الاستاذ الدكتور سيادة سعادة استار الصرصار
صفحة 1 من اصل 1
الاستاذ الدكتور سيادة سعادة استار الصرصار
عاد المخرج الشاب على علوى من بعثته الدراسية فى فرنسا و قد طال شعر رأسه و أطلق شعر لحيته و غير اسمه و لقبه إلى : المخرج الطليعى على لوش أو عليلوش !
و منذ أن عاد عليلوش من باريس و هو يرفض كل قصة تعرض عليه لإخراجها , حتى اقتحم مكتبى يوما ليعلن فى سعادة غامرة أنه وجد القصة التى سينال على إخراجها – فى فيلم سينمائى – الجائزة الأولى فى مهرجان كان !
قال لى عليلوش : قصة رائعة اسمها الصرصار , فهذا أول فيلم يقوم ببطولته صرصار .. اتجاه طليعى سيهز الدنيا : صرصار يطارد امرأة فى شوارع القاهرة حتى يخرب بيتها , إنه يصعد وراءها فى المترو و الأوتوبيس و يمشى خلفها فوق الأرصفة الحافلة بالناس و يعبر فى أعقابها خط عبور المشاة فى قلب العاصمة .. هل تعرف الموراليتى ؟؟ مغزى القصة ؟؟ مغزاها هو : لا يهدم البيوت إلا الصراصير الحقيرة , فهذا الصرصار رمز لكل نفس دنيئة , إذ أنه يظل خلف الزوجة منذ أن تخرج من عمارة أمها فى مصر الجديدة حتى تدخل عمارتها فى باب اللوق , و تتقدم نحو الأسانسير , و هنا تكتشف الزوجة التى تخاف من الصراصير أن الصرصار عند أقدامها فتصرخ مذعورة و ترتمى – فى حركة لا شعورية – فى أحضان الجار الموجود فى الأسانسير , هنا يدخل الزوج من باب العمارة و يفاجأ بزوجته بين أحضان الجار و تقع المأساة و السبب هو هذا الصرصار الذى يعبر فى رمزية مكتملة عن الصراصير الآدمية الموجودة فى الحياة .. ما رأيك فى القصة ؟
- عظيمة يا عليلوش .. لكن من ينتجها ؟؟
- وافقوا على إنتاجها خلاص .
- مين ؟
- المؤسسة .. ماانت عارف ان فلان قريبى كوماندا كبير فى المؤسسة ..
- على خيرة الله ..
و هرب بطل الفيلم
و بدأ الصدام بين عليلوش و بين الإدارة المالية , فقد طلب عليلوش اعتماد مبلغ ألف جنيه – فوق ميزانية الفيلم – لشراء صراصير من الناس الذين كلفهم بجمع الصراصير حتى يختار من بينها الصرصار الموهوب الذى يتوسم فيه الاحساس الفنى ليقوم بهذا الدور الصعب .
و لقد وقف عليلوش يصيح فى الإدارة المالية قائلا : إن مجدى الفنى و مجد المؤسسة و مجد الفيلم المصرى كله مرتبط بقدرتى على تحريك الصرصار أمام الكاميرا كأى ممثل محترف , و لا يمكن أن يقوم بهذا الدور إلا الصرصار الذى أختاره أنا .
لكن مدير الإدارة صمم على عدم صرف مليم واحد زيادة و نصح عليلوش أن يلم شوية صراصير من مطبخه و مطابخ الجيران .. فالصراصير – فى كل مكان – على قفا من يشيل .
و صرخ عليلوش فى وجهه : أصلك موظف لا يمكن تقدر العمل الفنى .. افهم يابنى آدم .. الناس اللى انا ح كلفهم بلم الصراصير ناس من خلاصة الفنيين المتخصصين فى اكتشاف الوجوه الجديدة .. و بكرة تشوف ان صرصارى ح يبقى ستار عالمى و ح تخطفه هوليوود ..
و انتهى النزاع بانتصار وجهة نظر عليلوش بعد أن هدد بالتوقف عن إخراج الفيلم الذى سيحصل على الجائزة الأولى فى مهرجان كان !
و بدأ عليلوش بفحص ألوف الصراصير ليختار من بينها الصرصار البطل , و قدم المصور الفوتوغرافى فاتورة بألف جنيه تكاليف أفلام و ورق حساس بعد أن استدعى عليلوش ذلك المصور ليصور كل صرصار صورة ( فاس ) و صورة ( بروفيل ) حتى يمكن اكتشاف صرصار موهوب و فوتوجينيك أيضا .
و استقر رأى عليلوش على اختيار الصرصار البطل , و بدأ يرسم اللقطات الأولى : اقدام الزوجة تتحرك خارجة من مدخل عمارة أمها و خافها يسير الصرصار .. الأقدام و الصرصار فى كادر واحد بلقطة مكبرة .. تقف الزوجة برهة عند باب العمارة فيتوقف الصرصار خلفها : عند هذا الحد ألقى عليلوش بالقلم يصيح إعجابا : روعة يا عليلوش روعة !
و صدقت فراسة عليلوش فى الصرصار الذى اختاره نجما ! فقد سار خلف الزوجة و هى خارجة من مدخل العمارة , و تابعت الكاميرا أقدام الزوجة مع الصرصار فى كادر واحد , و صحيح أنه أعاد هذه اللقطة 397 مرة استهلك فيها 80 علبة فيلم خام ثمنها 2400 جنيه , و لكن هذا كله غير مهم . المهم الفن و الجائزة الأولى فى مهرجان كان .
و من جديد دب النزاع بين عليلوش و بين الإدارة المالية التى لا تفهم فى الفن , فقد رفضت الإدارة صرف علبة فيلم خام جديدة كما اعترضت على اعتماد مبلغ 300 جنيه تكاليف حراسة الصرصار البطل و العناية به و ندب أحد المتخصصين فى عالم الحشرات لتوفير الرعاية الصحية له , غير أن عليلوش استطاع أن ينتصر مرة أخرى على الإدارة المالية و إن كان قد فشل فى أن تؤمن المؤسسة على حياة الصرصار بمبلغ 50 ألف جنيه .
و استأنف عليلوش تصوير الفيلم , و دارت الكاميرا , و خرج الصرصار من باب العمارة خلف الزوجة , لكنه فجأة انحرف جاريا فى بلاعة مجارى و اختفى فيها .
و أصيب عليلوش بالجنون من ذلك الصرصار المغفل الذى يمكن أن يعطى الكثير من مواهبه الفنية ..
و أسرع إلى مصلحة المجارى لإخراج الصرصار من البلاعة , لكن المجارى اشترطت دفع مبلغ 30 جنيها رسوم خروج العمال للبحث عن الصرصار , هذا لا يهم فى سبيل انقاذ نجم الفيلم ..
و قام العمال باستخراج مئات الصراصير من البلاعة . و عرضوها على عليلوش الذى سالت دموعه لأنه لم يجد بينها نجم الفيلم .
و مضت أيام قليلة قبل أن يظهر هذا الإعلان فى الصحف :
"مطلوب فورا استئجار صرصار موهوب و مدرب مستعدون لكافة الشروط . المخابرة ت . 99999 ".
ميكى العجيب :
فى نفس اليوم , كان عليلوش أسعد إنسان فى الدنيا . فقد اتصل به تليفونيا رجل قدم نفسه باسم : محمد أبو سليم , خبير فى علم الحشرات , و قال أبو سليم أن لديه صرصارا مدربا اسمه ( ميكى ) و أنه يجرى على ( ميكى ) ابحاثا هامة ليعد موضوع رسالته فى الدكتوراة " قوى الإدراك عند الصرصور الأمريكى " .
و وصل الاستاذ أبو سليم حاملا ميكى فى بيت زجاجى أنيق .
لكن الاستاذ أبو سليم اشترط , لكى يعمل ميكى فى الفيلم , دفع تعويض قدره خمسة آلاف جنيه إذا أصيب ميكى بأى مكروه . كما أصر على أن يكون إيجار ميكى فى اليوم : خمسين جنيها .
و لم يكن أمام المخرج عليلوش إلا أن يقبل هذه الشروط و يخوض معركة جديدة مع الإدارة المالية ..
و استؤنف التصوير , و دارت الكاميرا فى مدخل العمارة التى تنصرف منها الزوجة . فقال عليلوش للصرصار المثقف بالإنجليزية التى لا يعرف غيرها :
ميكى .. جو أفتر ذى ليدى .. و تحرك ميكى على الفور فى أعقاب اقدام الزوجة , و كان على ميكى أن يقف فور وقوفها بباب العمارة , فهتف المخرج :
- ميكى .. ستوب ماى بيبى ..
و على الفور وقف الصرصار . و نجحت اللقطة نجاحا رائعا , و لم يتمالك عليلوش مشاعره , فالتقط ميكى من الأرض و راح يغمره بالقبلات ..
و نشبت معركة طاحنة بين عليلوش و الإدارة المالية بعد أن بلغت تكاليف الفيلم الذى لم يصور منه غير لقطتين : 54 ألف جنيه , ثم قفزت الميزانية إلى 70 ألف جنيه عندما صمم عليلوش على إقامة ديكورات فى الاستوديو تمثل الشوارع و ذلك خوفا على حياة ميكى من أخطار المرور و نعال المارة التى يمكن أن تسحقه فى غمضة عين لو تم التصوير فى الشوارع الحقيقية .
و ارتفعت الميزانية إلى 80 ألف جنيه , فقد تم التعاقد على استئجار عدد كبير من الاوتوبيسات و التاكسيات و الملاكى لزوم حركة المرور فى الشارع المقام داخل الاستوديو , كما جلب المخرج ألوف الممثلين الكومبارس ليقوموا بتمثيل دور المارة فى الشوارع !
و دارت الكاميرا لتصوير اللقطة الثالثة من الفيلم , إذ هتف المخرج قائلا للصرصار :
- ميكى .. جو أفتر ذى ليدى ( أى امش خلف السيدة ) .
و سار ميكى إلى جوار الحائط فى الشارع , و فجأة انقلب على ظهره و لفظ أنفاسه الأخيرة و اتضح أن الديكور كان مرشوشا بال د.د.ت لحفظه من الحشرات فى المخازن .
و تأجل الفيلم الطليعى إلى أجل غير مسمى .
و أصابنى الحزن – حقا – من أجل صرصار مثقف كان يمكن أن يكون أملا للسينما لكنه مات قبل الأوان و بعد أن ضيع علينا 80 ألف جنيه !
__________________
و منذ أن عاد عليلوش من باريس و هو يرفض كل قصة تعرض عليه لإخراجها , حتى اقتحم مكتبى يوما ليعلن فى سعادة غامرة أنه وجد القصة التى سينال على إخراجها – فى فيلم سينمائى – الجائزة الأولى فى مهرجان كان !
قال لى عليلوش : قصة رائعة اسمها الصرصار , فهذا أول فيلم يقوم ببطولته صرصار .. اتجاه طليعى سيهز الدنيا : صرصار يطارد امرأة فى شوارع القاهرة حتى يخرب بيتها , إنه يصعد وراءها فى المترو و الأوتوبيس و يمشى خلفها فوق الأرصفة الحافلة بالناس و يعبر فى أعقابها خط عبور المشاة فى قلب العاصمة .. هل تعرف الموراليتى ؟؟ مغزى القصة ؟؟ مغزاها هو : لا يهدم البيوت إلا الصراصير الحقيرة , فهذا الصرصار رمز لكل نفس دنيئة , إذ أنه يظل خلف الزوجة منذ أن تخرج من عمارة أمها فى مصر الجديدة حتى تدخل عمارتها فى باب اللوق , و تتقدم نحو الأسانسير , و هنا تكتشف الزوجة التى تخاف من الصراصير أن الصرصار عند أقدامها فتصرخ مذعورة و ترتمى – فى حركة لا شعورية – فى أحضان الجار الموجود فى الأسانسير , هنا يدخل الزوج من باب العمارة و يفاجأ بزوجته بين أحضان الجار و تقع المأساة و السبب هو هذا الصرصار الذى يعبر فى رمزية مكتملة عن الصراصير الآدمية الموجودة فى الحياة .. ما رأيك فى القصة ؟
- عظيمة يا عليلوش .. لكن من ينتجها ؟؟
- وافقوا على إنتاجها خلاص .
- مين ؟
- المؤسسة .. ماانت عارف ان فلان قريبى كوماندا كبير فى المؤسسة ..
- على خيرة الله ..
و هرب بطل الفيلم
و بدأ الصدام بين عليلوش و بين الإدارة المالية , فقد طلب عليلوش اعتماد مبلغ ألف جنيه – فوق ميزانية الفيلم – لشراء صراصير من الناس الذين كلفهم بجمع الصراصير حتى يختار من بينها الصرصار الموهوب الذى يتوسم فيه الاحساس الفنى ليقوم بهذا الدور الصعب .
و لقد وقف عليلوش يصيح فى الإدارة المالية قائلا : إن مجدى الفنى و مجد المؤسسة و مجد الفيلم المصرى كله مرتبط بقدرتى على تحريك الصرصار أمام الكاميرا كأى ممثل محترف , و لا يمكن أن يقوم بهذا الدور إلا الصرصار الذى أختاره أنا .
لكن مدير الإدارة صمم على عدم صرف مليم واحد زيادة و نصح عليلوش أن يلم شوية صراصير من مطبخه و مطابخ الجيران .. فالصراصير – فى كل مكان – على قفا من يشيل .
و صرخ عليلوش فى وجهه : أصلك موظف لا يمكن تقدر العمل الفنى .. افهم يابنى آدم .. الناس اللى انا ح كلفهم بلم الصراصير ناس من خلاصة الفنيين المتخصصين فى اكتشاف الوجوه الجديدة .. و بكرة تشوف ان صرصارى ح يبقى ستار عالمى و ح تخطفه هوليوود ..
و انتهى النزاع بانتصار وجهة نظر عليلوش بعد أن هدد بالتوقف عن إخراج الفيلم الذى سيحصل على الجائزة الأولى فى مهرجان كان !
و بدأ عليلوش بفحص ألوف الصراصير ليختار من بينها الصرصار البطل , و قدم المصور الفوتوغرافى فاتورة بألف جنيه تكاليف أفلام و ورق حساس بعد أن استدعى عليلوش ذلك المصور ليصور كل صرصار صورة ( فاس ) و صورة ( بروفيل ) حتى يمكن اكتشاف صرصار موهوب و فوتوجينيك أيضا .
و استقر رأى عليلوش على اختيار الصرصار البطل , و بدأ يرسم اللقطات الأولى : اقدام الزوجة تتحرك خارجة من مدخل عمارة أمها و خافها يسير الصرصار .. الأقدام و الصرصار فى كادر واحد بلقطة مكبرة .. تقف الزوجة برهة عند باب العمارة فيتوقف الصرصار خلفها : عند هذا الحد ألقى عليلوش بالقلم يصيح إعجابا : روعة يا عليلوش روعة !
و صدقت فراسة عليلوش فى الصرصار الذى اختاره نجما ! فقد سار خلف الزوجة و هى خارجة من مدخل العمارة , و تابعت الكاميرا أقدام الزوجة مع الصرصار فى كادر واحد , و صحيح أنه أعاد هذه اللقطة 397 مرة استهلك فيها 80 علبة فيلم خام ثمنها 2400 جنيه , و لكن هذا كله غير مهم . المهم الفن و الجائزة الأولى فى مهرجان كان .
و من جديد دب النزاع بين عليلوش و بين الإدارة المالية التى لا تفهم فى الفن , فقد رفضت الإدارة صرف علبة فيلم خام جديدة كما اعترضت على اعتماد مبلغ 300 جنيه تكاليف حراسة الصرصار البطل و العناية به و ندب أحد المتخصصين فى عالم الحشرات لتوفير الرعاية الصحية له , غير أن عليلوش استطاع أن ينتصر مرة أخرى على الإدارة المالية و إن كان قد فشل فى أن تؤمن المؤسسة على حياة الصرصار بمبلغ 50 ألف جنيه .
و استأنف عليلوش تصوير الفيلم , و دارت الكاميرا , و خرج الصرصار من باب العمارة خلف الزوجة , لكنه فجأة انحرف جاريا فى بلاعة مجارى و اختفى فيها .
و أصيب عليلوش بالجنون من ذلك الصرصار المغفل الذى يمكن أن يعطى الكثير من مواهبه الفنية ..
و أسرع إلى مصلحة المجارى لإخراج الصرصار من البلاعة , لكن المجارى اشترطت دفع مبلغ 30 جنيها رسوم خروج العمال للبحث عن الصرصار , هذا لا يهم فى سبيل انقاذ نجم الفيلم ..
و قام العمال باستخراج مئات الصراصير من البلاعة . و عرضوها على عليلوش الذى سالت دموعه لأنه لم يجد بينها نجم الفيلم .
و مضت أيام قليلة قبل أن يظهر هذا الإعلان فى الصحف :
"مطلوب فورا استئجار صرصار موهوب و مدرب مستعدون لكافة الشروط . المخابرة ت . 99999 ".
ميكى العجيب :
فى نفس اليوم , كان عليلوش أسعد إنسان فى الدنيا . فقد اتصل به تليفونيا رجل قدم نفسه باسم : محمد أبو سليم , خبير فى علم الحشرات , و قال أبو سليم أن لديه صرصارا مدربا اسمه ( ميكى ) و أنه يجرى على ( ميكى ) ابحاثا هامة ليعد موضوع رسالته فى الدكتوراة " قوى الإدراك عند الصرصور الأمريكى " .
و وصل الاستاذ أبو سليم حاملا ميكى فى بيت زجاجى أنيق .
لكن الاستاذ أبو سليم اشترط , لكى يعمل ميكى فى الفيلم , دفع تعويض قدره خمسة آلاف جنيه إذا أصيب ميكى بأى مكروه . كما أصر على أن يكون إيجار ميكى فى اليوم : خمسين جنيها .
و لم يكن أمام المخرج عليلوش إلا أن يقبل هذه الشروط و يخوض معركة جديدة مع الإدارة المالية ..
و استؤنف التصوير , و دارت الكاميرا فى مدخل العمارة التى تنصرف منها الزوجة . فقال عليلوش للصرصار المثقف بالإنجليزية التى لا يعرف غيرها :
ميكى .. جو أفتر ذى ليدى .. و تحرك ميكى على الفور فى أعقاب اقدام الزوجة , و كان على ميكى أن يقف فور وقوفها بباب العمارة , فهتف المخرج :
- ميكى .. ستوب ماى بيبى ..
و على الفور وقف الصرصار . و نجحت اللقطة نجاحا رائعا , و لم يتمالك عليلوش مشاعره , فالتقط ميكى من الأرض و راح يغمره بالقبلات ..
و نشبت معركة طاحنة بين عليلوش و الإدارة المالية بعد أن بلغت تكاليف الفيلم الذى لم يصور منه غير لقطتين : 54 ألف جنيه , ثم قفزت الميزانية إلى 70 ألف جنيه عندما صمم عليلوش على إقامة ديكورات فى الاستوديو تمثل الشوارع و ذلك خوفا على حياة ميكى من أخطار المرور و نعال المارة التى يمكن أن تسحقه فى غمضة عين لو تم التصوير فى الشوارع الحقيقية .
و ارتفعت الميزانية إلى 80 ألف جنيه , فقد تم التعاقد على استئجار عدد كبير من الاوتوبيسات و التاكسيات و الملاكى لزوم حركة المرور فى الشارع المقام داخل الاستوديو , كما جلب المخرج ألوف الممثلين الكومبارس ليقوموا بتمثيل دور المارة فى الشوارع !
و دارت الكاميرا لتصوير اللقطة الثالثة من الفيلم , إذ هتف المخرج قائلا للصرصار :
- ميكى .. جو أفتر ذى ليدى ( أى امش خلف السيدة ) .
و سار ميكى إلى جوار الحائط فى الشارع , و فجأة انقلب على ظهره و لفظ أنفاسه الأخيرة و اتضح أن الديكور كان مرشوشا بال د.د.ت لحفظه من الحشرات فى المخازن .
و تأجل الفيلم الطليعى إلى أجل غير مسمى .
و أصابنى الحزن – حقا – من أجل صرصار مثقف كان يمكن أن يكون أملا للسينما لكنه مات قبل الأوان و بعد أن ضيع علينا 80 ألف جنيه !
__________________
nona3- عضو محترف
- عدد الرسائل : 506
الديانة : مسيحى للابد
السٌّمعَة : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 23/01/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى