مذبحة الزيتون

مفاجآت مذبحة محل المجوهرات بمنطقة الزيتون:الجريمة استغرقت ثماني دقائق فقط وترجيحات باحتمال إصابة أحد المتهمين في رأسه
تقارير وأخبار
كتب - أحمد رفعت صديق

الغموض مازال يحيط بحادث الزيتون
لا تزال تفاصيل ومفاجآت مذبحة محل مجوهرات «كليوباترا» بمنطقة الزيتون التي وقعت ظهر الأربعاء الماضي.. تتوالي تباعًا.. حيث كشفت تحريات مباحث القاهرة التي تمت حتي الآن بناء علي أقوال شهود الواقعة والمصاب زكريا وجيه الذي أصيب برصاصة في ساقه اليمني أثناء الهجوم وتامر جميل 16 سنة، الذي تصادف وجوده داخل المحل واختبأ من الجناة في غرفة ملحقة بالمحل، الذين أكدوا أن المتهمين أغلقا باب المحل عقب اقتحامهما له وقام أحدهما بإطلاق النار علي «مكرم» صاحب المحل الذي كان يجلس خلف مكتبه المواجه لباب المحل وأصابه برصاصتين استقرت إحداهما في قلبه واخترقت الثانية أحشاءه، فأسرع بولس (أحد الضحايا) برفع أحد المقاعد التي كانت قريبة منه، وتمكن من ضرب أحدهما وإصابته قبل أن تعاجله طلقة في ذراعه اليسري، لكنه ظل متشبثًا بالمقعد فأصابه المتهم برصاصة ثانية في ذراعه اليمني، فلم يجد بولس سوي الفرار إلي الحمام لكن أحد المتهمين تتبعه ولحق به داخل الحمام وأطلق عليه رصاصتين اخترقتا قلبه وبطنه.

بينما أنهي المتهم الثاني علي حياة أمير وحماية بطلقتين في صدر كل منهما، وقبل أن ينصرفا كانا قد أصابا زكريا (الذي يرقد حاليًا بمستشفي المطرية) في ساقه اليمني واعتقدا أنه لقي مصرعه فسارعا بفتح باب المحل واستقلال الدراجة البخارية ولاذا بالفرار بعد أن انتهيا من جريمتهما في ثماني دقائق.

وحسب شهود العيان الذين حاولوا اللحاق بالمتهمين فإن أوصافهما لا تخرج عن كون أعمارهما تتراوح ما بين 25 و30 سنة وكان قائد الدراجة ضخم الجثة ويخفي ملامحه «بباروكة» سوداء ونظارة شمسية كبيرة وبدا المتهم الثاني أقل حجمًا منه ويرتدي بنطلون «جينز» أسود وجاكت بني أسفله تي شيرت أصفر وهي نفس ملابس المتهم الأول.

وقال الشهود إنهما انطلقا بالدراجة في الشارع العمومي وعندما فوجئا بأحد المواطنين يطاردهما بسيارته للحاق بهما محاولاً إيقاعهما بالدراجة، قاما بدخول حارة ضيقة مجاورة لإحدي المدارس ثم اختفيا تمامًا عن الأنظار.

من ناحيتها انتقلت النيابة العامة برئاسة شريف السعيد لموقع الحادث صباح أمس لإجراء معاينة للمرة الثانية، وأعادت استجواب شهود العيان وأمرت باستدعاء سلوي فهمي سلامة زوجة «مكرم» صاحب المحل وابنته سارة لاستجوابها حول وجود خلافات بين المجني عليه والتجار المتعاملين معه من عدمه.

وأرجأت النيابة فتح خزينة المحل لحصر المبالغ المالية والمشغولات الذهبية الموجودة بداخلها لحين الانتهاء من رفع البصمات، وكلفت رجال المعمل الجنائي بتحديد نوع فوارع الطلقات ونوع السلاح الذي خرجت منه الأعيرة النارية، وتحديد المسافة التي طلقت منها، كما تم أخذ عينة من الدماء الموجودة بأرضية المحل ـــ للمرة الثانية ـ لمطابقتها بعينات دم المتوفين للتأكد إن كان من بينها ما يخص أحد المتهمين بعد إقرار المصاب زكريا بأنه جرح أحدهما في رأسه بالمقعد.

وقد تسلم محمد سيف مدير نيابة الزيتون التحريات الميدنية التي أجرتها المباحث حول علاقات صاحب المحل وطبيعة تعاملاته والتي أكدت أنه كان دائم السفر للخارج وخاصة ألمانيا وفرنسا لشراء «الألماس» وكان يذهب للمصيف كل عام بأمريكا.. وكان يتحرك دائمًا وبحوزته كيسًا به قطع عديدة من «الألماس» وكان متورطًا في العديد من الخلافات التي ترجع لأسباب مالية حيث كان المجني عليه ــ حسب التحريات ــ من المشهورين في المنطقة بالإقراض مقابل فوائد مرتفعة، وهو ما دفع النيابة لاستعجال المعمل الجنائي لرفع البصمات حتي يتسني فتح الخزينة، والاطلاع علي الدفاتر المقيد بها أسماء المدينين له وإيصالات الأمانة والشيكات التي وقعوا عليها.