عندما صمت البيانو
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عندما صمت البيانو
من طرف tyota الخميس أغسطس 28, 2008 7:27 am
فركت سوزان عينيها بيديها ثم هتفت بكل قوتها من اعماق قلبها " ترٌى ها أنا فى حلم جميل أنه قد تحقق المستحيل " كان ذلك فى شهر اغسطس 1991 اسعد ألاشهر على وجه الإطلاق فى حياه سوزان وحيدة والديها ، التى نشأت فى ارقى العائلات فى إحدى محافظات صعيد مصر.
وبالتحديد كان هناك يومان فى حياه سوزان لن تنساهما على مر الزمان .الاول يوم ان ظهرت نتيجه الثانوية العامة فحصلت على مجموع 93.2% والتانى يوم ظهور نتيجه التنسيق وإستلامها الكارت ومكتوب عليه اسمها ومعه اسم كليه الصيدله حلم حياتها الأول .
ولكن كان عصر ومساء هذا اليوم أكثر إثارة من مجرد قبولها بكليه الصيدله فلقد استيقظت الساعة الخامسه بعد الظهر على صوت اقدام وقفت بجوار سريرها ثم شعرت بيد تمتد تحت الوساة التى تنام عليها ، وعندما فتحت عينيها وجدت اباها يبتسم ابتسامة فهمت معناها سريعاً، فوضعت يدها تحت الوسادة لتجد مفتاحاً بسلسلة ، وعندما رفعته امام عينيها قال لها ابوها : إنها عربة فيات 128 جديده لكِ يا أعظم دكتورة ، تتناسب مع ابنتى الأمورة لتذهب بها للجامعة ....قفزت سوزان من على السرير وقبلًِِِِِِت والدها ، وفى لحظات كانت تقف تحت العمارة لتتأمل فى عربتها الحمراء الجديدة وهى تتلألأ فى بهاء كعروس تنتظر مجيء عريسها.
رجعت سوزان من النادى فى المساء ، دخلت حجرتها فكاد أن يتوقف قلبها من شدة الفرح ، فها هو أمل حياتها السعيد ..البيانو الجديد قد وضع فى حجرتها ، ولمحت فوقه " كارت" مكتوب عليه "هدية حبُية لأجمل صيدلانية"التوقيع..ماما..وبعد ان قبلًت أمها جلست سوزان لتعزف أبهج الألحان ، فلقد ابتسم لها الزمان..وبكل هيام عزفت الأنغام التى تغنى بدون كلام عن كل الأحلام التى عاشتها طوال الأيام.
لم يمض إلا أربعة اشهر فقط حتى كان شهر ديسمبر سنه 1991 حيث بدأ الإرهاق والإعياء الشديدان على وجه سوزان، وظن الجميع أنه نتيجة طبيعية لمجهود الدراسة فى الكلية ، حتى كانت سوزان بين اشهر الأطباء من أساتذة الجامعة .ولن تنسى سوزان يوم وقفت بجسد تعبان وذهن حيران تستمع من خلف الجدران ما يقوله استاذ التحاليللتسمع كلمه " سرطان". "نعم سرطان الدم" كلمة كانت كالسهم طعنتها بسيف الأحزان فيما داخل الكيان .
جلست سوزان لتعزف على البيانو الجديد ، ولكن هذه المرة كانت بنفسها المرُة فلم تعزف سوزان ألحان القلب الفرحان كما كان منذ شهور من الزمان ، لكنها عزفت ألحان الأشجان .وكانت وكأنها تناجى هذا السرطان ..
ايها السرطان يا منبع الأحزان ..ألم تتعلم شيئاً عن الحنان.. ألم تفرق بين إنسان وإنسان أو بين الشيوخ والشبان ، بين إنسان فرحان وآخر يغرق فى الأحزان .ولا حتى بين البنات ولا الفتيان ..فيا لك من سرطان قاسى وجبان.
إبتداء اأب يعُدِ لعلاج ابنته الوحيدة فى مستشفيات أوروبا فلقد ساءت الحالة سريعاً ...
وفى ثلاثة أيام كانت سوزان تنام وقد فقدت الوعى بالتمام .ولكن فجأة استيقظت من الغيبوبة وكان الأب يُمسك بيدها اليُمنى والأم بيدها اليُسرى ، وعندما نظرت اليهما انهارت سوزان فى بكاء رهيب ثم تكلمت وقالت لهما : بابا..ماما..أشعر أنى سأغادر الأرض عن قريب وأحاول أن اغفر لكما ، ولكن لاأستطيع.
كانت هذه الكلمات كالعاصفة الصاعقة على والديها ولا سيما كلمة "أغفر لكما" فقال لها الأب وهو يحاول أن يتمالك دموعه بلا جدوى ..تغفرى لنا يا بنتى..تغفرى ماذا ؟
على..وعندها قاطعته سوزان قبل ان يكمل جملته..باب ليس لأجل الصيدلة أو العربية ولا النادى ولا البيانو ، فأنا مديونة لكم بالشكر ، لانكما علمتمانى كيف أعيش كريمة .ولكن يا بابا لم تعلمانى كيف أموت ميتة سعيدة ، فها أنا أغادر الأرض ، والظم يحيط بى ولم يفيدنى كل مل تعلمته عن الحياة السعيدة فى لحظات موتى الرهيبة .انا خائفة ومرتعبة ولا اعلم ماذا سيصادفنى بعد الموت ..ليتنى ما تعلمت كيف اعيش فى احلام وأوهام ولكن ليتنى تعلمت كيف أموت فى هدوء وسلام..قالتها سوزان ثم رددت بفزع : نيران..دخان..دخان..ظلام..آلام..
ثم رحلت سوزان بدون سلام فى رعُب إلى الأبدية بدون احلام وبلا اى أمل..لا نهاية فيها للسنين والأيام.
وعندها صمت بيانو سوزان عن الألحان............
لقد عرفت سوزان فى حياتها السلم الموسيقى ولكنها لم تعرف اللحن الحقيقى ..اهتمت بحياتها الأرضية ولكنها لم تعرف الحياة الأبدية ..لم ترتبط بالرب يسوع الذى قال: " أنا هو الطريق والحق والحياة .ليس احد يأتى إلى الآب إلا بى".(يوحنا 6:14).
صديقى.. ..صديقتى:
إسمح لى أن أسالك سؤال وبدون أى تشاؤم ...
أين ستكون فى الأبدية؟؟؟
وإن كنت تسألنى وهل يمكن للإنسان وهو على الأرض أن يتأكد من مستقبله الأبدى ، أم أن هذا لا يعُرف إلا بعد الموت؟
أقول لك يا صديقى :بل هنا على الأرض
وإليك بعض البراهين على ذلك:
اولاً : من وعود رئيس ومعطى الحياة فى الأناجيل :
يوحنا 16:3 : لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كلُ من يؤمن به بل تكون له الحياة الآبدية.
انظر يوحنا 36:3 ، يوحنا 24:5
يوحنا 27:10 خرافى تسمع صوتى وأنا أعرفها فتتبعنى، وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد ولا يخطفها احد من يدى...
ثانياً : من الرسائل فى العهد الجديد :
رسالة تيموثاوس الثانية 10:1
مخلصنا يسوع المسيح الذى ابطل الموت وانا الحياة والخلود بواسطه الإأنجيل.
رسالة يوحنا الأولى 17:4 بهذا تكلمت المحبة فينا أن يكون لنا ثقة فى يوم الدين لأنه كما هو ( الرب يسوع المسيح ) فى هذا العالم.هكذا نحن أيضاً.
ثالثاً : من العهد القديم :
تكوين 24:5 وسار أخنوخ مع اله ولم يوجد لأن الله نقله (لكى لا يرى الموت عب 5:11).
أمثال 32:41 ...أما الصديق فواثق عند موته .
صــــــــــــــــلاة:
يا من أبطلت الموت عندما مُت بالصليب ..اؤمن بك أيها الحبيب ...أرحمنى وأمنحنى الحياة الأبدية والسلام العجيب فيفرح قلبى الكئيب....آمين.
وبالتحديد كان هناك يومان فى حياه سوزان لن تنساهما على مر الزمان .الاول يوم ان ظهرت نتيجه الثانوية العامة فحصلت على مجموع 93.2% والتانى يوم ظهور نتيجه التنسيق وإستلامها الكارت ومكتوب عليه اسمها ومعه اسم كليه الصيدله حلم حياتها الأول .
ولكن كان عصر ومساء هذا اليوم أكثر إثارة من مجرد قبولها بكليه الصيدله فلقد استيقظت الساعة الخامسه بعد الظهر على صوت اقدام وقفت بجوار سريرها ثم شعرت بيد تمتد تحت الوساة التى تنام عليها ، وعندما فتحت عينيها وجدت اباها يبتسم ابتسامة فهمت معناها سريعاً، فوضعت يدها تحت الوسادة لتجد مفتاحاً بسلسلة ، وعندما رفعته امام عينيها قال لها ابوها : إنها عربة فيات 128 جديده لكِ يا أعظم دكتورة ، تتناسب مع ابنتى الأمورة لتذهب بها للجامعة ....قفزت سوزان من على السرير وقبلًِِِِِِت والدها ، وفى لحظات كانت تقف تحت العمارة لتتأمل فى عربتها الحمراء الجديدة وهى تتلألأ فى بهاء كعروس تنتظر مجيء عريسها.
رجعت سوزان من النادى فى المساء ، دخلت حجرتها فكاد أن يتوقف قلبها من شدة الفرح ، فها هو أمل حياتها السعيد ..البيانو الجديد قد وضع فى حجرتها ، ولمحت فوقه " كارت" مكتوب عليه "هدية حبُية لأجمل صيدلانية"التوقيع..ماما..وبعد ان قبلًت أمها جلست سوزان لتعزف أبهج الألحان ، فلقد ابتسم لها الزمان..وبكل هيام عزفت الأنغام التى تغنى بدون كلام عن كل الأحلام التى عاشتها طوال الأيام.
لم يمض إلا أربعة اشهر فقط حتى كان شهر ديسمبر سنه 1991 حيث بدأ الإرهاق والإعياء الشديدان على وجه سوزان، وظن الجميع أنه نتيجة طبيعية لمجهود الدراسة فى الكلية ، حتى كانت سوزان بين اشهر الأطباء من أساتذة الجامعة .ولن تنسى سوزان يوم وقفت بجسد تعبان وذهن حيران تستمع من خلف الجدران ما يقوله استاذ التحاليللتسمع كلمه " سرطان". "نعم سرطان الدم" كلمة كانت كالسهم طعنتها بسيف الأحزان فيما داخل الكيان .
جلست سوزان لتعزف على البيانو الجديد ، ولكن هذه المرة كانت بنفسها المرُة فلم تعزف سوزان ألحان القلب الفرحان كما كان منذ شهور من الزمان ، لكنها عزفت ألحان الأشجان .وكانت وكأنها تناجى هذا السرطان ..
ايها السرطان يا منبع الأحزان ..ألم تتعلم شيئاً عن الحنان.. ألم تفرق بين إنسان وإنسان أو بين الشيوخ والشبان ، بين إنسان فرحان وآخر يغرق فى الأحزان .ولا حتى بين البنات ولا الفتيان ..فيا لك من سرطان قاسى وجبان.
إبتداء اأب يعُدِ لعلاج ابنته الوحيدة فى مستشفيات أوروبا فلقد ساءت الحالة سريعاً ...
وفى ثلاثة أيام كانت سوزان تنام وقد فقدت الوعى بالتمام .ولكن فجأة استيقظت من الغيبوبة وكان الأب يُمسك بيدها اليُمنى والأم بيدها اليُسرى ، وعندما نظرت اليهما انهارت سوزان فى بكاء رهيب ثم تكلمت وقالت لهما : بابا..ماما..أشعر أنى سأغادر الأرض عن قريب وأحاول أن اغفر لكما ، ولكن لاأستطيع.
كانت هذه الكلمات كالعاصفة الصاعقة على والديها ولا سيما كلمة "أغفر لكما" فقال لها الأب وهو يحاول أن يتمالك دموعه بلا جدوى ..تغفرى لنا يا بنتى..تغفرى ماذا ؟
على..وعندها قاطعته سوزان قبل ان يكمل جملته..باب ليس لأجل الصيدلة أو العربية ولا النادى ولا البيانو ، فأنا مديونة لكم بالشكر ، لانكما علمتمانى كيف أعيش كريمة .ولكن يا بابا لم تعلمانى كيف أموت ميتة سعيدة ، فها أنا أغادر الأرض ، والظم يحيط بى ولم يفيدنى كل مل تعلمته عن الحياة السعيدة فى لحظات موتى الرهيبة .انا خائفة ومرتعبة ولا اعلم ماذا سيصادفنى بعد الموت ..ليتنى ما تعلمت كيف اعيش فى احلام وأوهام ولكن ليتنى تعلمت كيف أموت فى هدوء وسلام..قالتها سوزان ثم رددت بفزع : نيران..دخان..دخان..ظلام..آلام..
ثم رحلت سوزان بدون سلام فى رعُب إلى الأبدية بدون احلام وبلا اى أمل..لا نهاية فيها للسنين والأيام.
وعندها صمت بيانو سوزان عن الألحان............
لقد عرفت سوزان فى حياتها السلم الموسيقى ولكنها لم تعرف اللحن الحقيقى ..اهتمت بحياتها الأرضية ولكنها لم تعرف الحياة الأبدية ..لم ترتبط بالرب يسوع الذى قال: " أنا هو الطريق والحق والحياة .ليس احد يأتى إلى الآب إلا بى".(يوحنا 6:14).
صديقى.. ..صديقتى:
إسمح لى أن أسالك سؤال وبدون أى تشاؤم ...
أين ستكون فى الأبدية؟؟؟
وإن كنت تسألنى وهل يمكن للإنسان وهو على الأرض أن يتأكد من مستقبله الأبدى ، أم أن هذا لا يعُرف إلا بعد الموت؟
أقول لك يا صديقى :بل هنا على الأرض
وإليك بعض البراهين على ذلك:
اولاً : من وعود رئيس ومعطى الحياة فى الأناجيل :
يوحنا 16:3 : لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كلُ من يؤمن به بل تكون له الحياة الآبدية.
انظر يوحنا 36:3 ، يوحنا 24:5
يوحنا 27:10 خرافى تسمع صوتى وأنا أعرفها فتتبعنى، وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد ولا يخطفها احد من يدى...
ثانياً : من الرسائل فى العهد الجديد :
رسالة تيموثاوس الثانية 10:1
مخلصنا يسوع المسيح الذى ابطل الموت وانا الحياة والخلود بواسطه الإأنجيل.
رسالة يوحنا الأولى 17:4 بهذا تكلمت المحبة فينا أن يكون لنا ثقة فى يوم الدين لأنه كما هو ( الرب يسوع المسيح ) فى هذا العالم.هكذا نحن أيضاً.
ثالثاً : من العهد القديم :
تكوين 24:5 وسار أخنوخ مع اله ولم يوجد لأن الله نقله (لكى لا يرى الموت عب 5:11).
أمثال 32:41 ...أما الصديق فواثق عند موته .
صــــــــــــــــلاة:
يا من أبطلت الموت عندما مُت بالصليب ..اؤمن بك أيها الحبيب ...أرحمنى وأمنحنى الحياة الأبدية والسلام العجيب فيفرح قلبى الكئيب....آمين.
tyota- مراقبة عامة
- عدد الرسائل : 1170
الديانة : مسيحية
شفيعي :
السٌّمعَة : 7
نقاط : 149
تاريخ التسجيل : 16/06/2008
بطاقة الشخصية
لقبك: بنت المسيح
marounandrewابن الملك
- عدد الرسائل : 250
الديانة : مسيحي
السٌّمعَة : 14
نقاط : 22
تاريخ التسجيل : 02/04/2008
بطاقة الشخصية
لقبك: اختار لقبك وحط وسام لك
tyota- مراقبة عامة
- عدد الرسائل : 1170
الديانة : مسيحية
شفيعي :
السٌّمعَة : 7
نقاط : 149
تاريخ التسجيل : 16/06/2008
بطاقة الشخصية
لقبك: بنت المسيح
مواضيع مماثلة» عندما تشعر ب .......................
» عندما خلق الله المرأة
» أنت إنسان رائع ........... عندما ...........؟؟؟؟؟
» عندما يتحول الحب الى الم
» انت انسان رائع عندما
» عندما خلق الله المرأة
» أنت إنسان رائع ........... عندما ...........؟؟؟؟؟
» عندما يتحول الحب الى الم
» انت انسان رائع عندما
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى