ياقليل الايمان لماذا شككت؟
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ياقليل الايمان لماذا شككت؟
إننى أتذكر يوما شتويا يقف كالصخرة فى حياتى . كان الجو أبرد من المعتاد ، وكان مرتبنا لا يدفع بانتظام ، وإذا دفع لم يكن يكفى أغلب احتياجاتنا .
كان زوجى أغلب الأوقات بعيداً عنا ، كان يسافر من منطقة لأخرى . أولادنا كانوا بصحة جيدة ، عدا روث الصغيرة التى كانت تتوعك ، وفى النهاية لم يكن أحد منا لديه ملابس لائقة . كنت قد رقعت الملابس مرة ومرات ، وروحنا المعنوية منخفضة غارقة وفى غاية الانحطاط . فقد كان بئر الماء على وشك الجفاف وكانت الرياح تصفر خلال شقوق الأرضية . كان شعب الأبرشية أناساً طيبين وكذلك كرماء ، ولكن المنطقة كانت جديدة ، وكانت كل عائلة تجاهد من أجل أن تعيش . وقليلا قليلا كان أغلب إيمانى قد بدأ يخبو ، فى الوقت الذى احتجت إليه بشدة ،. فى بداية حياتى تعلمت أن أمسك بالله من خلال كلمته ، وكنت أظن أننى تعلمت هذا الدرس جيداً . كنت قد عرفت مواعيد الله فى الأوقات الصعبة الحالكة ، عرفته مثلما عرفه داود " كحصنى ومخلصى " . والآن كان كل ما يمكننى أن أرفعه هو صلاة يومية لطلب الغفران . كان ثقل معطف زوجى يكفى بالكاد برد شهر أكتوبر ، وكان مضطرا أن يركب مسافرا أميالا ليخدم فى اجتماع أو من أجل جنازة . ومرات كثيرة كان إفطارنا عبارة عن فطيرة هندية ( خبز من الذرة ) وشاى بدون سكر .
عيد الميلاد كان على وشك ، والأطفال دائما يتوقعون فيه هداياهم . وأنا أتذكر أن الجليد كان سميكا وناعما والأولاد كانوا متعلقين بزوج من أحذية التزحلق . وابنتى روث بطريقة غير مفهومة ، أصبحت رافضة تماما للعرائس التى كنت أعملها لها وأخذت تقول أنها لم تعد مناسبة . وهى ترغب فى عروسة كبيرة ، وأصرت أن تستمر مصلية من أجل ذلك . كنت أعرف أنه مستحيل ، ولكننى كنت أرغب أن أقدم هدية لكل طفل . كان الأمر يبدو كما لو أن الله قد تخلى عنا ، ولكننى لم أقل لزوجى شئاً من كل هذا . كان يعمل بشغف ومن قلبه . وافترضت أنه ممتلئ بالرجاء كحاله دائما . احتفظت بحجرة المعيشة فى صورة مبهجة بوجود نيران بالمدفئة دائما ، وحاولت أن أقدم وجباتنا الضئيلة بصورة جذابة على قدر ما استطعت .
فى صباح اليوم السابق لعيد الميلاد استدعى زوجى القس جيمس لزيارة رجل مريض . فلففت له قطعة من الخبز من أجل غذائه وكان هذا أفضل ما استطعت عمله . لففت شالى المشغول حول رقبته ثم حاولت أن أهمس فى أذنه بوعد كتابى كما تعودت أن أفعل دائما ، ولكن الكلمات ماتت فوق شفتىّ . وتركته يذهب دون وعد . كان هذا اليوم مظلما ، وبلا أمل . قدت الأولاد للفراش مبكراً لأننى لم أستطع تحمل أحاديثهم . وعندما ذهبت روث للفراش سمعت صلاتها . وفيها طلبت للمرة الأخيرة بصورة واضحة لا لبس فيها من أجل عروسة لها ومن أجل أحذية تزحلق لأخويها . وبدا وجهها اللامع ممتلئاً بالحيوية وهى تهمس قائلة لى " انتى تعرفين يا ماما أننى أتوقع وجودها هنا فى الصباح الباكر " . جلست بعدها وحدى وأطلقت العنان لأكثر الدموع مرارة .
وبعدها بوقت ليس بعيد عاد زوجى جيمس ، متعبا ويرتعش من البرد . وخلع حذاءه ، وانخلع مع الحذاء شرابه الرقيق السمك ، وبدت قدماه محمرتين من شدة البرد ، فقلت " أننى لا أعامل كلب بهذه الطريقة فدعك من خادم مخلص ! " . ثم إذا نظرت لأعلى ورأيت الخطوط القاسية المرتسمة على وجهه ، ونظرة اليأس ، التى انبعثت منه منتقلة لى . أدركت أن جيمس هو الآخر قد ضاع مثلى .أحضرت له قدحا من الشاى ، وفى شعور بالسأم و الدوار على أحسن الأحوال . أمسك بيدى وجلسنا صامتين لمدة ساعة بدون أى كلمة . رغبت وقتها أن أموت وأقابل الرب ، وأقول له أن مواعيده لم تكن صادقة ، كانت نفسى ممتلئة بروح اليأس والتمرد .
سمعنا صوت أجراس ، ثم توقف مفاجئ ثم قرع عال على الباب . فقام زوجى جيمس ليفتح الباب . حيث وجد الشماس هوايت واقفاً وقال " هناك صندوق قد وصل بالقطار السريع قبيل حلول الظلام ، وقد أحضرته بأسرع ما وجدت الفرصة . لأنى توقعت أن يكون الصندوق خاص بعيد الميلاد ؟ . وقلت أنه على أية حال ينبغى أن يصلكم اليوم . وهذا ديك رومى طلبت منى زوجتى أن أحضره لكم ، وهناك أشياء أخرى أنا أثق أنها تخصكم " . كان هناك سبتا ممتلئا بالبطاطس ، وكيس دقيق . وكان يتحدث كل الوقت ثم ذهب مسرعا وركب العربة . وقال تصبحون على خير بحرارة ومن قلبه ثم قاد العربة مبتعداً . وأحضر جيمس وهو ما زال فى صمته أجنة وفتح الصندوق . وأخرج منه أول ما أخرج بطانية حمراء ، ورأينا تحتها أن الصندوق ممتلئ بالملابس . وبدا الأمر فى تلك اللحظة كما لو أن المسيح ثبت على نظرة موبخة . جلس جيمس وهو يغطى وجهه بيديه ، ثم قال متعجبا " أنا لا يمكننى لمس هذه الأشياء " ، فأنا لم أكن مخلصا عندما جربنى الله ليرى إن كان يمكننى أن أصمد . هل تعتقدين أننى لم أكن أرى كم كنت تعانين ؟ . ولكن لم يكن لدى كلمة مساندة لأقدمها. ولكننى تعلمت الآن كيف أعظ عن بشاعة الابتعاد عن الله " .
فقلت له وأنا اقترب إليه " جيمس لا تأخذ الأمر فى قلبك هكذا ، أنا الملومة ، فقد كان ينبغى علىّ أن أساعدك . لنطلب منه نحن الاثنان أن يغفر لنا . "
فقال " انتظرى دقيقة يا عزيزتى فأنا لا يمكننى الكلام الآن " . ثم ذهب لغرفة أخرى . بينما ركعت أنا وقلبى كسير . وفى الحال كل الظلمة ، وكل العناد ذهبوا بعيدا . وعاد يسوع الى مرة أخرى بالكلمة الحلوة " ابنتى " ، وبالمواعيد الرقيقة العذبة وفرحة النفس الغامرة . استغرقت فى التسبيح والشكر حتى أننى نسيت أى شئ آخر . لم أدرك كم مر من الوقت حين عاد زوجى جيمس ولكنه هو أيضا كان قد استعاد سلامه . وقال " الآن يا زوجتى العزيزة ، دعينا نشكر الرب سويا " ، ثم سكب كلمات التسبيح ، مستخدما آيات كلمة الله التى لا يفوقها شئ فى التعبير عند رفع صلاة شكر .
كانت ساعتها الحادية عشر وقد خبت النيران فى المدفأة وكان هناك صندوقا كبيراً ، لم نلمس شئ فيه غير البطانية الدافئة التى كنا فى مسيس الحاجة لها . فوضعنا خشباً جديداً فى المدفأة ، وأوقدنا شمعتين ، وبدأنا فى فحص كنزنا . فأخرجنا معطفاً . وجعلت جيمس يقيسه ، فكان مقاسه مناسباً ، فرقصت فرحة حوله . ثم كان هناك عباءة أصر هو أن يرانى أرتديها . كانت روحى دائما تؤثر فى زوجى جيمس ، فضحكنا معا كطفلين غريرين .
كان هناك أيضا مجموعة من الملابس الدافئة كما كان هناك ثلاث أزواج من الشرابات الصوفية . كان هناك أيضا فستانا لى ، وأمتار من القماش ، وزوج أحذية واقية من الماء لكل واحد منا . وفى حذائى قطعة من الورق ما زالت معى وانتوى أن أعطيها لأولادى . مكتوب فيها بركة يعقوب لأشير " حديد و نحاس مزاليجك( أحذيتك فى الإنجليزية )و كايامك راحتك . تثنية 33 : 25 " . وفى القفازات التى بالتأكيد كانت لجيمس ، كتبت نفس اليد العزيزة " لاني انا الرب الهك الممسك بيمينك القائل لك لا تخف انا اعينك . أشعياء 41 : 13 " .
كان صندوقا رائعاً ، وقد أعد بعناية متفكرة ومهتمة . وكان فيه أيضا بذلة لكل من الولدين ، وفستان أحمر صغير لروث . وكان هناك بعض القفازات وبعض الأوشحة وأغطية الرأس . و فى اسفل الصندوق كان هناك صندوقاً آخر . قمنا بفتحه وإذا بداخله عروسة شمعية كبيرة . فانفجرت دموعى تسيل .
وكذلك بكى زوجى جيمس فرحاً . فقد كان شيئا كثيراً . ولكنن كلينا اندهش مرة أخرى بعد ذلك . فبجوار صندوق العروسة كان هناك زوجُ من أحذية التزحلق !! . كما كان هناك كتبُ لنا لنقراءها ، البعض منها كنت أتمنى أن أراه ، وقصص للأطفال ليقرؤوها ، كما كان هناك مآزر وملابس داخلية ، وفيونكات من الأشرطة ، و وعاء صغير بهيج لأدوات الخياطة ، وصورة حلوة ، إبر ، أزرار ، خيط وأشياء أخرى ، وكذلك ظرف بداخله قطعة ذهبية ذات عشرة دولارات . وفى النهاية صرخنا من اجل كل شئ أخرجناه من الصندوق .
كان الوقت قد أصبح منتصف الليل وكنا نحن قد أرهقنا وتعبنا حتى مع كل هذا الفرح . فعملت أنا فنجان من الشاى وقطعت رغيفا طازجا بينما سلق جيمس بعضاً من البيض . وقربنا السفرة من النيران وكم تمتعنا بعشائنا ! ، ثم جلسنا وتحدثنا عن حياتنا وكيف أن معونة الرب دائما أكيدة .
يا ليتك كنت رأيت الأولاد فى صباح اليوم التالى ، صرخ الأولاد فرحا عندما وقعت عيونهم على أحذية التزحلق ، أما روث فقد أخذت عروستها واحتضنتها بقوة دون أن تنبث بكلمة ثم ذهبت الى غرفتها وركعت عند الفراش . وعندما عادت مرة أخرى همست فى أذنى قائلة " أنا أعرف أنهم لا بد سيكونون هنا يا ماما ، ولكننى أريد أن أشكر الله أيضاً . نظرنا من النافذة لنشاهد الأولاد خارج المنزل وهم يتزحلقون على الجليد بكل قوتهم .
حاولت أنا وزوجى القسيس أن نشكر الكنيسة التى فى الشرق والتى أرسلت لنا الصندوق وأخذنا نرفع صلاة شكر يوميا لله من وقتها . مرت علينا أوقات صعبة مرة ومرات ولكننا وثقنا فيه ، ولم نعد نخاف شئ أكثر من رعبنا من الشك فى عنايته الحافظة . ومرة تلو الأخرى برهن لنا أن " الاشبال احتاجت و جاعت و اما طالبو الرب فلا يعوزهم شيء من الخير (مزمور 34 : 10) ".
• كما أن الله أمد المخلص بحاجته منذ سنوات طويلة مضت ، مازال هو الذى يعطى لنا أيضا فى هذه الأيام .
• نحن نكون أغبياء حينما نفكر أنه كلما كان لدينا أكثر كنا أكثر سعادة . فعندما يكون لنا الكثير تبدأ المتاعب ، فلنكن سعداء بما لدينا من نعم .
• لعل هذه القصة تساعدنا جميعا أن نكون أكثر اكتفاء بهباتنا التى ننظر اليها على أنها من المسلمات .
كان زوجى أغلب الأوقات بعيداً عنا ، كان يسافر من منطقة لأخرى . أولادنا كانوا بصحة جيدة ، عدا روث الصغيرة التى كانت تتوعك ، وفى النهاية لم يكن أحد منا لديه ملابس لائقة . كنت قد رقعت الملابس مرة ومرات ، وروحنا المعنوية منخفضة غارقة وفى غاية الانحطاط . فقد كان بئر الماء على وشك الجفاف وكانت الرياح تصفر خلال شقوق الأرضية . كان شعب الأبرشية أناساً طيبين وكذلك كرماء ، ولكن المنطقة كانت جديدة ، وكانت كل عائلة تجاهد من أجل أن تعيش . وقليلا قليلا كان أغلب إيمانى قد بدأ يخبو ، فى الوقت الذى احتجت إليه بشدة ،. فى بداية حياتى تعلمت أن أمسك بالله من خلال كلمته ، وكنت أظن أننى تعلمت هذا الدرس جيداً . كنت قد عرفت مواعيد الله فى الأوقات الصعبة الحالكة ، عرفته مثلما عرفه داود " كحصنى ومخلصى " . والآن كان كل ما يمكننى أن أرفعه هو صلاة يومية لطلب الغفران . كان ثقل معطف زوجى يكفى بالكاد برد شهر أكتوبر ، وكان مضطرا أن يركب مسافرا أميالا ليخدم فى اجتماع أو من أجل جنازة . ومرات كثيرة كان إفطارنا عبارة عن فطيرة هندية ( خبز من الذرة ) وشاى بدون سكر .
عيد الميلاد كان على وشك ، والأطفال دائما يتوقعون فيه هداياهم . وأنا أتذكر أن الجليد كان سميكا وناعما والأولاد كانوا متعلقين بزوج من أحذية التزحلق . وابنتى روث بطريقة غير مفهومة ، أصبحت رافضة تماما للعرائس التى كنت أعملها لها وأخذت تقول أنها لم تعد مناسبة . وهى ترغب فى عروسة كبيرة ، وأصرت أن تستمر مصلية من أجل ذلك . كنت أعرف أنه مستحيل ، ولكننى كنت أرغب أن أقدم هدية لكل طفل . كان الأمر يبدو كما لو أن الله قد تخلى عنا ، ولكننى لم أقل لزوجى شئاً من كل هذا . كان يعمل بشغف ومن قلبه . وافترضت أنه ممتلئ بالرجاء كحاله دائما . احتفظت بحجرة المعيشة فى صورة مبهجة بوجود نيران بالمدفئة دائما ، وحاولت أن أقدم وجباتنا الضئيلة بصورة جذابة على قدر ما استطعت .
فى صباح اليوم السابق لعيد الميلاد استدعى زوجى القس جيمس لزيارة رجل مريض . فلففت له قطعة من الخبز من أجل غذائه وكان هذا أفضل ما استطعت عمله . لففت شالى المشغول حول رقبته ثم حاولت أن أهمس فى أذنه بوعد كتابى كما تعودت أن أفعل دائما ، ولكن الكلمات ماتت فوق شفتىّ . وتركته يذهب دون وعد . كان هذا اليوم مظلما ، وبلا أمل . قدت الأولاد للفراش مبكراً لأننى لم أستطع تحمل أحاديثهم . وعندما ذهبت روث للفراش سمعت صلاتها . وفيها طلبت للمرة الأخيرة بصورة واضحة لا لبس فيها من أجل عروسة لها ومن أجل أحذية تزحلق لأخويها . وبدا وجهها اللامع ممتلئاً بالحيوية وهى تهمس قائلة لى " انتى تعرفين يا ماما أننى أتوقع وجودها هنا فى الصباح الباكر " . جلست بعدها وحدى وأطلقت العنان لأكثر الدموع مرارة .
وبعدها بوقت ليس بعيد عاد زوجى جيمس ، متعبا ويرتعش من البرد . وخلع حذاءه ، وانخلع مع الحذاء شرابه الرقيق السمك ، وبدت قدماه محمرتين من شدة البرد ، فقلت " أننى لا أعامل كلب بهذه الطريقة فدعك من خادم مخلص ! " . ثم إذا نظرت لأعلى ورأيت الخطوط القاسية المرتسمة على وجهه ، ونظرة اليأس ، التى انبعثت منه منتقلة لى . أدركت أن جيمس هو الآخر قد ضاع مثلى .أحضرت له قدحا من الشاى ، وفى شعور بالسأم و الدوار على أحسن الأحوال . أمسك بيدى وجلسنا صامتين لمدة ساعة بدون أى كلمة . رغبت وقتها أن أموت وأقابل الرب ، وأقول له أن مواعيده لم تكن صادقة ، كانت نفسى ممتلئة بروح اليأس والتمرد .
سمعنا صوت أجراس ، ثم توقف مفاجئ ثم قرع عال على الباب . فقام زوجى جيمس ليفتح الباب . حيث وجد الشماس هوايت واقفاً وقال " هناك صندوق قد وصل بالقطار السريع قبيل حلول الظلام ، وقد أحضرته بأسرع ما وجدت الفرصة . لأنى توقعت أن يكون الصندوق خاص بعيد الميلاد ؟ . وقلت أنه على أية حال ينبغى أن يصلكم اليوم . وهذا ديك رومى طلبت منى زوجتى أن أحضره لكم ، وهناك أشياء أخرى أنا أثق أنها تخصكم " . كان هناك سبتا ممتلئا بالبطاطس ، وكيس دقيق . وكان يتحدث كل الوقت ثم ذهب مسرعا وركب العربة . وقال تصبحون على خير بحرارة ومن قلبه ثم قاد العربة مبتعداً . وأحضر جيمس وهو ما زال فى صمته أجنة وفتح الصندوق . وأخرج منه أول ما أخرج بطانية حمراء ، ورأينا تحتها أن الصندوق ممتلئ بالملابس . وبدا الأمر فى تلك اللحظة كما لو أن المسيح ثبت على نظرة موبخة . جلس جيمس وهو يغطى وجهه بيديه ، ثم قال متعجبا " أنا لا يمكننى لمس هذه الأشياء " ، فأنا لم أكن مخلصا عندما جربنى الله ليرى إن كان يمكننى أن أصمد . هل تعتقدين أننى لم أكن أرى كم كنت تعانين ؟ . ولكن لم يكن لدى كلمة مساندة لأقدمها. ولكننى تعلمت الآن كيف أعظ عن بشاعة الابتعاد عن الله " .
فقلت له وأنا اقترب إليه " جيمس لا تأخذ الأمر فى قلبك هكذا ، أنا الملومة ، فقد كان ينبغى علىّ أن أساعدك . لنطلب منه نحن الاثنان أن يغفر لنا . "
فقال " انتظرى دقيقة يا عزيزتى فأنا لا يمكننى الكلام الآن " . ثم ذهب لغرفة أخرى . بينما ركعت أنا وقلبى كسير . وفى الحال كل الظلمة ، وكل العناد ذهبوا بعيدا . وعاد يسوع الى مرة أخرى بالكلمة الحلوة " ابنتى " ، وبالمواعيد الرقيقة العذبة وفرحة النفس الغامرة . استغرقت فى التسبيح والشكر حتى أننى نسيت أى شئ آخر . لم أدرك كم مر من الوقت حين عاد زوجى جيمس ولكنه هو أيضا كان قد استعاد سلامه . وقال " الآن يا زوجتى العزيزة ، دعينا نشكر الرب سويا " ، ثم سكب كلمات التسبيح ، مستخدما آيات كلمة الله التى لا يفوقها شئ فى التعبير عند رفع صلاة شكر .
كانت ساعتها الحادية عشر وقد خبت النيران فى المدفأة وكان هناك صندوقا كبيراً ، لم نلمس شئ فيه غير البطانية الدافئة التى كنا فى مسيس الحاجة لها . فوضعنا خشباً جديداً فى المدفأة ، وأوقدنا شمعتين ، وبدأنا فى فحص كنزنا . فأخرجنا معطفاً . وجعلت جيمس يقيسه ، فكان مقاسه مناسباً ، فرقصت فرحة حوله . ثم كان هناك عباءة أصر هو أن يرانى أرتديها . كانت روحى دائما تؤثر فى زوجى جيمس ، فضحكنا معا كطفلين غريرين .
كان هناك أيضا مجموعة من الملابس الدافئة كما كان هناك ثلاث أزواج من الشرابات الصوفية . كان هناك أيضا فستانا لى ، وأمتار من القماش ، وزوج أحذية واقية من الماء لكل واحد منا . وفى حذائى قطعة من الورق ما زالت معى وانتوى أن أعطيها لأولادى . مكتوب فيها بركة يعقوب لأشير " حديد و نحاس مزاليجك( أحذيتك فى الإنجليزية )و كايامك راحتك . تثنية 33 : 25 " . وفى القفازات التى بالتأكيد كانت لجيمس ، كتبت نفس اليد العزيزة " لاني انا الرب الهك الممسك بيمينك القائل لك لا تخف انا اعينك . أشعياء 41 : 13 " .
كان صندوقا رائعاً ، وقد أعد بعناية متفكرة ومهتمة . وكان فيه أيضا بذلة لكل من الولدين ، وفستان أحمر صغير لروث . وكان هناك بعض القفازات وبعض الأوشحة وأغطية الرأس . و فى اسفل الصندوق كان هناك صندوقاً آخر . قمنا بفتحه وإذا بداخله عروسة شمعية كبيرة . فانفجرت دموعى تسيل .
وكذلك بكى زوجى جيمس فرحاً . فقد كان شيئا كثيراً . ولكنن كلينا اندهش مرة أخرى بعد ذلك . فبجوار صندوق العروسة كان هناك زوجُ من أحذية التزحلق !! . كما كان هناك كتبُ لنا لنقراءها ، البعض منها كنت أتمنى أن أراه ، وقصص للأطفال ليقرؤوها ، كما كان هناك مآزر وملابس داخلية ، وفيونكات من الأشرطة ، و وعاء صغير بهيج لأدوات الخياطة ، وصورة حلوة ، إبر ، أزرار ، خيط وأشياء أخرى ، وكذلك ظرف بداخله قطعة ذهبية ذات عشرة دولارات . وفى النهاية صرخنا من اجل كل شئ أخرجناه من الصندوق .
كان الوقت قد أصبح منتصف الليل وكنا نحن قد أرهقنا وتعبنا حتى مع كل هذا الفرح . فعملت أنا فنجان من الشاى وقطعت رغيفا طازجا بينما سلق جيمس بعضاً من البيض . وقربنا السفرة من النيران وكم تمتعنا بعشائنا ! ، ثم جلسنا وتحدثنا عن حياتنا وكيف أن معونة الرب دائما أكيدة .
يا ليتك كنت رأيت الأولاد فى صباح اليوم التالى ، صرخ الأولاد فرحا عندما وقعت عيونهم على أحذية التزحلق ، أما روث فقد أخذت عروستها واحتضنتها بقوة دون أن تنبث بكلمة ثم ذهبت الى غرفتها وركعت عند الفراش . وعندما عادت مرة أخرى همست فى أذنى قائلة " أنا أعرف أنهم لا بد سيكونون هنا يا ماما ، ولكننى أريد أن أشكر الله أيضاً . نظرنا من النافذة لنشاهد الأولاد خارج المنزل وهم يتزحلقون على الجليد بكل قوتهم .
حاولت أنا وزوجى القسيس أن نشكر الكنيسة التى فى الشرق والتى أرسلت لنا الصندوق وأخذنا نرفع صلاة شكر يوميا لله من وقتها . مرت علينا أوقات صعبة مرة ومرات ولكننا وثقنا فيه ، ولم نعد نخاف شئ أكثر من رعبنا من الشك فى عنايته الحافظة . ومرة تلو الأخرى برهن لنا أن " الاشبال احتاجت و جاعت و اما طالبو الرب فلا يعوزهم شيء من الخير (مزمور 34 : 10) ".
• كما أن الله أمد المخلص بحاجته منذ سنوات طويلة مضت ، مازال هو الذى يعطى لنا أيضا فى هذه الأيام .
• نحن نكون أغبياء حينما نفكر أنه كلما كان لدينا أكثر كنا أكثر سعادة . فعندما يكون لنا الكثير تبدأ المتاعب ، فلنكن سعداء بما لدينا من نعم .
• لعل هذه القصة تساعدنا جميعا أن نكون أكثر اكتفاء بهباتنا التى ننظر اليها على أنها من المسلمات .
منقــــــــــــــــــول
مارو- عضوvip
-
عدد الرسائل : 799
العمر : 43
الدولة : القاهرة
الديانة : مسيحية
شفيعي :
السٌّمعَة : 6
نقاط : 12
تاريخ التسجيل : 23/01/2008
رد: ياقليل الايمان لماذا شككت؟
الله مارو على الوعظة الرائعه الرب يبارك حياتك
adel baket- مشرف
-
عدد الرسائل : 565
العمر : 71
الدولة : انا ساكن فى حصون الصخر
الديانة : مــــــــــــــــــــــسيحى
السٌّمعَة : 0
نقاط : 25
تاريخ التسجيل : 12/11/2007
رد: ياقليل الايمان لماذا شككت؟
حلوووووووووة قوووووووووى
شكرا ليكى
شكرا ليكى
meriبنت يسوع
-
عدد الرسائل : 2152
العمر : 38
الدولة : مصر
الديانة : مسيحية
مزاجي :
شفيعي :
السٌّمعَة : 20
نقاط : 30
تاريخ التسجيل : 17/10/2007
بطاقة الشخصية
لقبك: اختار لقبك وحط وسام لك
مواضيع مماثلة
» الايمان بالغيب والشهاده.
» فيلم بطرس صخرة الايمان
» { نــاظرين الى رئيس الايمان ومكمله يسوع }
» سلسلة ابطال الايمان (17cd) ابرهيم داود .... dvd
» لماذا انامسيحى؟؟
» فيلم بطرس صخرة الايمان
» { نــاظرين الى رئيس الايمان ومكمله يسوع }
» سلسلة ابطال الايمان (17cd) ابرهيم داود .... dvd
» لماذا انامسيحى؟؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى