اندراوس الاورشاليمى رئيس الاساقفة

تذكار القديسات الشهيدات أغابي و أيريني و خيونيا(306)



قال القديس بولس الرسول" آن محبة يسوع المسيح تحثنا" متى تمكنت المحبة من القلب تضحي الحمامة الوديعة أسدا جباراً فتستميت في الدفاع عن صغار تحبها وأوكار تتعشقها.

أننا لا نعجب إذا رأينا قوداً كباراً أمثال جاورجيوس و ثاوذوروس يقدمن بشجاعة على العذاب و الموت لاجل المسيح ولانعجب من أساقفة و من رهبان يسفكون دماءهم حبا لمن تركوا الدنيا وأمجادها لاجله وكلنا نقف بإعجاب واكبار أمام صبايا بتولات وبنات وديعات وجلات تدفعهن محبتهن للمسيح آلي الإقدام بثغر باسم وقلب ثابت على السيوف المشهورة و الحراب اللامعة والامشاط الحديدية والنيران المتقدة آن البتول المسيحية النقية هي جمال النديا وبهجتها وعندما تجرد بدمها في سبيل الإله الفادي الذي عشقته نفسها تصبح الملكة المتلالئة المكللة بالغار المتشحة بأرجوان السماء

آن الشهيدات اغابي و ايريني و خيونيا آي محبة وسلام و ثلجة كن من مدينة تسالونيكي ومن طغمة العذارى المسيحيات التقيات النقيات فلما ثارت على الكنيسة موجة الاضطهاد على عهد ذيوكلسيانس و مكسيمانس خفن على بكارتهن وفضيلتهن من آن تمس أيدي الآثم و الفساد فهربن آلي الجبال من وجه الاضطهاد لكن الله كان يريد آن يظهر فيهن قوة نعمته بحسب قول الرسول بولس: آن القوة تكمل في الضعف: فوقعن بين أيدي عبدة الأوثان فقادهن آلي الوالي دلجنسيوس فلما مثلن بين يديه طرحن عنهن عاطفة الوجل واعددن أنفسهن لتلك المعركة النهائية .

فأخذت الوالى الحيرة لما رأى أمامه تلك الصبايا الناعمات واقفات موقف المجرمات فقال في نفسه :سوف اظفر بهن فلا يستطعن جواباً فالتفت آلي اغابي وقال لها كيف تجسرين على عصيان أوامر الملوك ؟ فاجابت بثبات ورصانة " لاني أومن بالاله الحي ولا أريد آن افقد ثمرة أيماني واعمالي الصالحة" فوجه كلامه آلي خيونيا وقال :وانت يا خيونيا ماذا تقولين ؟ فاجابت البتول :آني أنا ايضاً أومن بالمسيح ولذلك ليس بإمكاني آن اخضع للأوامر التي تكلمت عنها "

فسأل ايريني وقال لها: وآنت هل تتبعين غباوة وجهل رفقتيك ؟ فقالت ايريني: آنا لااقدر آن اخضع لأوامر الملوك واعبد الأوثان لاني أخاف الله .

فعاد الوالى آلي البتول أغابي وقال لها: أعملي الفكرة في آمرك بتأن وإياك و التسرع انه لافضل لك آن تطيعي آمر الملك وتذبحي لالهتنا القادرة .فقالت اغابي البطلة الباسلة انه لا يليق بي آن اعبد الشيطان فانك تضيع الوقت سدي في هذا الكلام فعزمي ثابت لا يتزعزع

فالتفت آلي خيونيا وقال لها: وآنت ماذا تحبين يا خيونيا ؟ فقالت :لا اظنك تنجح في آن تغير شيئا من أيماننا ولا تزعزعنا في ثباتنا .

ففكر الوالى وقال في نفسه : أنزل العقاب الصارم في هاتين الاثنتين فيهلع قلب ايريني فترجع عن غيها فحكم على اغابي و خيونيا آن تحرقا بالنار فساقها الجند آلي الآتون المتقد فمشتا أليه بقدم ثابتة و قلب متهلل وفازتا في ذلك اللهيب بإكليل الاستشهاد.

آن البتولات الشهيدات هن مجد الكنيسة وفرح الملائكة وزينة الاخدار العلوية.آما ايريني فاعادوها آلي السجن لتفكر في آمرها فعادت إليه حزينة لكونها لم توجد بعد آهلا لاكليل المجد في السماء.

ثم عاد الوالى فأحضرها أمامه واخذ يتهدها و يتوعدها ويحاول الظفر بها فاصطدم ببرج شاهق البنيان ثابت الأركان لا تزعزعه الرياح ولاتناله العواصف فغاظته شهامتها وعزة نفسها فأراد آن ينتقم منا فحكم عليها بأن تعرى من ثيابها وتطرح للبغاء مع الساقطات من النساء فأسرع الرب يسوع عروسته وانقذ عفافها من آن تغتاله المفاسد فلم يجسر احد آن يقربها فلما رأى الوالى ذلك أمر بأن تحرق فذهبت مسرعة وقلبها يهتز طرباً فرحة بملاقاة عريس نفسها الالهي وبقيت في طريقها آلي الأتون تترنم بالمزامير حتى دنت من النار فألقت هي بنفسها فيها وطارت روحها الذكية آلي الاخدار العلوية .

آن البنات الشهيدات هن فخر الكنيسة لأنهن الضعيفات القويات و العروسات المخلصات حتى الموت لختن البيعة يسوع المسيح