن أن يكونا شيئاً واحداً؟
لو أنك ترانى الآن على شاشة التليفزيون أو فى وقت لاحق على أحد القنوات الفضائية فإن إرسال القنوات الفضائية يملأ مساحة ضخمة جداً فقناةCNN ترسل للعالم كله حول الكرة الأرضية، بمعنى أن هناك شئ من اللامحدودية نسبياً. ولكن حينما يستقبل هذا الإرسال تليفزيون معين فى منزل معين، سوف يظهر الإرسال فى هذا الجهاز بكل قوة الصوت والألوان والتعبير، ولكن هل معنى هذا أننا جمعنا كل الإرسال المالئ الكرة الأرضية الخاص بـCNN ووضعناه فى جهاز تليفزيون واحد؟! هنا اجتمع اللامحدود مع المحدود لتحقيق هدف معين هو أن تسمع أنت نشرة الأخبار مثلاً، أو أن تستفيد من الإجابة التى نقولها.
كيف يجتمع اللامحدود مع المحدود هو شئ نحيا فيه ليلاً ونهاراً فى أيامنا هذه. ثم أنه كما قلنا إننا لا نجمع الإرسال كله ونضعه فى جهاز واحد، والإرسال حر فى العالم كله ولم يقيد بهذا الجهاز. ونقول عن السيد المسيح "فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيّاً" (كو 2: 9). هل معنى الآية إننا لممنا كل اللاهوت ووضعناه فى جسد يسوع؟ إطلاقاً لم يحدث ذلك! لكن "كل ملء اللاهوت" المقصود بها اللاهوت بكل قوته.
سوف أضطر هنا إلى أن أرجع إلى دراستى فى كلية الهندسة لأجيب هذا المنطق وأوضح القضية. خط الإرسال Transmission line الآتى من السد العالى، أو خطوط الضغط العالى الآتى من أسوان إلى الأسكندرية فرق الجهد فيها هو نصف مليون فولت، وإلا استهلكت الكهرباء فى الخطوط من أسوان إلى الأسكندرية. فلو أرسلت على 220 فولت تستهلك فى الطريق، فلابد أن ترسل بضغط عالى ثم نعملstep down transformers تهبط به من 50 ألف إلى 220 ألف فى الوجه البحرى ثم إلى 11 ألف على أكشاك كهرباء الضغط العالى فى المدن ثم تتحول إلى 380 للثلاثة فاز و220 فولت للفاز الواحد. لو أحضرنا سلك رفيع عند أسيوط أو المنيا وقمنا بتوصيله بطريقة فنية إلى منزل فإننا سوف نجد الضغط فيه هو 500 ألف فولت أيضاً، ولو اقترب منه أحد بدون الوقاية اللازمة وبدون عازل لن يصعق فقط إنما يتحول إلى بخار. مع أنه سلك واحد، من خط ممتد من أسوان إلى القاهرة. لكن فى كل نقطة من هذا الخط سوف نجد كل ملء القوة الصاعقة. أى أن سلك فيه عشر ملى من كهرباء السد العالى إذا أمسكته بيدك سوف يقتلك، لأنه نصف مليون فولت. ليست غلاظة السلك هى المهمة بل القدرة التى فيه. بينما من الممكن أن تمسك سلكاً غليظاً جداً، مثل سلك بطارية السيارة، لكن لأنه 12 فولت فقط فلا يضرك فى شئ.
ففى جسد يسوع المحدود نجد كل ملء اللاهوت. فلو لمس الأبرص بيديه يشفى لأن قدرته الإلهية غير المحدودة هى التى تعمل للشفاء، مع أن اللمسة كانت فى مجال المحدودية التى لتواضع المسيح. ولكن لأن "فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيّاً" (كو 2: 9)، فإن كل قدرة اللاهوت سارية فى السيد المسيح.
وليس فقط لمسة يديه، ولكن مجرد صوته القائل "لِعَازَرُ هَلُمَّ خَارِجاً" (يو 11: 43) يخرج لعازر من القبر والنتن بعد أن مكث أربعة أيام فى القبر، ويحضر روحه من الهاوية من أسفل الجحيم، فيخرج مربوطاً بالأكفان، فيقول لهم "حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ" (يو 11: 44)، لأنه هو القادر أن يعيد الإنسانية إلى الحياة. هى مجرد ذبذبات صوت فى الهواء، لكن مفعولها ليس قاصراً على كونها ذبذبات.
هذا هو ملء اللاهوت، إن كل القدرة الإلهية كائنة فى جسد يسوع لكن لم يحّد الله ولاهوته فى هذا الجسد. ونحن نقول فى القداس الإلهى أن لاهوته اتحد بناسوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير. وبعد التجسد استمر اللاهوت غير محدود واستمر الناسوت محدوداً، استمر اللاهوت غير مائت، والناسوت قابل للموت. ولذلك قال القديس أثناسيوس الرسولى بابا الأسكندرية العشرون: [أنه لعجيب بالحقيقة أنه هو الذى تألم مع أنه لم يتألم. تألم لأن جسده الخاص تألم؛ ولم يتألم لأن الكلمة بما أنه بالطبيعة هو الله، فهو غير قابل للألم].
مثال توضيحى: لو صفعنى شخص على وجهى فهل يقع الضرب على روحى أم على جسدى فقط؟ ولكن روحى متحد بالجسد. ولو طعننى بخنجر فى كتفى هل تخرق روحى أم جسدى؟ وأنت تقول فى نص لديك [ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتاً عند ربهم بل أحياء يرزقون] معنى هذا أن الروح لا تقتل. والسيد المسيح قال "لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلَكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا" (مت10: 28) قال أيضاً "أَنَا إِلَهُ إِبْراهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ. لَيْسَ اللَّهُ إِلَهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلَهُ أَحْيَاءٍ" (مت22: 32). فنحن لا نختلف فى أن الإنسان إذا قتل جسداً فروحه لا يقتل، وإذا تألم بالجسد فروحه يمكن أن يكون فى حالة فرح. إذا كنت لا تفهم هذه النقطة يمكنك قراءة سير شهداؤنا وكم كانوا فى قمة الفرح وهم يذوقون ألواناً من العذاب حتى الموت. يكون الشهيد متألماً بالجسد لكن فرحاً بالروح كما يقول بولس الرسول "كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِماً فَرِحُونَ" (2كو6 :10)، ويقول أيضاً "اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ وَأَقُولُ أَيْضاً افْرَحُوا" (فى 4: 4).
مثال آخر: لو وقعت أشعة الشمس على قطعة كريستال ألا تتألق قطعة الكريستال؟ هذا مع أن أشعة الشمس فى العالم كله، ولكن إذا تألقت قطعة الكريستال أنقول لها لماذا تألقت؟ فكيف تسأل كيف يجتمع المحدود بغير المحدود.
هناك مثال آخر يعمله الأطفال فى المدارس: لو أحضرنا عدسة وقمنا بتركيز أشعة الشمس على طرف ورقة سوف تجد طرف هذه الورقة يحترق.

النقطة الخامسة: الله غير منزه عن التجسد بلا خطية
العليقة المشتعلة بالنار وهى موجودة فى نص لديك [هل أتاك حديث موسى أنه رأى نار فقال لقومه أنى رأيت ناراً لعلى أتيكم منى بقبس لتصتلوا. فلما دنا ناداه موسى يا موسى أنا ربك أخلع نعليك أنت فى الوادى المقدس طوى]. أى أن موسى رأى الله فى العليقة المشتعلة كما ورد لديك فى سورة النمل وطه والقصص، وقد ورد ظهور الله لموسى فى العليقة فى الكتاب المقدس فى سفر الخروج الأصحاح الثالث وفى سفر أعمال الرسل الأصحاح السابع. ولما رأى موسى النار قال له [أنا ربك] كما قال الله فى سفر الخروج "أَنَا إِلَهُ أَبِيكَ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ" (خر 3: 6). وبالتأكيد أن الذى ظهر لموسى فى العليقة هو السيد المسيح الابن الوحيد، فما قولك يا أستاذ حسين عن هذا الظهور؟
فإذا كان الله غير منزه عن الظهور لأنه قادر على كل شئ، فلماذا يكون منزهاً عن التجسد بلا خطية، بلا خطية. إذا كان قادراً أن يظهر فهو قادر على كل شئ، وهو قادر أن يتجسد لكى يفدينا. ولماذا ننكر أنه من الممكن أن يظهر لهذا يقول معلمنا بولس الرسول يقول "وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَسِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ" (1تى3 :16)؟ أيهما أرقى وأفضل أن يظهر فى صورة نار لا ينتفع منها إلا رمزاً، (لأن العليقة التى لم تتحرق هى رمز لاتحاد اللاهوت بالناسوت) أم يظهر فى الجسد لكى يفدينا ويحمل خطايانا بخلاص مدفوع الثمن؟
أهم نقطة فى الإجابة على هذا السؤال هو أن الكلمة حقيقة لا تتجزأ وقوتها لا تتوقف على استيعاب السامعين. والكلمة قوته فى الحقيقة التى يحملها. والكلمة فى لا محدوديتها يمكن أن تتحد بمن هو قادر أن يستقبلها ويفهمها ويتحد بها. بدليل إن شخص يمكن أن يسمع عظة تغيّر كل حياته لأنه اتحد بمفعول الكلمة، لكن هل تجزأت هذه الكلمة؟ كلمات العظة التى قبلت تبقى حقيقة على مدى الأجيال ولو قرأها أحد مثل رسائل بولس الرسول التى تظل توبِّخ الخطاة جيلاً بعد جيل، لأنها حقيقة وليست مادة. فالحقيقة غير المادية لا تتجزأ، حتى ولو اتحدت. وليس لها حجم ولا وزن ولا مساحة، وهى بكل قوتها كائنة فى كل مكان، يسمعها الشخص فى مصر يسمعها من فى اليابان فيكون لها نفس التأثير .

إجابة مركزة مختصرة:
الجوهر الإلهى هو جوهر روحى وليس جوهر مادى، فهو لا يتجزأ حينما يتحد بالناسوت. كما أن الجوهر الإلهى ليس جوهر ساكن، لكنه جوهر ديناميكى، فيه الحب وفيه الحياة وفيه كل ما هو ديناميكى. ولذلك أيضاً فهو لا ينحصر فى مكان، وهو "غير محوى" كما نقول فى القداس الغريغورى.
ولكى نفهم كيف يتحد اللامحدود بالمحدود بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير، ولكى نفهم معنى أن المسيح "فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيّاً" (كو 2: 9)، فإننا ينبغى أن نفكر بالكلمة حينما يعلن الحق مثلاً. فإن الحق لا يتجزأ. قد يقبله البعض وقد يرفضه البعض، لكن الحق لا يتأثر فى كل زمان ومكان. وإذا اتحد الحق بعقل من العقول فإنه يجعله عقلاً نيراً ومقدساً، ولكن هذا لايؤدى إلى انحصار الحق أو إلى تجزئته. ولأن المسيح قال عن نفسه إنه هو الحق فهو يقصد أنه هو الحق الإلهى.
إن المشكلة فى أن يظهر الحق فى جسد، مثلما ظهر فى جسد السيد المسيح، ولهذا نقول أن "اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ" (1تى 3: 16). إن حقيقة الله أنه قد أحبنا "هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ" (يو 3: 16) والسيد المسيح "إِذْ كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى" (يو13: 1) و"لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا" (يو 15: 13).
إن حقيقة الصليب قد هزت كل كيان البشرية، بل لقد مزقت التاريخ. وهذه الحقيقة التى أعلنت بالصليب هى حقيقة حب الله، الذى تعانق مع حقيقة عدالته، لإعلان قداسته الكاملة كرافض للشر والخطية.
وهل ينكر أحد أن المسيح هو الحق الذى اقتحم ضمير البشرية، ولهذا قال معلمنا يوحنا الرسول "وَنَعْلَمُ أَنَّ ابْنَ اللهِ قَدْ جَاءَ وَأَعْطَانَا بَصِيرَةً لِنَعْرِفَ الْحَقَّ. وَنَحْنُ فِي الْحَقِّ فِي ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. هَذَا هُوَ الإِلَهُ الْحَقُّ وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (1يو 5: 20).
إذا أعلنت حقيقة فإنها تبقى على مر الأجيال وتسمع بها جميع الأمم ومهما زاد عدد السامعون فإنها لا تنقص ولا تتجزأ. هكذا تجسد الكلمة دون أن يتجزأ فى حقيقته الإلهية. وكلمة الله الآب تتذخر فيه كل كنوز الحكمة والمعرفة والعلم (انظر كو 2: 3). فهل نستنكر على الآب أن يعلن الحق الذى فيه لكى يبعث فينا السلام؟ فقد كلمنا فى إبنه.
وإذا كان الله قادر على كل شئ فإنه قادر أن يظهر، فلم يكن ظهوره موسى تجزئة للامحدوديته. وأيضاً هو قادر أن يتجسد، وليس تجسده متنافياً مع لامحدودية لاهوته، بل إن عدم قدرته على التجسد هو الذى يتعارض مع قدرته اللامحدودة على كل شئ.
أهم نقطة فى إجابة هذا السؤال هو أن الحقيقة لا تتجزأ حينما تُعلَن، حينما تستوعب، وحينما يتحد بها العقل فإنها لن تتجزأ أيضاً. لأن بها ديناميكية الوجود، فهى ليست ستاتيكية. وهى تستطيع أن تسرى من عقل إلى عقل، وتبعث من فكر إلى فكر لأنها حقيقة. من يسمعها ويستوعبها يستطيع أن ينقلها إلى غيره، فلا يستطيع أحد أن يحد الحقيقة، ولا أن يجزئها. وحتى لو اتحدت بعقل فهى تبقى فوق مستوى محدودية العقل. مثل حقيقة حب الله: حتى لو أدت بنا إلى أنه نقلنا من الظلمة إلى النور لكن تبقى كما نقول فى القداس الإلهى: "عال فوق كل قوة النطق هو غنى مواهبك يا سيدنا".

admin
admin

ابن الملك


ابن الملك

ذكر
عدد الرسائل : 3206
الدولة : مبارك شعبي مصر
الديانة : مسيحي بحب ربنا
احترامك للقوانين : رد نيافة الانبا بيشوى على اسئلة الأستاذ حسين خالد الحسين 111010
مزاجي : رد نيافة الانبا بيشوى على اسئلة الأستاذ حسين خالد الحسين Bookwo11
شفيعي : رد نيافة الانبا بيشوى على اسئلة الأستاذ حسين خالد الحسين Stmary520kp4
السٌّمعَة : 210
نقاط : 1354
تاريخ التسجيل : 05/10/2007

بطاقة الشخصية
لقبك: ابن الملك

https://altarek.ahlamontada.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رد نيافة الانبا بيشوى على اسئلة الأستاذ حسين خالد الحسين Empty رد: رد نيافة الانبا بيشوى على اسئلة الأستاذ حسين خالد الحسين

مُساهمة من طرف admin الأربعاء مارس 05, 2008 5:44 pm

النقطة الخامسة: الله غير منزه عن التجسد بلا خطية
العليقة المشتعلة بالنار وهى موجودة فى نص لديك [هل أتاك حديث موسى أنه رأى نار فقال لقومه أنى رأيت ناراً لعلى أتيكم منى بقبس لتصتلوا. فلما دنا ناداه موسى يا موسى أنا ربك أخلع نعليك أنت فى الوادى المقدس طوى]. أى أن موسى رأى الله فى العليقة المشتعلة كما ورد لديك فى سورة النمل وطه والقصص، وقد ورد ظهور الله لموسى فى العليقة فى الكتاب المقدس فى سفر الخروج الأصحاح الثالث وفى سفر أعمال الرسل الأصحاح السابع. ولما رأى موسى النار قال له [أنا ربك] كما قال الله فى سفر الخروج "أَنَا إِلَهُ أَبِيكَ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ" (خر 3: 6). وبالتأكيد أن الذى ظهر لموسى فى العليقة هو السيد المسيح الابن الوحيد، فما قولك يا أستاذ حسين عن هذا الظهور؟
فإذا كان الله غير منزه عن الظهور لأنه قادر على كل شئ، فلماذا يكون منزهاً عن التجسد بلا خطية، بلا خطية. إذا كان قادراً أن يظهر فهو قادر على كل شئ، وهو قادر أن يتجسد لكى يفدينا. ولماذا ننكر أنه من الممكن أن يظهر لهذا يقول معلمنا بولس الرسول يقول "وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَسِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ" (1تى3 :16)؟ أيهما أرقى وأفضل أن يظهر فى صورة نار لا ينتفع منها إلا رمزاً، (لأن العليقة التى لم تتحرق هى رمز لاتحاد اللاهوت بالناسوت) أم يظهر فى الجسد لكى يفدينا ويحمل خطايانا بخلاص مدفوع الثمن؟
أهم نقطة فى الإجابة على هذا السؤال هو أن الكلمة حقيقة لا تتجزأ وقوتها لا تتوقف على استيعاب السامعين. والكلمة قوته فى الحقيقة التى يحملها. والكلمة فى لا محدوديتها يمكن أن تتحد بمن هو قادر أن يستقبلها ويفهمها ويتحد بها. بدليل إن شخص يمكن أن يسمع عظة تغيّر كل حياته لأنه اتحد بمفعول الكلمة، لكن هل تجزأت هذه الكلمة؟ كلمات العظة التى قبلت تبقى حقيقة على مدى الأجيال ولو قرأها أحد مثل رسائل بولس الرسول التى تظل توبِّخ الخطاة جيلاً بعد جيل، لأنها حقيقة وليست مادة. فالحقيقة غير المادية لا تتجزأ، حتى ولو اتحدت. وليس لها حجم ولا وزن ولا مساحة، وهى بكل قوتها كائنة فى كل مكان، يسمعها الشخص فى مصر يسمعها من فى اليابان فيكون لها نفس التأثير .

إجابة مركزة مختصرة:
الجوهر الإلهى هو جوهر روحى وليس جوهر مادى، فهو لا يتجزأ حينما يتحد بالناسوت. كما أن الجوهر الإلهى ليس جوهر ساكن، لكنه جوهر ديناميكى، فيه الحب وفيه الحياة وفيه كل ما هو ديناميكى. ولذلك أيضاً فهو لا ينحصر فى مكان، وهو "غير محوى" كما نقول فى القداس الغريغورى.
ولكى نفهم كيف يتحد اللامحدود بالمحدود بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير، ولكى نفهم معنى أن المسيح "فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيّاً" (كو 2: 9)، فإننا ينبغى أن نفكر بالكلمة حينما يعلن الحق مثلاً. فإن الحق لا يتجزأ. قد يقبله البعض وقد يرفضه البعض، لكن الحق لا يتأثر فى كل زمان ومكان. وإذا اتحد الحق بعقل من العقول فإنه يجعله عقلاً نيراً ومقدساً، ولكن هذا لايؤدى إلى انحصار الحق أو إلى تجزئته. ولأن المسيح قال عن نفسه إنه هو الحق فهو يقصد أنه هو الحق الإلهى.
إن المشكلة فى أن يظهر الحق فى جسد، مثلما ظهر فى جسد السيد المسيح، ولهذا نقول أن "اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ" (1تى 3: 16). إن حقيقة الله أنه قد أحبنا "هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ" (يو 3: 16) والسيد المسيح "إِذْ كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى" (يو13: 1) و"لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا" (يو 15: 13).
إن حقيقة الصليب قد هزت كل كيان البشرية، بل لقد مزقت التاريخ. وهذه الحقيقة التى أعلنت بالصليب هى حقيقة حب الله، الذى تعانق مع حقيقة عدالته، لإعلان قداسته الكاملة كرافض للشر والخطية.
وهل ينكر أحد أن المسيح هو الحق الذى اقتحم ضمير البشرية، ولهذا قال معلمنا يوحنا الرسول "وَنَعْلَمُ أَنَّ ابْنَ اللهِ قَدْ جَاءَ وَأَعْطَانَا بَصِيرَةً لِنَعْرِفَ الْحَقَّ. وَنَحْنُ فِي الْحَقِّ فِي ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. هَذَا هُوَ الإِلَهُ الْحَقُّ وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (1يو 5: 20).
إذا أعلنت حقيقة فإنها تبقى على مر الأجيال وتسمع بها جميع الأمم ومهما زاد عدد السامعون فإنها لا تنقص ولا تتجزأ. هكذا تجسد الكلمة دون أن يتجزأ فى حقيقته الإلهية. وكلمة الله الآب تتذخر فيه كل كنوز الحكمة والمعرفة والعلم (انظر كو 2: 3). فهل نستنكر على الآب أن يعلن الحق الذى فيه لكى يبعث فينا السلام؟ فقد كلمنا فى إبنه.
وإذا كان الله قادر على كل شئ فإنه قادر أن يظهر، فلم يكن ظهوره موسى تجزئة للامحدوديته. وأيضاً هو قادر أن يتجسد، وليس تجسده متنافياً مع لامحدودية لاهوته، بل إن عدم قدرته على التجسد هو الذى يتعارض مع قدرته اللامحدودة على كل شئ.
أهم نقطة فى إجابة هذا السؤال هو أن الحقيقة لا تتجزأ حينما تُعلَن، حينما تستوعب، وحينما يتحد بها العقل فإنها لن تتجزأ أيضاً. لأن بها ديناميكية الوجود، فهى ليست ستاتيكية. وهى تستطيع أن تسرى من عقل إلى عقل، وتبعث من فكر إلى فكر لأنها حقيقة. من يسمعها ويستوعبها يستطيع أن ينقلها إلى غيره، فلا يستطيع أحد أن يحد الحقيقة، ولا أن يجزئها. وحتى لو اتحدت بعقل فهى تبقى فوق مستوى محدودية العقل. مثل حقيقة حب الله: حتى لو أدت بنا إلى أنه نقلنا من الظلمة إلى النور لكن تبقى كما نقول فى القداس الإلهى: "عال فوق كل قوة النطق هو غنى مواهبك يا سيدنا".

النقطة السادسة: تشابه السؤال مع الحرم الثانى لنسطور
وهذا السؤال الموجه من الأستاذ حسين خالد الحسين يعتبر من أخطر الأسئلة وهو فى مضمونه يحمل صيغة الحرم الثانى من نسطور فيتكرر اليوم كلام نسطور... دخل نسطور فى فكرة استاتيكية الجوهر الإلهى فقال إن اللاهوت لا ينتقل من مكان لآخر. واستنتج من ذلك أن الناسوت إذا اتحد باللاهوت وهو ساكن فسوف يتجزأ اللاهوت، وأضاف ليكن محروماً من يجزئ الجوهر الإلهى. ونسطور بذلك وضع أمرين غير صحيحين الأول هو وصفه للجوهر الإلهى بأنه أستاتيكى وليس ديناميكى لأن الحب يتطلب الديناميكية، والثانى أن الجوهر الإلهى مادة قابلة للتجزء.

الحرم الثانى لنسطور
Second anathema of Nestorius:
If any one asserts that, at the union of the Logos with the flesh, the divine Essence moved from one place to another; or says that the flesh is capable of receiving the divine nature, and that it has been partially united with the flesh; or ascribes to the flesh, by reason of its reception of God, and extension to the infinite and boundless, and says that God and man are one and the same in nature; let him be anathema.
ترجمة الحرم الثانى لنسطور:
إذا أكد أحد أنه، فى اتحاد اللوغوس مع الجسد، تحرك الجوهر الإلهى من مكان لآخر؛ أو قال أن الجسد قابل لإسقبال الطبيعة الإلهية، وأنها اتحدت جزياً مع الجسد؛ أو نسب للجسد، بسبب قبوله لله، إمتداداً نحو اللانهائى والغير محدود، ويقول أن الله والإنسان لهما نفس الطبيعة الواحدة، فليكن محروماً.

الرد على نسطور ومن يقولون بقوله- ديناميكية الوجود الإلهى
إن إدعاء نسطور يصور الله وكأنه جوهر مادى ساكن إستاتيكيى ليس فيه ديناميكية وكأنه يتجزأ بالاتحاد بين لاهوت الابن وناسوته ولكن الجوهر الإلهى فى ديناميكية موجود كله فى كل مكان ولا يخلو منه مكان وهو فوق المكان والزمان لا يتأثر ولا يتجزأ باتحاده بالناسوت الذى فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً (انظر كو 2: 9). ولشرح ذلك نعطى مثلاً بالكلمة كتعبير عن الفكر:
حينما تعلن فكرة وتصل إلى عقول السامعين فهى لا تتجزأ ولا تنقص حينما يفهمها البعض. بل الحقيقة هى الحقيقة يستقبلها سامعوها دون أن تنقص.
فمثلاً حينما يُعلن خبر زواج إبن الملك، فهذا الإعلان يستقبله الشعب بالفرح ويستعدون ليوم الزفاف. ولكن هذا الخبر لا يتجزأ بسماع الناس له، بل هو حقيقة تسرى فى ربوع المملكة وتعمل عملها فى قلوب السامعين. وكلما زادت قوة الإعلان ووسائله كلما إتسع نطاق معرفة الخبر. وهذا لا يمنع تفاوت تأثير الخبر بين شخص وآخر؛ فما يفعله فى ابن الملك يختلف عما يفعله فى قلوب سائر الشعب. لأن هذا الخبر بالنسبة لابن الملك هو فى صميم حياته وكيانه الشخصى. ولكن مع ذلك فالخبر هو هو لا يتجزأ ولا ينقسم بالرغم من تفاوت درجات تأثيره فى قلوب وحياة السامعين.
هكذا أيضاً اللاهوت موجود فى كل مكان وفى كل زمان وهو فوق المكان والزمان.. ووجوده ديناميكى وليس استاتيكى.. ويتحد اللاهوت الخاص بأقنوم الابن بناسوته المحدود ولكنه لا يتجزأ لسبب هذا الاتحاد لأن الوجود الديناميكى لا يمكن تجزئته.
الله هو الحق والحق لا يتجزأ؛ لأن الحقيقة هى الحقيقة، سواء فهمها البعض أو لم يفهموها. وإذا أراد الحق أن يعلن عن نفسه فليس معنى هذا أنه قد تغير أو تجزأ، فالحق الخفى والحق المعلن هما نفس الحق، ولكنه يعلن عن نفسه بكل وسيلة ممكنة. وبالنسبة للبشر أقوى وسيلة لإعلان الحق هو أن يتجسد لأن تجسيد الحقيقة هو الوضع الذى يحسم كل بطلان يسعى لإنكار وجودها. فإذا تجسدت الحقيقة فليس معنى ذلك أنها قد تجزأت.
كان إعلان الله عن محبته فى تجسد ابنه الوحيد الجنس وبذله على الصليب هو تجسيد لحقيقة محبة الله بصورة عملية يفهمها البشر. ولكن هل يعنى ذلك أن محبة الله قد تجزأت؟ وهل محبة الله تنقص بالأخذ منها؟! أو هل تتجزأ حينما تتوزع على الخليقة العاقلة؟!
هكذا أيضاً الجوهر الإلهى لأنه حقيقة راسخة وكينونته لا شك فيها وفوق الزمان والمكان فإنه إذا اتحد باناسوت فلا يعنى ذلك أنه قد تجزأ.
المشكلة تكمن فى عدم فهم ما هو الجوهر الإلهى لأنه لا يمكن الإحاطة به uncircum****** ولا يمكن فهمه incomprehensible كما قال القديس غريغوريوس النزينزى ولكن يكفينا أن نعرف أنه كائن (يهوه) كما قال القديس باسيليوس الكبير .

سؤال 1: لكى يكون إبناً فهذا يعنى أنه أقل من الإله، ولكى يكون إلهاً فهذا يعنى أنه ليس إبناً لأحد فكيف جمع يسوع بين الصفتين معاً؟
يقول واضع السؤال عن الابن أنه يكون أقل من الإله. هذا هو رأيه الخاص. لكن هل هناك أبوة بدون بنوة؟ وهل هناك بنوة بدون أبوة؟!

الأبوة ليست حدثاً بالنسبة للآب
دار حوار قديماً بين إفنوميوس، وهو من أتباع أريوس، وبين القديس إغريغوريوس الناطق بالالهيات، ناقشه فيه إفنوميوس على أن الابن الكلمة له بداية وأنه مخلوق. فقال له القديس غريغوريوس [متى جاء الآب إلى الوجود؟ لم يكن أبداً وقت لم يكن فيه الآب... ولتسألنى مرة تلو المرة، أجيبك. متى ولد الابن؟ حينما لم يولد الآب]. وهو يقصد أن يقول له أنا لا أتفق معك، لأنه لم يكن هناك وقت لم يكن فيه الآب أباً!! إن الأبوة ليست حدثاً بالنسبة لله، بل الأبوة هى فى صميم طبيعته الإلهية، أو فى صميم الوجود الإلهى.
بمعنى أنه فى الثالوث هناك أبوة وبنوة ومحبة، فالأبوة فى الله تستدعى وجود الابن، والمحبة فى الله تستدعى وجود الابن. إن الأبوة هى خاصية أقنومية فى الآب، والمحبة هى خاصية جوهرية عامة للأقانيم الثلاثة. من جهة الجوهر: الحب يستوجب وجود محب ومحبوب، ومن جهة الأقانيم: الأبوة تستدعى وجود البنوة، فالآب لكى يكون آباً لابد أن يكون له ابن.

ولادة الكلمة:
هنا نعود إلى تبسيط المسألة، هل الأستاذ حسين خالد الحسين ينكر أن المسيح هو كلمة الله؟ هو لديه نص صريح يقول: [إذ قالت الملائكة يا مريم أن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهاً فى الدنيا والآخرة ومن المقربين]. الكلمة فى اللغة العربية وفى جميع المصادر العربية هى مؤنث، مثلاً تقول استمعت إلى كلمة قوية أو كلمة بليغة أو كلمة مقنعة، ولا تقول كلمة مقنع أو كلمة بليغ. ولكن المرة الوحيدة التى ذكر فيها الكلمة بالمذكر هو حينما يذكر ابن الله، سواء فى كتبنا أو الكتب التى يعتمد عليها الأستاذ حسين خالد الحسين التى يذكر فيها [كلمة منه اسمهُ..].
الدكتور أحمد حسن الزيات: (هو وزير خارجية مصر ومندوب مصر فى الأمم المتحدة أيام جمال عبد الناصر وأمين عام الحزب الوطنى الديمقراطى فى دمياط، وكان شخصية كبيرة إلى حين وفاته) حينما ذهبت إليه لأعزيه فى وفاة زوجته التى كانت ابنه للدكتور طه حسين، فى قصره بعزبته فى ضياع دمياط، دار بيننا الحديث فقال لى: "نحن اعترفنا أن المسيح هو كلمة الله". فلا يستطيع الأستاذ حسين خالد الحسين أن ينكر أن المسيح هو كلمة الله.
ونحن أيضاً نقول أن المسيح هو كلمة الله، والكلمة يولد لأن الفكر يولد من العقل، فإذا نطقنا بالفكر المولود فهو كلمة. ولماذا لا ندعو المولود ابناً؟
وهنا أسأله: العقل يلد الفكر، فهل يوجد عقل بغير فكر؟ إذا كان العقل بغير فكر فهو ليس بعقل على الإطلاق. وهل يوجد فكر بغير عقل؟ إن العقل والفكر متلازمان. فإذا كان الله أزلى فإن الكلمة أيضاً أزلى لأنه لا يمكن أن يوجد الله بغير الكلمة.
قابلنى صديق غير مسيحى فى أحد المرات وسألنى: لماذا تقولون أن المسيح هو ابن الله؟ فسألته: هل يمكن أن تقول أن الله ليس له كلمة؟ قال: بالطبع لا. فقلت له: هل الله وكلمته متلازمان لا ينفصلان؟ قال طبعاً. فقلت له: إن كان الله أزلى فإن كلمته إذن أزلى؟ قال: طبعاً. فقلت له: أليس المسيح هو كلمة الله؟ قال: نعم. قلت له: والكلمة يولد أم لا يولد؟ لأن الفكر يولد من العقل، وحينما يعبّر عن الفكر نطقاً فهو كلمة، لذلك يقول بولس الرسول "اَللهُ،.. كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ" (عب1:1)، ويوحنا الحبيب يقول "الْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا" (يو14:1). فقلت له: هل يمكن أن يوجد الله بغير الكلمة؟ فقال لى: لا. فقلت: والكلمة مولود؟ قال: نعم. قلت: والمولود يدعى إبناً؟ قال لى: طبعاً، فقلت له إذن ما الذى يغضبك، فقال أنا غير غاضب.

المفاضلة بين المولودية وعدم المولودية:
نرجع إلى الأستاذ حسين خالد حسين الذى يقول: لكى يكون ابناً فهذا يعنى أنه أقل من الإله. ما معنى هذه العبارة؟ إن هذه العبارة فى أصلها قالها أريوس نفسه.
قال أريوس أن الآب متفوق عن الابن، لأن الآب لم يأتى من مصدر ولكن الابن جاء من مصدر وهو الآب؛ الآب غير مولود (أجينيتوس) والابن مولود (جينيتوس)؛ إذن الكائن الوحيد الغير المولود هو الآب، إذن فهو المتفوق. فكيف نرد على هذا المفهوم؟
نرد بقولنا: إذا كان الابن يستمد وجوده أزلياً من الآب بالولادة، فإن الآب أيضاً لا يمكن أن يكون إلهاً بدون الابن. كما قلنا أن العقل بدون فكر لا يكون عقلاً، واللهب لا يكون ناراً إلا إذا كان يلد حرارة. فإذا كانت الحرارة تستمد وجودها باللهب، فاللهب يحقق حقيقته بالحرارة. لأن اللهب بدون حرارة لا يكون نار، والحرارة بدون لهب ليس لها وجود. فإذا كانت الحرارة تستمد وجودها باللهب فاللهب قيمته بحرارته، هكذا إذا فقد الآب الابن فقد ألوهيته.
لذلك قال القدس أثناسيوس الرسولى: [إن كان يقال عن الله أنه ينبوع حكمة وحياة كما جاء فى سفر أرميا "تَرَكُونِي أَنَا يَنْبُوعَ الْمِيَاهِ الْحَيَّةِ" (أر2: 13) وأيضاً "كُرْسِيُّ مَجْدٍ مُرْتَفِعٌ مِنَ الاِبْتِدَاءِ هُوَ مَوْضِعُ مَقْدِسِنَا. أَيُّهَا الرَّبُّ رَجَاءُ إِسْرَائِيلَ كُلُّ الَّذِينَ يَتْرُكُونَكَ يَخْزُونَ. الْحَائِدُونَ عَنِّي فِي التُّرَابِ يُكْتَبُونَ لأَنَّهُمْ تَرَكُوا الرَّبَّ يَنْبُوعَ الْمِيَاهِ الْحَيَّةِ" (أر17: 12، 13). وقد كتب فى باروخ أنكم قد هجرتم ينبوع الحكمة (باروخ3: 12) وهذا يتضمن أن الحياة والحكمة لم يكونا غريبين عن جوهر الينبوع بل هما خاصة له (خواص له)، ولم يكونا أبداً غير موجودتين، بل كانا دائماً موجودين. والآن فإن الابن هو كل هذه الأشياء وهو الذى يقول "أَنَا هُوَ َالْحَيَاةُ" (يو14: 6) وأيضاً "أَنَا الْحِكْمَةُ أَسْكُنُ الذَّكَاءَ" (أم8: 12) كيف إذاً لا يكون كافراً من يقول "كان وقت ما عندما لم يكن الابن فيه موجوداً لأن هذا مثل الذى يقول تماماً كان هناك وقت كان فيه الينبوع جافاً خالياً من الحياة والحكمة. ولكن مثل هذا الينبوع لا يكون ينبوعاً، لأن الذى لا يلد من ذاته (أى من نبعه الخاص) لا يكون ينبوعاً] (المقالة الأولى ضد الأريوسية ف6 : 19).

مشكلة الأستاذ حسين خالد حسين أنه يريد أن يحوّل الله إلى حالة صنمية لا يكون فيها إمكانية أن يكون الآب ينبوع تفيض منه الحكمة وتفيض منه الحياة. هكذا نحن نعرف الله: أن الله الآب هو ينبوع بالولادة للابن وبالانبثاق للروح القدس، فهو الوالد وهو الباثق.
فإذا كان الابن قد استمد وجوده من الآب أزلياً بالولادة، فالآب بدون الابن يفقد كنهه كإله، لأننا إذا جردنا الحكيم من حكمته فكيف يكون حكيماً بعد؟! إذا كان الآب هو الحكيم فالابن هو الحكمة والروح القدس هو روح الحكمة. فهل يمكن أن نفصل الحكمة عن الحكيم؟! وإذا فقد الحكيم الحكمة هل يدعى حكيماً؟! الحكيم هو ينبوع الحكمة ولكن الحكيم لا يستطيع أن يكون حكيماً بغير الحكمة النابعة منه؟! إذن الحكيم هو ينبوع الحكمة، ولكنه بدون الحكمة لا يكون حكيماً. إذن هو مصدر وجودها، وهى سبب حقيقته وكنهه وقيمته. فإذا قلنا أن الآب أعظم من الابن لأن الابن يولد من الآب أزلياً هنا نخطئ خطاءً كبيراً، لأن الآب بدون الابن لا يكون آباً ولا يكون ينبوعاً ولا يكون حكيماً ولا ولا ولا...
إنه خداع وضعه الأريوسيون: أن الأجينيتوس أى غير المولود أعلى من الجينيتوس أى المولود. لكن رد عليهم القديس أثناسيوس والقديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات وأفحموهم بكثير من البراهين والأدلة.

admin
admin

ابن الملك


ابن الملك

ذكر
عدد الرسائل : 3206
الدولة : مبارك شعبي مصر
الديانة : مسيحي بحب ربنا
احترامك للقوانين : رد نيافة الانبا بيشوى على اسئلة الأستاذ حسين خالد الحسين 111010
مزاجي : رد نيافة الانبا بيشوى على اسئلة الأستاذ حسين خالد الحسين Bookwo11
شفيعي : رد نيافة الانبا بيشوى على اسئلة الأستاذ حسين خالد الحسين Stmary520kp4
السٌّمعَة : 210
نقاط : 1354
تاريخ التسجيل : 05/10/2007

بطاقة الشخصية
لقبك: ابن الملك

https://altarek.ahlamontada.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رد نيافة الانبا بيشوى على اسئلة الأستاذ حسين خالد الحسين Empty رد: رد نيافة الانبا بيشوى على اسئلة الأستاذ حسين خالد الحسين

مُساهمة من طرف meri الخميس أبريل 17, 2008 6:13 am

شكرا ليك
meri
meri

بنت يسوع


بنت يسوع

انثى
عدد الرسائل : 2152
العمر : 39
الدولة : مصر
الديانة : مسيحية
مزاجي : رد نيافة الانبا بيشوى على اسئلة الأستاذ حسين خالد الحسين 110
شفيعي : رد نيافة الانبا بيشوى على اسئلة الأستاذ حسين خالد الحسين Kel09220zd7
السٌّمعَة : 20
نقاط : 30
تاريخ التسجيل : 17/10/2007

بطاقة الشخصية
لقبك: اختار لقبك وحط وسام لك

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى