القديس شربل
صفحة 1 من اصل 1
القديس شربل
نبذة عن حياة القديس شربل (حبيس لبنان)"إنّي سآخذ من ناصية الأرز العالي لأغرسها. أقتطع من أعالي أغصانه غصناً غضّاً وأغرسه أنا على جبل شامخ شاهق. أغرسه فينشئ أفناناً ويثمر ثمراً ويصير أرزاً جليلاً". (حزقيال 17 : 22-26)
في بقاع كفرا، أعلى قرى لبنان، ولد يوسف بن أنطون بن زعرور مخلوف في 9 أيار 1828. أظهر ميلاً إلى الصلاة منذ طفولته، كان يـخدم القدّاس والزياح باستمرار. ولما كان يذهب إلى الحقل ليرعى البقر، اعتاد أن يختلي في إحدى المغاور ليصلّي وحده ويتأملّ.
وعندما صار يوسف شاباً ابن عشرين سنة، اختفى ليلة من الضيعة. ووجدته أمّه مع عمّه في دير مار مارون الواقع على مسيرة عدّة أيام من بقاع كفرا. حاول الاثنان إقناع الفتى بأن يعيد النظر في دعوته. ولك بدون جدوى. فلقد أظهر من العزم والصلابة ما جعل الأم مع العم يغادران الدير، قافلين إلى الضيعة، فاقدين الأمل بإرجاعه إلى "العالم". وقبله رئيس الدير بين المبتدئين باسم القديس شربل.
دامت فترة الابتداء سنتين، أظهر فيها الأخ شربل طاعة نادرة. وكان بسيطاً ومخلصاً في فروضه الطقسية. ولبس ثوب الرهبنة سنة 1853، قضى بعدها ست سنوات في دراسة الفلسفة واللاهوت.
وفي 23 تموز 1859، وكان عمره 31 سنة، سيم كاهناً في الكنيسة المارونية. وعلى أثر ذلك رجع إلى دير مار مارون، حيث أمضى ست عشرة سنة حسب قانون مار انطونيوس الكبير. لم يـخرج من الدير لزيارة أفراد عائلته، إذ كان يرى "أن من يذهب ليزور عائلته، عليه أن يعيد نذوره مرة أخرى فور رجوعه إلى الدير". ومرة أتت أمّه لزيارته، فظلّ شربل وراء باب الدير. ولما عاتبته قائلة: "أهكذا تحرمني يا بنيّ من مشاهدة وجهك؟ أجابـها: "إن شاء الله سنرى بعضنا بعضاً في السماء، يا أمّاه، والى أبد الآبدين".
وكان الراهب شربل يقوم بأفعال إماتة قاسية جداً، مثل الامتناع عن اللحم بصورة دائمة، والصوم المستمر (وجبة واحدة أثناء النهار)، وقد عرف باحتشام للنظر غريب المفهوم والتطـبيق: فلم يره أحد ينظر إلى امرأة، أو يـحدّق برجل، حتى من بين إخوانه الرهبان. كما أظهر حباً واحتراماً مدهشاً والتزاماً أميناً للصمت والسكون.
ولقد دهش إخوانه الرهبان من زخم حياة الصلاة التي كان يحياها. إذ كان من عادته، بعد فرض منتصف الليل، أن يمكث أمام المذبح متأملاً أو مصلياً حتى الصباح. وكان من عادته أيضاً أن يخدم "قداديس" إخوانه الكهنة، ثم يقدّم الذبيحة الإلهية. وقيل أنه كان آخر من يترك الكنيسة. وكانت قراءته المفضّلة، على ما يقال، "الاقتداء بالمسيح". أما اجتهاده العلمي، فيظهر أنه كان محصوراً بالّلاهوت الأدبي.
ودفعه حبه الأكبر للصمت والسكون إلى التقدّم في حياته الرهبانية والروحية. فالتمس الإذن من رؤسائه بأن ينسحب إلى محبسة مكرّسة للقدّيسين الرسولين بطرس وبولس، في عنّايا، على بعد حوالي الكيلومتر من الدير. وفي هذه الصومعة صرف السنوات الثلاث والعشرين من باقي حياته، معرّياً ذاته أكثر فأكثر من كلً شيء إلاّ من اللّه، مقدّماً كيانه كلّه للّه عزّ وجلّ، محدّثاً اللّه وحده، صاغياً إلى اللّه وحده، سكراناً من اللّه وبه وفيه.
وكان الناس حوالي الدير، من مسيحيين ومسلمين، يأتون إليه لينالوا بركته، زاعمين أن مرضاهم يشفون بواسطة صلاته وبركته.
ويوم الجمعة في 6 كانون الأول 1898، حينما كان يقدّم الذبيحة الإلـهية، أصيب بالفالج لحظة كان يرفع الصينية والكأس قبيل الصلاة للرب حسب الطقس الماروني، لاهجاً بكلمات: "يا أبا الحق…"
دام مرضه ثـمانية أيام. تحمّله بصفاء مزاج مدهش وثاقب ووعي نادر وإرادة من الصلب في خضوعها للقانون بحذافيره إلى آخر لحظة. فقد رفض كوباً من الحساء عندما لاحظ فيه قليلاً من الشحم. ولما ألـحّ أخ من إخوانه ليباركه، رفض، أو يخفض قلنسوته على عينيه حسب تقليد الرهبان.
وكان يرددّ في آخر لحظاته: "يسوع، مريـم… يـوسف… يا قديس بطرس ويا قديس بولس… يا أبا الحق…"
وانتقل إلى الأب ليلة عيد الميلاد 1898. بالضبط مائة سنة بعد ترميم محبسة عنّايـا.
وقد خلعت عنه ثيابه، وجد لابساً المسح متمنطقاً بزنّار من الشعر – فوري جثمانه في الأرض على عادة الرهبان، بـمقبرة الدير العامة، متسربلاً لباسه الرهباني.
وأكثر الذين عرفوه من جماعة الرهبان داخل الدير ومن عامة الناس خارجه، اعتبروا الراهب شربل، وهو على قيد الحياة، قديساً.
"البار كالنخل يسمو ومثل أرز لبنان ينمو
في بقاع كفرا، أعلى قرى لبنان، ولد يوسف بن أنطون بن زعرور مخلوف في 9 أيار 1828. أظهر ميلاً إلى الصلاة منذ طفولته، كان يـخدم القدّاس والزياح باستمرار. ولما كان يذهب إلى الحقل ليرعى البقر، اعتاد أن يختلي في إحدى المغاور ليصلّي وحده ويتأملّ.
وعندما صار يوسف شاباً ابن عشرين سنة، اختفى ليلة من الضيعة. ووجدته أمّه مع عمّه في دير مار مارون الواقع على مسيرة عدّة أيام من بقاع كفرا. حاول الاثنان إقناع الفتى بأن يعيد النظر في دعوته. ولك بدون جدوى. فلقد أظهر من العزم والصلابة ما جعل الأم مع العم يغادران الدير، قافلين إلى الضيعة، فاقدين الأمل بإرجاعه إلى "العالم". وقبله رئيس الدير بين المبتدئين باسم القديس شربل.
دامت فترة الابتداء سنتين، أظهر فيها الأخ شربل طاعة نادرة. وكان بسيطاً ومخلصاً في فروضه الطقسية. ولبس ثوب الرهبنة سنة 1853، قضى بعدها ست سنوات في دراسة الفلسفة واللاهوت.
وفي 23 تموز 1859، وكان عمره 31 سنة، سيم كاهناً في الكنيسة المارونية. وعلى أثر ذلك رجع إلى دير مار مارون، حيث أمضى ست عشرة سنة حسب قانون مار انطونيوس الكبير. لم يـخرج من الدير لزيارة أفراد عائلته، إذ كان يرى "أن من يذهب ليزور عائلته، عليه أن يعيد نذوره مرة أخرى فور رجوعه إلى الدير". ومرة أتت أمّه لزيارته، فظلّ شربل وراء باب الدير. ولما عاتبته قائلة: "أهكذا تحرمني يا بنيّ من مشاهدة وجهك؟ أجابـها: "إن شاء الله سنرى بعضنا بعضاً في السماء، يا أمّاه، والى أبد الآبدين".
وكان الراهب شربل يقوم بأفعال إماتة قاسية جداً، مثل الامتناع عن اللحم بصورة دائمة، والصوم المستمر (وجبة واحدة أثناء النهار)، وقد عرف باحتشام للنظر غريب المفهوم والتطـبيق: فلم يره أحد ينظر إلى امرأة، أو يـحدّق برجل، حتى من بين إخوانه الرهبان. كما أظهر حباً واحتراماً مدهشاً والتزاماً أميناً للصمت والسكون.
ولقد دهش إخوانه الرهبان من زخم حياة الصلاة التي كان يحياها. إذ كان من عادته، بعد فرض منتصف الليل، أن يمكث أمام المذبح متأملاً أو مصلياً حتى الصباح. وكان من عادته أيضاً أن يخدم "قداديس" إخوانه الكهنة، ثم يقدّم الذبيحة الإلهية. وقيل أنه كان آخر من يترك الكنيسة. وكانت قراءته المفضّلة، على ما يقال، "الاقتداء بالمسيح". أما اجتهاده العلمي، فيظهر أنه كان محصوراً بالّلاهوت الأدبي.
ودفعه حبه الأكبر للصمت والسكون إلى التقدّم في حياته الرهبانية والروحية. فالتمس الإذن من رؤسائه بأن ينسحب إلى محبسة مكرّسة للقدّيسين الرسولين بطرس وبولس، في عنّايا، على بعد حوالي الكيلومتر من الدير. وفي هذه الصومعة صرف السنوات الثلاث والعشرين من باقي حياته، معرّياً ذاته أكثر فأكثر من كلً شيء إلاّ من اللّه، مقدّماً كيانه كلّه للّه عزّ وجلّ، محدّثاً اللّه وحده، صاغياً إلى اللّه وحده، سكراناً من اللّه وبه وفيه.
وكان الناس حوالي الدير، من مسيحيين ومسلمين، يأتون إليه لينالوا بركته، زاعمين أن مرضاهم يشفون بواسطة صلاته وبركته.
ويوم الجمعة في 6 كانون الأول 1898، حينما كان يقدّم الذبيحة الإلـهية، أصيب بالفالج لحظة كان يرفع الصينية والكأس قبيل الصلاة للرب حسب الطقس الماروني، لاهجاً بكلمات: "يا أبا الحق…"
دام مرضه ثـمانية أيام. تحمّله بصفاء مزاج مدهش وثاقب ووعي نادر وإرادة من الصلب في خضوعها للقانون بحذافيره إلى آخر لحظة. فقد رفض كوباً من الحساء عندما لاحظ فيه قليلاً من الشحم. ولما ألـحّ أخ من إخوانه ليباركه، رفض، أو يخفض قلنسوته على عينيه حسب تقليد الرهبان.
وكان يرددّ في آخر لحظاته: "يسوع، مريـم… يـوسف… يا قديس بطرس ويا قديس بولس… يا أبا الحق…"
وانتقل إلى الأب ليلة عيد الميلاد 1898. بالضبط مائة سنة بعد ترميم محبسة عنّايـا.
وقد خلعت عنه ثيابه، وجد لابساً المسح متمنطقاً بزنّار من الشعر – فوري جثمانه في الأرض على عادة الرهبان، بـمقبرة الدير العامة، متسربلاً لباسه الرهباني.
وأكثر الذين عرفوه من جماعة الرهبان داخل الدير ومن عامة الناس خارجه، اعتبروا الراهب شربل، وهو على قيد الحياة، قديساً.
"البار كالنخل يسمو ومثل أرز لبنان ينمو
nona3- عضو محترف
- عدد الرسائل : 506
الديانة : مسيحى للابد
السٌّمعَة : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 23/01/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى