منتدي الطريق الي الخلاص
اهلا بيكم في منتدي الطريق الي الخلاص
اذا كنت عضو يسعدنا دخولك واذا كنت زائر نتشرفب تسجيلك للانضمام الينا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي الطريق الي الخلاص
اهلا بيكم في منتدي الطريق الي الخلاص
اذا كنت عضو يسعدنا دخولك واذا كنت زائر نتشرفب تسجيلك للانضمام الينا
منتدي الطريق الي الخلاص
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

من هو عمانوئيل؟ وهل للرب عمانوئيل طبيعة واحدة أم طبيعتان؟

اذهب الى الأسفل

من هو عمانوئيل؟ وهل للرب عمانوئيل طبيعة واحدة أم طبيعتان؟ Empty من هو عمانوئيل؟ وهل للرب عمانوئيل طبيعة واحدة أم طبيعتان؟

مُساهمة من طرف نوري كريم داؤد السبت فبراير 02, 2013 6:56 am

من هو عمانوئيل؟ وهل للرب عمانوئيل طبيعة واحدة أم طبيعتان؟ Holysupper1

من هو عمانوئيل؟ وهل للرب عمانوئيل طبيعة واحدة أم طبيعتان؟

ومن تأَلَمَ وقَبِلَ ألآلام وألموت على الصليب؟


لقد حدثَ الإنشقاق بين الكنائس بعد سنة 451م بسبب النزاع حول طبيعة الرب يسوع المسيح (عمانوئيل), ووصل النزاع لحد الإضطهاد والحرمان, والبعض يقول وصل لحد القتل أحيانا, فدعنا نفهم مكونات الرب يسوع وطبيعته ونناقش صحتها:

أولا: عقيدة الطبيعتين (christologie dualiste)
مجمع خلقيدونية (المسكوني الرابع) سنة 451م:
الفقرة 301 من قرارات ألمجمع: (تحديد) نعلّم بالاجماع، متّبعين الآباء القديسين، أنّنا نعترف بأن ربنا يسوع المسيح هو ذات الابن الواحد، هو ذاته كامل في اللاهوت وهو ذاته كامل في الناسوت. هو ذاته إله حق وإنسان حق من نفس عاقلة وجسد، من ذات جوهر الآب بحسب اللاهوت، وهو نفسه من ذات جوهرنا بحسب الناسوت، شبيه بنا في كل شيء ما عدا الخطيئة (ر. عب 4 : 15) مولود من الآب قبل الدهور بحسب اللاهوت، وفي الأيام الأخيرة (مولود) هو ذاته لأجلنا ولأجل خلاصنا من العذراء مريم أم الله بحسب الناسوت.

الفقرة 302 من قرارات ألمجمع: ذات المسيح الواحد، ابن، رب، وحيد، معروف في طبيعتين، بلا اختلاط، ولا تحوّل، بلا انقسام ولا انفصال، دون أي إلغاء لاختلاف الطبيعتين بسبب الاتحاد، بل بالحريّ مع احتفاظ كل طبيعة بخاصيّتها متلاقيتين في شخص واحد، في أقنوم واحد ، مسيح لا يتجزّأ أو لا يتقسّم في شخصين، بل هو ذات الابن الواحد، وحيد، إله كلمة ، الرب يسوع المسيح، كما علّم الأنبياء عنه منذ زمن طويل، وكما علّمنا يسوع المسيح نفسه، ونقله إلينا قانون الآباء.

ثانياً: عقيدة الطبيعة الواحدة: (christologie unitaire)
تؤمن كنيسة الاسكندرية بإتحاد ألطبيعتين الإلهية والبشرية داخل رحم السيدة العذراء فتكونت منهما طبيعة واحدة وفي إِقنوم واحد للسيد المسيح, وهي طبيعة الابن ألمُتجسد, الذي له لاهوتُ كامل وناسوتُ كامل, ولاهوته متحد بناسوتهِ من غير إِختلاط ولا إِمتزاج ولا تغيير, إِتحادا كاملا إِقنوميا جوهريا تعجز أللغة أن تُعبِر عنهُ, وهذا ألإِتحاد دائِم لا ينفصل مطلقا ولا يفترق, وتؤمن كذلك بأنَّ لاهوته لم يُغادر ناسوته بموت الصليب ولا لحظة او طُرفة عين.

** ومن هنا نشأت مشكلة الطبيعتين والمشيئتين ، وانشقاق ضخم في الكنيسة،  وبدأ الصراع اللاهوتي والإنشقاق بين الكنائس سنة 451 م , فالكنائس السريانية والارمنية والاثيوبية والهندية والقبطية المصرية تومن بالطبيعة الواحدة لعمانوئيل المتجسد , بينما الكنائس الكاثوليكية واليونانية (الروم الارثودوكس - اي - القستنطينية واليونانية واورشليم وقبرص وروسيا ورومانيا والمجر والصرب والروم الارثودوكس في مصر وسوريا ولبنان وامريكا وفي دير سانت كاترين في سيناء وغيرهم) والبروتستنتية فتؤمن بالطبيعتين الالاهية والبشرية  بلا اختلاط، ولا تحوّل، بلا انقسام ولا انفصال، دون أي إلغاء لاختلاف الطبيعتين بسبب الاتحاد، بل بالحريّ مع احتفاظ كل طبيعة بخاصيّتها متلاقيتين في شخص واحد، في أقنوم واحد.

إِنَّ أساس المشكلة التي وقع فيها ألآباء واللاهوتيين تكمن في إعتقاد بعض الاباء بأنَّ المسيح عمانوئيل لا يُخلص من ألإنسان, إلا بقدر ما إِتخذ من ألإنسان, فلو إتخذ جسدا فقط, فهو يُخلص أجسادنا, وإِنْ إتخذ روحا بشرية ايضا, فهو يُخلص أرواحنا أيضا, فهنا بهذهِ الفرضية والمُتطلبات التي فرضوها بحسب تفكيرهم نشأ في عمانوئيل إزدواجية في الروح, فله بحسب فرضيتهم روحين الاولى بشرية وهي نسمة منفوخة من الخالق في جسد يسوع الإنسان, ثُمَّ سكنه وإِتحدَ به الله ألإقنوم الثاني.

فإنطلق كُل الأباء واللاهوتين من هذِهِ الفرضية, وإلا حُرموا بحسب قرارات ألمجمع المسكوني ألثاني الذي عُقِدَ في القستنطينية سنة 381م, وأخذوا كُلُ بحسب فهمه وتأويلهِ يُفلسفون كيف أنجزَ وفعل عمانوئيل الأعاجيب, وبأي صفة من صفاته ومُكوناته قبلَ الشتائم والإهانات , فعزوا الأعاجيب والمعرفة الكاملة إلى ألاقنوم الثاني, أي الله, وكل الباقي عزوها والصقوها بالإنسان يسوع, ولكي يُفسروا هذهِ ألإزدواجية في الروح ويفهموا فعلها, راحوا يتكلمون عن الطبائع التي تنشأ بتواجد كُلُ من الروحين, فبألبشرية يكون عمانوئيل بشرا عاديا ضعيفا قابلا للشتيمة والألم والاكل والشرب والموت والهوان, وبالروح ألإلاهية يكون عمانوئيل إلاها, أي يُجري ألأعاجيب ويكون هو الله السائر بيننا.

فإنبرى نسطور بالفلسفة القائلة بأنَّ " في شخص المسيح عمانوئيل إِقنومين منفصلين. الكلمة إبن الله, ويسوع ألإنسان أبن مريم وله طبيعتين منفصلتين وله مشيئتين" وقال بأن العذراء هي أم الإنسان يسوع فقط, وليست أم الله.

فمن منطلق التبجيل والاحترام لله, ولجسامة التواضع والتنازل الذي قدمه الله بقبوله التجسد نشأ إستنكارمُبطن, فالعقل البشري لا يستطيع أن يقبل ضخامة التنازل الذي قدمه الله سبحانه من أجلِ خلاص ألبشر, فأخذوا يخففون من وطئة وجسامة هذا التنازل, فكل ما هو عجائبي وخارق فهو لله, وكل ضعف ومهانة والم ومأكل ومشرب فهو للإنسان, ونسى ألآباء بأنَّ التقصير في قبول ضعفات التجسد يُهين الإنسان وطبيعته التي خَلَقَهُ أللهُ عليها, ويُعلن تعالي الله جلَّ جلاله على الإنسان, ونسوا بأنَّ الله قد خلق الانسان وميزه من بين كل مخلوقاته, وبأَنَّهُ قد صور الإنسان على صورته ومثاله, ومن ثَمَّ نفخ فيه بذاته نسمة حياة من عنده, في حين كلَّ مخلوقات الله من نبات وحيوان وحتى الملائكة برؤسائهم جميعا مخلوقين بكلمة "كُنْ فيكون" , وبسبب عدم الفهم أحيانا, وعدم تصور جسامة التقارب بين الله والإنسان بالصورة والتكوين الجوهري الذي سبق وأنْ حدده الله والهدف ألإلاهي المسبق لخلق الانسان, وبالرغم من إنَّ الله دعانا "بأبنائهِ وأولاده وإخوته" وعلمنا أن نقول "أبانا الذي في السماوات" إلا أنَّ البشر والمؤمنين بصورة خاصة بقوا متخلفين وخائفين من قبول هذهِ البنوة ونسوا بأنَّ الله خلق الإنسان ليسَ ليكونَ بشرا بل خلقه ليكون إبنا له فتبناه ليكون هو في الله والله فيه, اي ليوئله الإنسان ويُقربه من ذاته, ويقدم ذاته لخلاص الانسان حتى لو عنى ذلك التأنس وقبول الضعفات من أجل هذا ألإنسان الذي ميزه الله ووضعه في منزلةِ خاصة, فنقول " هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به" (يو16:3)" لكنا لا نستوعب الكلام فنبدأ بالرفض المبطن للتجسد !

فبالرغم من إِنَ مجمع أفسس المسكونى (431م) قد حرم نسطور، ألا أن جذور النسطورية امتدت إلى مجمع خلقيدونية (451م) فالآباء في هذا ألمجمع يُؤمنون بقرارات ألمجمع المسكوني ألثاني الذي عُقِدَ في القستنطينية سنة 381م, فعوضَ أنْ يرفضوا فلسفة نسطور القائلة بإزدواجية الشخصية في عمانوئيل جملة وتفصيلا, فمن منطلق ألروحين في عمانوئيل, أخذوا بتحوير فلسفة نسطور فجملوها, فأقروا بأنَّ لعمانوئيل إقنوم واحد وبأنَّ للمسيح طبيعتين منفصلتين, فهو إله وإنسان: الإله يعمل ألأعاجيب, والإنسان يؤدي الوظائف الانسانية ويتألم ويأكل ويشرب ويُشتم ويُهان.

والحقيقة هي إِنَ تجسد ألإله كان هو ألحَلُ الوحيد لإنقاذ البشر وتخليصهم من خطاياهم, فخلاص البشر إِستوجَبَ كفارة غير محدودة, وفداءَ غير محدود, يقوم بهِ من لهُ حياة أبدية غيرمحدودة في ذاتِهِ يستطيع أن يُغطي كُلَّ خطيئة ومعصية يفديها بحياة ابدية واحدة لكي لا تنكشِف هذهِ الخطيئة أبدا وإلا فيُرمى فاعِلها بعيدا عن الخالق وفي النار الابدية, ولما لم يَكُن في مخلوقات الله بما فيهم الملائكة جميعا من يستطيع أنْ يفي بهكذا مُتَطلبات, لم يبقى حل آخر سوى تجسد الكلمة, وهذا ما قبِلهُ ألله ألإقنوم الثاني على ذاتِهِ, فتنازل الله وتواضع وقبِلَّ أن يولد تحت الناموس وهو ألله ألمُتعالي وفوق الناموس, فقَبِلَ ألإبن أن يولد بجسد بشري يستطيعُ بهِ قُبول الموت, إِذ بدون التجسد لا يُمكن فداء الانسان وتقديم الكُفارة عن معاصي البشر, فالله بلاهوتِهِ كائِنُ حيَّ أزلي أبدي غير قابل للموت وله حياة ابدية لا نهائية في ذاته, ولأَنَّهُ هو منبعُ للحياة الابدية في ذاته فهو الوحيد الذي يستطيع أن يدفع حياةَ ابدية واحدة بموتهِ عن كُلَّ خطيئة يفديها ثُمَّ يخرجُ منتصرا على الموت, ولهذا نُرنم ونقول " المسيح قام من بين الاموات ووطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور" , أي كما ورد في:

كولوسي(1-12): شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي أَهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ، (13) الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ ، (14) الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا. (15) الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ.(16) فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ (17) الَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ (18) وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّمًا فِي كُلِّ شَيْءٍ. (19) لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ أَنْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ، (20) وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ ، عَامِلاً الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ: مَا عَلَى الأَرْضِ، أَمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ. (21) وَأَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً أَجْنَبِيِّينَ وَأَعْدَاءً فِي الْفِكْرِ، فِي الأَعْمَالِ الشِّرِّيرَةِ، قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ (22) فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى أَمَامَهُ،

فالله الاقنوم الثاني المولود من الآب قبل كُلِّ الدهور الذي لا زمان ولا مكان يحده أصبح بالتجسد بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ, فألله الكُلي والسابق العلم قبِلَ بالتجسد وأن يكون الفادي قبل البدء بخلق الخليقة جمعاء, فخلقِ آدم على صورتِهِ ومثاله, وفي مِلْ الزمان جاءِ عمانوئيل إلى أرضنا وعاشَ بيننا وفدانا على الصليب, بكفارةِ ابدية غير محدودة, فاصبحنا إِخوة وأبناءِ له بالإيمان والتبني هو فينا ونحنُ فيه إلى أبدِ الآبدين.

والآن دعنا نفهم كلام الملاك ألمُبَشِر للعذراء مريم:
لوقا(1-35): فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: " اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ ".

فالسيد يسوع المسيح عندما كان على الارض, كان هو " عمانوئيل" أي " الله معنا " فهو ألإله المُتَجَسِد "الاقنوم الثاني حالاَ في جسد, أي "ناسوت " الرب يسوع, فهو إِنسانُ كامل الانسانية بحسبِ ألجسد, وهو إِلإِقنوم الثاني كامل ألإلوهية بحسبِ ألروح. وهو كيانُ حيّ واحد (إقنومُ واحد) لا يُمكن الفصلُ بين روحه وجسدهُ من بعد التجسد إلا بالموت, أي بخروج روح الإقنوم الثاني من هذا ألجسد.

ونلاحظ في: يوحنا(1-14): وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا.

لم يقل يوحنا "والكلمة صار نفسا عاقلة" بل صار جسداَ.

وكما إن آدم الاول تكونَ من جسد وروح  (نفخة من الله فيه), كذلك آدم الثاني , أي عمانوئيل تكون ايضا من جسد وروح (الاقنوم الثاني), وكما أصبح آدم الاول كيان حيّ واحد وله طبيعة واحدة هي نتاج حلول نفخة الله في جسدهِ, ففي آدم الاول لم يبقى طبيعة جسدية منفردة ولا طبيعة روحية منفردة, بل أصبح كيانا حيّا واحدا بطبيعة واحدة ومشيئة واحدة, كذلك آدم الثاني, أي عمانوئيل الذي تكون من جسد إِتخَذَهُ من العذراء مريم بقوة الروح القدس وحَلَّ الاقنوم الثاني فيه, اصبح كيانا حيّا واحدا ولهُ طبيعة واحدة هي نتاج حلول الإقنوم الثاني في الجسد, ففي آدم الجديد عمانوئيل لم يبقى طبيعة جسدية منفردة ولا طبيعة روحية منفردة, بل أصبح كيانا حيّا واحدا بطبيعة واحدة ومشيئة واحدة, فهو إِنسانُ بحسبِ ألجسد, وإلهُ بحسبِ الروح, وطبيعتهُ هي طبيعة الكائن الحيّ عمانوئيل, ألإله ألمُتجسد.

فالتجسد جعل حال عمانوئيل مثل حال البشر الباقين فله جسد إنساني وروح, لكنَّ في حالة عمانوئيل لم تكن روحه نسمة من الله منفوخة فيهِ, بل هو الاقنوم الثاني ذاته متحدا بجسد إنساني, فأخذ طبيعتنا بحسبِ الجسد والطبيعة الالاهية بحسبِ الروح, ولكن الذي نشأ من هذا الاتحاد والتجسد لم يجعله بطبيعتين, بل طبيعة واحدة هي طبيعة عمانوئيل الخاصة والفريدة الخالية من الخطيئة والكاملة المحبة.

ولكن آدم الاول كانَ جسده مخلوقا من تراب الارض وكان علمهُ محدودا وقُدراتَهُ محدودة فهو لم يكن يعلم أن يُمَيّز بين الخير والشَروقد خلقهُ الله بارا وبلا خطيئة, أما عمانوئيل, أي آدم الثاني فكان لابُدَّ أن يَتَخِذَ جسدا من نفسِ سلالة آدم الاول فهو إِنسانُ بَشَرُ بحسبِ ألجسد وبضعفات بشرية إلا أنّهُ كامل العلم والقدرة بحسبِ روحهِ ولاهوتِهِ, وبما أَنَّهُ حُبِلَ به من العذراء بقوة الروح القدس, من دون أبِ بشري, وبقوةِ الروح القدس الحال على العذراء وبقوة العليّ التي ضللتها, فحَلَّ الإقنوم الثاني في ناسوتِ الرب الذي بدأ يتكون في أَحشائها, فلذا المولود منها وبحسبِ كلامِ الملاك ألمُبَشِر "هو إِبنُ ألله ألعليّ " أي "عمانوئيل" ألمُبشر بهِ وبارا بلا خطيئة (الْقُدُّوسُ), أي لم يرث الخطيئة من الجنس البشري.

فقد قال الملاك: الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ ". القدوس هو الله, أي الله الابن, فمن هنا يجب أن يتوقف كل رفض بأنَّ العذراء مريم هي أم الله, فالملاك هو من صرح بهذا, وهي ولدت السيد عمانوئيل, أي الله معنا, فهي أم ألله الذي كان معنا, فمن يُنكر إِنَّ العذراء هي أم الله, فهو يُنكِر إنَّ عمانوئيل كانَ هو "الله معنا والسائر بالجسد بيننا" وبهذا النكران هو ينكر التجسد الإلاهي وبالتبعية فداء الله معنا "عمانوئيل" للبشر.

فالله سبحانه, أراد بهذا التجسد, ليسَ فقط أن يخلصَ ألمؤمنينَ بِفِدائهِ, بل أيضاَ أن يُبين للإنسان ذاته, وللملائكة بأّنَّ جسَدَ آدم الذي خلقهُ الله في ألبداية لم يكن ناقصاَ, ولا يستطيع تجنب الوقوع في الخطيئة والمعصية, بل خلقَهُ الله كاملاَ وأعطاه الله نسمةَ كاملة منهُ (الروح) ايضا, وبحلولِ النسمة في جسَدِ آدم, أصبحَ وحدةَ إنسانية , نفسا حية كاملة, تستطيع الخضوع للتجارب ولا تقعَ في المعصية والخطيئة, فبألتجسد وقبول حيلولة الاقنوم الثاني ذاته في ذات الناسوت البار المولود من العذراء, وخضوعِهِ لكل التجارب والآلام والخوف وما يُسميهِ البشرُ الضُعفات الجسدية بينَ اللهُ إِنَّ ألإنسان قادرُ أن يتجنب السقوطَ في الخطيئة والمعصية, ويبقى لآخر لحظة من حياته البشرية وبالرغم مِن كُلِّ آلامِ الصليب يبقى مُنَزها من الخطيئة والمعصية ويُعلِنَ إنتصارهُ عليها.

والله بطبيعتِهِ يفرح (التثنية 63:28)  ويُسَر (هذا ابني الحبيب الذي به سررتُ) ويغضب (الخروج 10:32) , والارواح تتعذب (لوقا 28:16) وتلعن (الشياطين) , فللروح أحاسيسها, لكنها وهي في الجسد تحس بالاحاسيس التي تُنقل إليها من الجسد فتتعذب بعذابه, ومتى ما خرجت من الجسد فينقطع وصول هذهِ الاحاسيس إليها, فتنزيه الروح من هذهِ الاحاسيس هو مجرد عدم فهم لماهية الروح من جهة, ولتخفيف الشعور بالذنب مما تحمله الابن وهول التضحية والتواضع الذي ترتب على تجسده, فنسب الاباء كلَّ الآلام والمشاعر للجسد , فبهذا يخففون من وطئة هول التجسد والتواضع الذي قدمه الله الذي يصدمهم فيرفضون قبوله بقرارة نفوسهم ضمنيا.

فعندما يكون الانسان حيا, ويتم تعذيبه, فهو يتألم بجسده, لكن هذهِ القابلية للألم تتوقف حال خروج روح الانسان من جسدهُ, فمتى ما خرجت روح الانسان من جسده, فالجسد لا يتعذب فيما بعد, فلو قُطِعَ أو أُحرقَ بعد خروج الروح منه, فهو لا يشعر بشيء بعد, فتواجد الروح داخل الانسان يُعطيه الحياة والاحساس, ومُغادرة الروح للجسد تُفقِدَهُ الحياة والاحساس. كذلك الحال مع عمانوئيل الله الساكن في الجسد الانساني, فهو يقبل الألام ما دامت الروح فيهِ, وبخروجِ الاقنوم الثاني من جسده مات جسد عمانوئيل على الصليب, وتوقفت ألامه, وعند عودتِهِ وقيامتهِ غيَّرَ جسده إلى جسد روحاني ممجد. فهل نقول بأنَّ عذاب الانسان وهو حيّ, هو عذاب جسدي ام عذابُ لروحهِ أيضا؟ فهو بالحقيقة عذاب كيانه بكامله, ونعلمُ أيضا بأَنَّ الروح هي التي تُبصِر وتسمع وتُفكر وتحس وكل أعضاء الجسد ليست سوى وسائل لنقل المعلومات إلى الروح, وكذلك نعلم من مثل الغني واليعازر, بأنَّ روح الغني هي التي كانت تتألم في اللهيب, بينما كان الليعازر يتنعم في أحضانِ أبراهيم, فكلا أجساد الغني والليعازر وحتى النبي إبراهيم لا زالت ترقد على رجاء القيامة.

فهل كان لآدم الاول طبيعتان؟ طبيعة إكتسبها من جسَدهُ المخلوق من تراب الارض, وطبيعة إكتسبها من نفخة الخالق التي أودعها ألله فيه؟ طبعا لا, فآدم خضِعّ للتجارب كوحدة واحدة مكونة من حلولِ نسمةُ الله في جسَدِهِ, ولم تستهدف التجارب التي تعرضَ لها آدمُ الاول روحهُ فقط او جسدهُ فقط, بل كونِهِ وحدة متكاملة واحدة, أي آدم ذاته بكيانه المُتَكامل الناشيء من حلولِ نسمةُ اللهِ فيهِ. فروح آدم التي تستطيع التنقل من مكانِ لآخر بمجرد الرغبة بذلك والتي لا تخضع للزمان والمكان, أصبت بحلولها في جسد آدم لا تستطيع التنقل إلا بأقدام آدم وإمكانياته الجسدية, وأصبحت خاضعة للزمان والمكان الذي يحد جسد آدم ويخضع له, وبنفس الوقت لم يستطيع جسد آدم أن يحرر نفسه من قيود الزمان والمكان ولا أن يُحلقَ بين الاكوان بمجرد الرغبة بذلك, فكم طبيعة كان لآدم؟ نعم أصبح له طبيعة واحدة, نسميها الطبيعة الآدمية او الإنسانية البشرية لآدم بكل جبروتها وضُعفاتها.

وهنا بمثالنا الجسدي قد نبدأ بالتفلسف فنقول, روح آدم لم تصبح جسدا, ولا جسد آدم أصبح روحا, فهم اي الروح والجسد إتحدا ليكونا كيانا جديدا ولكنهما لم يمتزجا الواحد بألآخر فالروح بقيّ روحا والجسد بقي جسدا, وهذا كلام فلسفي إفلاطوني لا يُغَير من حقيقة كيان آدم وتكوينه شيء.

كذلك الحالُ في عمانوئيل, ألله المُتجسد السائر بين البشر, الذي له جسد بشري يتصف بكل ضعفاتنا البشرية, وله روح هي لاهوت الإقنوم الثاني بكل صباووته وعلمه وقدراته الإلاهية, إلا أن حلوله في الجسد, جعلهُ إلاها مُتجسدا يسيرُ على قدميه مثلنا ويفرح ويتألم ويعمل الأعاجيب فيُحيي ألموتى بكلمتهِ هو بذاتهِ كعمانوئيل الله المتجسد السائر بين البشر, ولذا قال لفيلبس " أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ؟ الْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ.يوحنا(14-10)" فهو لم ينسب الاعمال والأعاجيب إلى ذاته, بل نسبها إلى ألآب , لأَنَّ ألله هو الوحيد الذي يُقيم الموتى , فنسب عمانوئيل الأعمال إلى الآب الساكن فيه, لأَنَّهُ هو والآبُ واحد, فكم طبيعة كان لعمانوئيل؟ نعم أصبح له طبيعة واحدة, نسميها طبيعة عمانوئيل أي ألله ألمُتجسد السائر بين البشر, فلم يَكُنْ لحظة بشرا ولحظة إلاها ولم يعش بشخصيتين مختلفتين (إزدواج الشخصية). ولم يكن له مشيئتين, فأصبح بتجسدهِ كيانا حيا واحدا, هو عمانوئيل ألإله المُتجسد.

فعمانوئيل بذاته, هو من بكى ومن أكل ونام, وهو من تألم على الصليب بكيانه الحيّ الواحد, وهو الذي قبل لعنة الصليب بطبيعته وكيانه الحي الواحد, كيان الله المتجسد السائر بين البشر. وعمانوئيل وهو سائرُ بين البشر, لم يصبح جسده روحا إلاهية, ولا أصبح لاهوته جسدا, بل أصبح بتجسدهُ كيانا حيّا واحدا, هو ألله المُتجسد عمانوئيل.

وبموت المسيح عمانوئيل على الصليب, خرج الإقنوم الثاني من جسد المسيح ليوفر فداءِ أبديا وكفارةَ أبدية لا نهائية لتغطية خطايا البشر, واوكل هذا الجسد بحماية ملاكين كروبين , إلى أن عاد اليه وأقامهُ في اليوم الثالث بعد أن حرر الراقدين على الرجاء فنزلَ إلى أَسافل ألهاوية ودفع حياة ابدية واحدة عن كل خطيئة من خطايا البشر المؤمنين والقابلين بِفدائِهِ لهم من آدم وإلى آخِرِ مؤمنِ بفدائِهِ لغاية يومِ الدين, وحالَ قيامته غيَّرَ جسدَ تواضعَهُ إلى جسد سماوي روحاني ممجد, وأصبح هو الباكورة لِيُيُقيمنا على مِثاله ليُألِهنا بِذاتهِ وأن يكون هو فينا ونحنُ فيهِ إلى أبد ألابدين, فأصبح كما ترون هو صِلة الوصل بيننا بإنسانيتنا وبشريتنا, وبين الله القدوس في قداسَتِه الروحانية الازلية, فمَجَدَنا فيهِ وتَمَجَدْنا نحنُ بهِ إلى أبد الابدين.

** وقد كنا قد بينا في المقالة السابقة وبعنوان " مَنْ ماتَ على ألصليب؟ أَلإنسان يسوع, أَم أَلإقنوم أَلثاني؟" بخطأ القول بأنَّ الاقنوم الثاني حلَّ وإتحد بروح وجسد الانسان يسوع, فهكذا إدعاء وفرضية ستجعل لعمانوئيل روحين هما النفس البشرية أي النسمة او الروح التي نفخها الله اولا في يسوع لكي يكونَ إنسانا مثلنا, ثُمَّ إتحد الاقنوم الثاني بروحهِ الانسانية وجسدهِ منذُ اللحظة الاولى لنشأتهِ في رحم العذراء, فهنا تنشأ الازدواجية في الروح في عمانوئيل حتى لو قلنا بأنهما متحدتان, مهما كانت صورة وشكلية هذا الاتحاد, وكذلك بينا عدم الحاجة وعدم صحة القول "بأَنَّ ما لم يتخِذَهُ الرب, لم يُخلِصَهُ" لانَّ إِتخاذ نفخةَ او نسمة منه, لا حاجة لهُ , فتواجِدَهُ بذاتِهِ, يكفي ويُغطي خلاص نسمة تصدر منه. لا بل بأَنَّ تواجدهُ بذاتهِ سيطغى على النسمة التي سينفخها فتصبح تابعة للكل بذاته ولا إِستقلالية لها.

** وقد كنا قد بينا في المقالة السابقة ايضا بأنَّ تواجد اللاهوت المتحد بالجسد في القبر ألذي تُصِر كلُّ الكنائس عليه, لكي يقولوا لنا بأنَّ الله الاقنوم الثاني لا يخضع للموت ويموت, ويتناسون بأَنَّ الاقنوم الثاني هو الله وهو روح حيّ أزلي , ولا يموت سواء أن خرج من الجسد ام لم يخرج, فهم يعلمون بأنَّ روح الانسان التي يُسمونها بالبشرية هي خالدة خلود الخالق الذي نفخها لانها نسمة منه, ولا تموتُ أبدا, ومع ذلك يدافعون عن كون الاقنوم الثاني لا يموت, فيُصِروا على عدم مغادرة الاقنوم الثاني وبقائِه متحدا بالجسد وهو في القبر لكي يبرهنوا بأنَّ الله لا يموت, ومع ذلك يتكلمون عن الحاجة لخروج الاقنوم الثاني جزئيا بقولهم بأنَّ النفس البشرية متحدة باللاهوت خرجت من الجسد لانَّ الفداء يجب أن يوفر الحياة الابدية وكفارة لانهائية لتغطية كل خطايا البشر المؤمنين, فهم يتلاعبون بالألفاظ والكلمات فَيُخرجونه مع الروح البشرية التي فرضوا وجودها فيهِ, ولا يُخرجون لاهوته من جسده, بقولهم بأَنَّهُ بقيّ متحدا بالجسد ولم يغادرهُ ولا طرفة عين, ولكنهم يتناسون بأَنَّ قولهم هذا الاخير ينفي كونّهُ مُعطي وواهب للحياة الابدية التي له في ذاته, فكيف سيبقى متحدا بالجسد ومع ذلك يبقى الجسد ميتا وفي القبر؟

وهل سَنُكَذِب أَلإِقنوم ألثاني ذاته (ألاول وألآخر- أي ألله) ألذي قال في:

ألرؤيا(1-17): فَلَمَّا رَأَيْتُهُ سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ كَمَيِّتٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَيَّ قَائِلاً لِي:"لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ، (18) وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتًا، وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ! آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ.

وأيضاَ في: الرؤيا(2-8): وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ سِمِيرْنَا:"هذَا يَقُولُهُ الأَوَّلُ وَالآخِرُ، الَّذِي كَانَ مَيْتًا فَعَاشَ: ....... ".

فألله أَلإِقنوم ألثاني, أَلأَول وألآخر , الحيُّ يقول: كَانَ مَيْتًا فَعَاشَ , و أيضا : وَكُنْتُ مَيْتًا، وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ!

فَألله أَلإِقنوم ألثاني,  يتكلم عن جَسَد عمانوئيل الذي ماتَ بخروجِهِ مِنْهُ فوقَ ألصليب, والذي أحياهُ وحولهُ إلى جَسَد روحاني مُمَجَد حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ, ونحنُ ألبشر نستَنكِر, ونقول بقيَّ لاهوت أَلإِقنوم ألثاني في جَسَد يسوع ألمسيح ألميت ثلاثة أيامِ في ألقبر لم يُفارِقَهُ ولا طُرفَةِ عين, وكأَننا نقول إِنَّ تواجِدَ أللاهوت لم يبقي ألجسد حيا, ولكن عودة الروح ألبشرية, او ألنفخة ألإلاهية أحيتهُ, فهل يُعقَل هذا؟ هل تواجد الله ألإقنوم الثاني في ألجسد لم يكُن كافيا ليعيش الجسد ولا يموت؟ فهل ألله ألإقنوم الثاني ذاته بِكمالِهِ لا يبقي الجسد حياَ, ونسمةَ منفوخة منه تستطيع؟ أي منطِق لاهوتي هذا!!


أخوكم في الإيمان والتبني

نوري كريم داؤد

17- 12- 2012
نوري كريم داؤد
نوري كريم داؤد
عضو مميز
عضو مميز

ذكر
عدد الرسائل : 165
الديانة : مسيحي
السٌّمعَة : 1
نقاط : 431
تاريخ التسجيل : 10/07/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى