القديس يسطس الانطونى
صفحة 1 من اصل 1
القديس يسطس الانطونى
القديس يسطس الأنطونى - قديس وسط الرهبـــــــــــــــــان
من ينظر إلى صورته يتصور أنه فلاحاً من ملايين الفلاحين البسطاء الذين يصارعون الزمن ويخرجون من أرض مصر خيراتها غصباً عنها , وقد يتسائل البعض .. هل هذا راهباً قبطياً مصرياً وصلت شهرته آفاق المسكونة ودروبها ؟ , أهذا هو الإنسان البسيط كتب عنه باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية ؟ .. ولكن قبل أن نسترسل فى شهرته يجب ان يعرف القارئ أولاً شيئاً عن أبناً من ابناء مصر العظماء وأمينأ على ذخائر الكنيسة القبطية وقداستها .
القديس يسطس الأنطونى راهباً من رهبان دير الأنبا انطونيوس ولم يكن القديس يسطس واعظاً متكلماً بليغاً ولكنه هو نفسه تحول إلى عظة حياته أصبحت عظة شكله .. ملابسة الرثة .. بساطته .. فقرة .. نظراته
الذى تراه على الجانب هو الراهب يسطس الأنطونى , أين هى ملابس الرهبنة الثمينة التى نراها يتزين بها رهبان اليوم ؟
إذا رايت شخصاً بهذه الملابس الرثة القديمة فلن يلفت نظرك , إلا أن زوار الدير كانوا يذهبون خصيصاً لرؤية هذا الراهب البسيط وتزاحمون للجلوس معه , أما ملبسه فكان عبارة عن جلباب قديم , لا تستطيع تمييز لونه إن كان أسوداً أم أخضراً من قدمه , وكان يلبس حذاءً ممزق , طاقيته قديمة لا تستطيع ان تميز لونها ايضاً , أما فى الشتاء فكان يضع بطانية على كتفه , يأنف افقر الناس من إستعمالها أو حتى إبقائها فى بيته - ولكنه مع إهماله لملابسة لفقرة الإختيارى فكان يهتم أهتماماً خاصاً بايام الأعياد ولياليها فكان يرتدى ملابس التونية المذهبة نظيفاً والتاج . ومع فرحته وإبتهاجه كان يبدوا فى مظهر ملائكى جميل يليق بخدام المذبح .
فلسفة فوق قدرة العقل
وقد قام بتعليم الأمبراطور نيرون معلم اسمه " لسينيكا " ( 4 ق.م. – 65 م)، وهو فيلسوفاً رومانياً (1) ، وهو أحد كبار الرواقيين الذين اعتنوا بالأخلاق وترويض النفس، عبر مصنفات كثيرة أشهرها "رسائل إلى لوسيليوس".
وقد أرسل رساله إليه قال فيها : " نعم يا عزيزي لوسيليوس، طالب بأملاكك؛ أمّن وقتك الذي أهدرته حتى الآن؛ الوقت المسروق منا . الوقت الذي تركته يهرب من بين يديك. .. أعطني رجلاً واحداً يستطيع أن يُثَمِّن الوقت. رجل يعطي النهار قيمته الحقيقية. رجل يفهم بأنه يموت كل يوم.
إننا نخطيء عندما نظن أن الموت ما زال أمامنا، إذ أن جزءاً كبيراً من الموت قد أصبح ماضياً لا نراه . فكل ما ينتسب إلى الماضي يدخل ضمن دائرة الموت.
، كن مالكاً لجميع ساعاتك. فأنت سوف تكون أقل عبودية للمستقبل لو كنت سيداً لحاضرك . لا تؤجل ما تفعله اليوم إلى الغد ، فالحياة تهرب منا في التأجيل . ولا شيء نملكه – يا لوسيليوس – إلا الوقت؛ إنه الشيء الوحيد الذي جادت علينا به الطبيعة . ومع هذا فهو هارب أبداً على كف القدر، ويستطيع أي كائن أن ينتزعه منا
الساعة كــــــــــام دلوقت
وقد أدرك هذا القبطى البسيط يسطس الأنطونى قيمة الوقت , ولا شك أن السيد المسيح قد أشار إلى قيمة الوقت قائلاً : " أسهروا ... لأنكم لا تعرفون اليوم , ولا الساعة " ( متى 25 : 13)
وكان السؤال الذى يردده ذلك الراهب البسيط ويسأله لكل زائر لدير الأنبا انطونيوس : " الساعة كام دلوقت " وحدث أنه كرر السؤال عده مرات لطبيب شاب كان فى زيارة للدير فسألة متهكماً : " ليه بتسأل عن الساعة كل شوية , هو أنت وراك الوزارة ؟ " فاجابه ابونا يسطس فى أدب جـم : " لكل شئ تحت السماء وقت " (جامعة 3:1)
وكانت الجموع تتقاطر لسماع هذه الجملة منه , فهى الجملة المفضلة لديه وأشتهر بها كان الإزدحام حوله لأنه هو نفسه أصبح أبلغ عظة كراهب بسيط صامت لايحب الكلام عملا بالقول الرهبانى كثيراً ما تكلنت وندمت أما عن السكون ما ندمت قط , كأنه ينبه سامعية فى كل وقت وكل ساعة بالآية القائلة : الوقــــــــــت مقصــــــــر(1كورنثوس 7:29) هل كان ابونا يسطس الأنطونى فليسوفاً مثل فلاسفة اليونان العظماء الذي كان أحدهم يحمل فانوساً منيراً فى النهار , وكان يوحنا الحبيب يعظ فى الكنيسة بجملة واحدة إلهنا إله محبة وهكذا يكرر الاباء والفلاسفة عملاً أو جملة واحده تكون هى عنوان حياته .
ذهب ابونا يسطس إلى احد الآباء الرهبان بعد منتصف الليل , وأخذ يقرع باب قلايته بشدة لإغنزعج الراهب فلما فتح سأله : " الساعة كام دلوقت ؟ " تضايق هذا الراهب كثيراً وصاح غاضباً فى وجهه قائلاً : " إنت بتصحينى دلوقتى علشان تقولى الساعة كام دلوقتى ؟ هوه ده وقته يا ابونا !!! , ساعة إيه دلوقت "
ثم أنصرف القديس فى صمت , وعند عودة الأب الراهب إلى فراشه ليعاود نومه , فوجئ بوجود عقرب فى القلاية , فليس إذا الموضوع موضوع ساعة , ولكن الموضوع أن ابونا يسطس رأى ما هو وراء الطبيعة .
وتقول رئيسة دير الراهبات عن ذكرياتها عندما زارت دير الأنبا أنطونيوس : " أنه كثيراً ما كان يوجه سؤاله التقليدى : " الساعة كام دلوقتى ؟ " فتقول : " أنه وجه هذا السؤال لأحد زوار الدير وأراد هذا الشخص أن يمزح معه فأجابه بالوقت الذى خطر على باله بدون أن ينظر إلى الساعة , فرد عليه أبونا يسطس بما لا يجد الإنسان له تفسيراً فقد قال محدداً التوقيت المضبوط بالثانية رغم أنه لا يحمل ساعة !!!
وتكرر هذا السؤال كثيراً أمامى وأصبح علامة أستفهام لا بد لها من تفسير فظننا أنه يعرف التوقيت بواسطة الشمس , ولكن يوم نقل جثمان البابا كيرلس السادس من القاهرة إلى دير مار مينا بمريوط , وكان اليوم ملبداً بالغيوم حدد التوقيت بمنتهى الدقة .. !!
===================================================
من ينظر إلى صورته يتصور أنه فلاحاً من ملايين الفلاحين البسطاء الذين يصارعون الزمن ويخرجون من أرض مصر خيراتها غصباً عنها , وقد يتسائل البعض .. هل هذا راهباً قبطياً مصرياً وصلت شهرته آفاق المسكونة ودروبها ؟ , أهذا هو الإنسان البسيط كتب عنه باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية ؟ .. ولكن قبل أن نسترسل فى شهرته يجب ان يعرف القارئ أولاً شيئاً عن أبناً من ابناء مصر العظماء وأمينأ على ذخائر الكنيسة القبطية وقداستها .
القديس يسطس الأنطونى راهباً من رهبان دير الأنبا انطونيوس ولم يكن القديس يسطس واعظاً متكلماً بليغاً ولكنه هو نفسه تحول إلى عظة حياته أصبحت عظة شكله .. ملابسة الرثة .. بساطته .. فقرة .. نظراته
الذى تراه على الجانب هو الراهب يسطس الأنطونى , أين هى ملابس الرهبنة الثمينة التى نراها يتزين بها رهبان اليوم ؟
إذا رايت شخصاً بهذه الملابس الرثة القديمة فلن يلفت نظرك , إلا أن زوار الدير كانوا يذهبون خصيصاً لرؤية هذا الراهب البسيط وتزاحمون للجلوس معه , أما ملبسه فكان عبارة عن جلباب قديم , لا تستطيع تمييز لونه إن كان أسوداً أم أخضراً من قدمه , وكان يلبس حذاءً ممزق , طاقيته قديمة لا تستطيع ان تميز لونها ايضاً , أما فى الشتاء فكان يضع بطانية على كتفه , يأنف افقر الناس من إستعمالها أو حتى إبقائها فى بيته - ولكنه مع إهماله لملابسة لفقرة الإختيارى فكان يهتم أهتماماً خاصاً بايام الأعياد ولياليها فكان يرتدى ملابس التونية المذهبة نظيفاً والتاج . ومع فرحته وإبتهاجه كان يبدوا فى مظهر ملائكى جميل يليق بخدام المذبح .
فلسفة فوق قدرة العقل
وقد قام بتعليم الأمبراطور نيرون معلم اسمه " لسينيكا " ( 4 ق.م. – 65 م)، وهو فيلسوفاً رومانياً (1) ، وهو أحد كبار الرواقيين الذين اعتنوا بالأخلاق وترويض النفس، عبر مصنفات كثيرة أشهرها "رسائل إلى لوسيليوس".
وقد أرسل رساله إليه قال فيها : " نعم يا عزيزي لوسيليوس، طالب بأملاكك؛ أمّن وقتك الذي أهدرته حتى الآن؛ الوقت المسروق منا . الوقت الذي تركته يهرب من بين يديك. .. أعطني رجلاً واحداً يستطيع أن يُثَمِّن الوقت. رجل يعطي النهار قيمته الحقيقية. رجل يفهم بأنه يموت كل يوم.
إننا نخطيء عندما نظن أن الموت ما زال أمامنا، إذ أن جزءاً كبيراً من الموت قد أصبح ماضياً لا نراه . فكل ما ينتسب إلى الماضي يدخل ضمن دائرة الموت.
، كن مالكاً لجميع ساعاتك. فأنت سوف تكون أقل عبودية للمستقبل لو كنت سيداً لحاضرك . لا تؤجل ما تفعله اليوم إلى الغد ، فالحياة تهرب منا في التأجيل . ولا شيء نملكه – يا لوسيليوس – إلا الوقت؛ إنه الشيء الوحيد الذي جادت علينا به الطبيعة . ومع هذا فهو هارب أبداً على كف القدر، ويستطيع أي كائن أن ينتزعه منا
الساعة كــــــــــام دلوقت
وقد أدرك هذا القبطى البسيط يسطس الأنطونى قيمة الوقت , ولا شك أن السيد المسيح قد أشار إلى قيمة الوقت قائلاً : " أسهروا ... لأنكم لا تعرفون اليوم , ولا الساعة " ( متى 25 : 13)
وكان السؤال الذى يردده ذلك الراهب البسيط ويسأله لكل زائر لدير الأنبا انطونيوس : " الساعة كام دلوقت " وحدث أنه كرر السؤال عده مرات لطبيب شاب كان فى زيارة للدير فسألة متهكماً : " ليه بتسأل عن الساعة كل شوية , هو أنت وراك الوزارة ؟ " فاجابه ابونا يسطس فى أدب جـم : " لكل شئ تحت السماء وقت " (جامعة 3:1)
وكانت الجموع تتقاطر لسماع هذه الجملة منه , فهى الجملة المفضلة لديه وأشتهر بها كان الإزدحام حوله لأنه هو نفسه أصبح أبلغ عظة كراهب بسيط صامت لايحب الكلام عملا بالقول الرهبانى كثيراً ما تكلنت وندمت أما عن السكون ما ندمت قط , كأنه ينبه سامعية فى كل وقت وكل ساعة بالآية القائلة : الوقــــــــــت مقصــــــــر(1كورنثوس 7:29) هل كان ابونا يسطس الأنطونى فليسوفاً مثل فلاسفة اليونان العظماء الذي كان أحدهم يحمل فانوساً منيراً فى النهار , وكان يوحنا الحبيب يعظ فى الكنيسة بجملة واحدة إلهنا إله محبة وهكذا يكرر الاباء والفلاسفة عملاً أو جملة واحده تكون هى عنوان حياته .
ذهب ابونا يسطس إلى احد الآباء الرهبان بعد منتصف الليل , وأخذ يقرع باب قلايته بشدة لإغنزعج الراهب فلما فتح سأله : " الساعة كام دلوقت ؟ " تضايق هذا الراهب كثيراً وصاح غاضباً فى وجهه قائلاً : " إنت بتصحينى دلوقتى علشان تقولى الساعة كام دلوقتى ؟ هوه ده وقته يا ابونا !!! , ساعة إيه دلوقت "
ثم أنصرف القديس فى صمت , وعند عودة الأب الراهب إلى فراشه ليعاود نومه , فوجئ بوجود عقرب فى القلاية , فليس إذا الموضوع موضوع ساعة , ولكن الموضوع أن ابونا يسطس رأى ما هو وراء الطبيعة .
وتقول رئيسة دير الراهبات عن ذكرياتها عندما زارت دير الأنبا أنطونيوس : " أنه كثيراً ما كان يوجه سؤاله التقليدى : " الساعة كام دلوقتى ؟ " فتقول : " أنه وجه هذا السؤال لأحد زوار الدير وأراد هذا الشخص أن يمزح معه فأجابه بالوقت الذى خطر على باله بدون أن ينظر إلى الساعة , فرد عليه أبونا يسطس بما لا يجد الإنسان له تفسيراً فقد قال محدداً التوقيت المضبوط بالثانية رغم أنه لا يحمل ساعة !!!
وتكرر هذا السؤال كثيراً أمامى وأصبح علامة أستفهام لا بد لها من تفسير فظننا أنه يعرف التوقيت بواسطة الشمس , ولكن يوم نقل جثمان البابا كيرلس السادس من القاهرة إلى دير مار مينا بمريوط , وكان اليوم ملبداً بالغيوم حدد التوقيت بمنتهى الدقة .. !!
===================================================
nona3- عضو محترف
- عدد الرسائل : 506
الديانة : مسيحى للابد
السٌّمعَة : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 23/01/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى